إخوان الأردن: الوجود الأمريكي بالمملكة مرفوض والحراك سيحقق إنجازا ما ولو بعد فترة

حجم الخط
2



القاهرة ـ من جاكلين زاهر ـ (د ب أ) – أكد المراقب العام لإخوان الأردن، همام سعيد، رفضه وجود أي قوات أجنبية بالأردن ، وشدد على أن وجودها يرتبط بالمقام الأول برصد الأوضاع السورية “من زاوية الحفاظ على المصالح الأمريكية وحماية الكيان الصهيوني” وليس كما تقول الحكومة الأردنية من أن وجودهم يرتبط بإجراء مناورات عسكرية.

وقال سعيد في تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “مجيء الأمريكان ليس لمناورات وإنما لترقب اللحظة التي يقررون فيها التدخل بالشأن السوري، وتحديدا من أجل ضمان عدم وقوع الأسلحة الكميائية المملوكة للنظام في أيدي المعارضة السورية المسلحة، وتحديدا ما يرونها جماعات إرهابية كالنصرة أو حتى لا يقوم النظام باستخدامها أو نقلها لحزب الله”.

وأردف: “أي أن تدخلهم بكل الأحوال ليس دفاعا لا عن الأردن وحدوده ولا عن الشعب السوري.. هم أتوا لحماية أنفسهم وإسرائيل فقط .. ولذا نقول إن وجودهم بالأردن مرفوض حتى لو كان تحت ذريعة تدريب الثوار السوريين”.
وطالب المراقب العام بعدم التقليل من شأن “التهديدات المبطنة” التي وجهها الرئيس السوري لعمان مؤخرا، وقال :”رغبة النظام السوري في الهروب من أزمته المشتعلة عبر محاولة تدويل القضية قد تدفعه للقيام بمناوشات على الحدود معنا أو بإطلاق صواريخ كيميائية أو سكود أو ما شابه حتى يجبر دولا أخرى كإيران وروسيا على التدخل أكثر والوقوف بجانبه”.
وقلل سعيد من المخاوف الموجودة بشأن كثرة تدفق اللاجئين السوريين للأردن وتأثير ذلك على الموارد والحالة الأمنية والتوازن الديموغرافي للبلاد ، وقال :”ما دام لهم عالمهم الخاص ومراكز وأماكن خاصة يصعب جدا الخروج منها، أرى أنهم لا يشكلون تهديدا على التوازن الديموغرافي .. كما أنهم، كلاجئين، يحصلون على دعم دولي وأممي”.

وتابع: “نعم رئيس الوزراء الأردني قال إنه سيتوجه لمجلس الأمن بشأن عدم قدرة الأردن على استيعابهم .. وصحيح أنهم باتوا يشكلون عبئا ولكني لا أتصور أن هذا العبء حتى الآن يشكل خطرا على الأردن”.

وقال: “أما فيما يتعلق بالحالة الأمنية ووجود مشاكل بالمخيمات، فهذه الأحداث موضوعية ويمكن معالجتها في إطار حدودها المحصورة”.

واستبعد سعيد أن يتكرر سيناريو اللاجئين الفلسطينيين الذين جاءوا للأردن كلاجئين ثم استوطنوه بمرور الزمن مع اللاجئين السوريين ، وقال :”هذا يتم إذا طالت القضية أو استطاع النظام السوري حسم الأمر لصالحه في النهاية ، وأظن أن هذين الأمرين مستبعدان ، فالنظام سينهار قريبا وتحل الأزمة ويعود هؤلاء اللاجئون لوطنهم”.

وفيما يتعلق بالاتهامات التي وجهتها دمشق لعمان بسماحها بمرور السلاح والمسلحين عبر الحدود المشتركة إلى أراضيها خاصة العناصر الجهادية ، قال المراقب العام لاخوان الاردن: “الثوار قد يدخلون لسورية عبر الحدود الأردنية أو التركية أو العراقية أو اللبنانية بطرق غير رسمية .. وكل من يدخل سورية الآن ويشارك بالقتال ضد النظام له هدف واحد هو نصرة الشعب السوري وهم في الغالب شباب إسلاميون يريدون أن يكون لهم دور في مساعدة أشقائهم السوريين .. أما أن يوصف هؤلاء بأنهم متطرفون أو موالون للقاعدة وعملاء لها وما شابه ذلك فهو أمر بعيد عن الصواب”.

وقال: “ولا ينبغي التعويل كثيرا على قضية اعتراف جبهة النصرة أو بعض فصائلها بالتبعية لتنظيم القاعدة .. فهذه الاعترافات لا أظنها حقيقية .. فقضية الاعترافات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أمر لا يمكن الاطمئنان إليه”.

واستبعد سعيد أيضا أن يتكرر سيناريو عودة المجاهدين من أفغانستان وما أحدثوه من قلائل واضطرابات في أوطانهم بعد العودة نتيجة لاعتمادهم منطق العنف لا الحوار ، موضحا “أتصور أن الذي جعل تلك الجماعات ترجع لبلادها بأفكار عنيفة بها شيء من التطرف هو تعامل الدول الكبري معها وتحديدا الولايات المتحدة .. لكن الأمر اختلف ، فالشعوب العربية باتت أكثر نضجا ووعيا ولا تتعامل مع من يجنحون إلى التطرف .. كما أنه ثبت للجميع أن القوة والتطرف لا تحققان نفس نتائج القوة السلمية ، فبالأخيرة فقط حققت الثورات العربية نتائج كبيرة”.

أما على صعيد الوضع الداخلي وإمكانية حصول حكومة رئيس الوزراء عبدالله النسور على ثقة البرلمان ، شدد سعيد على أن الجماعة غير معنية بالقضية برمتها من البداية للنهاية ، موضحا :”لا نقيم وزنا كبيرا أو نهتم بالمناقشات التي تتم الآن .. فنحن نرى أن العملية برمتها تمت خارج إطار الإصلاح الذي نطالب به منذ سنوات طويلة”.

وتابع: “لا نعرف نهاية المناقشات ، فقد يحصل النسور على الثقة مجددا .. ولكن نحن لا يهمنا الأشخاص بقدر ما يهمنا النهج العام وتحقيق تطلعات الشعب الأردني عبر آليات لا نراها اليوم موجودة بالساحة”.

وحول مستقبل جماعة الإخوان في العمل السياسي وما يتردد حول أنها أدخلت نفسها في ثلاجة لمدة أربع سنوات كاملة برفضها المشاركة في الانتخابات البرلمانية ، قال سعيد: “لسنا في ثلاجة، نحن ننادي بالإصلاح ويزداد المشاركون لنا في الدعوة ويزداد أيضا تأثيرنا بالشارع ، ونحن جميعا كقوة صاعدة لابد أن نحقق إنجازا ما ولو بعد فترة.. وليس حقيقيا أننا قمنا بلعبة تبادل للأدوار في الاعتماد على كتلة حزب الوسط لتمثيلنا بالبرلمان .. نحن لم نرشح أحدا مكاننا ولدينا ثقة بأن الشعب الأردني سيواصل معنا مسيرة الإصلاح”.

ونفى المراقب العام أن يكون شباب الإسلاميين قد رفعوا لافتات مناهضة لشخص الملك أو تتهمه برعاية الفساد والاستبداد بالبلاد خلال مسيرة الحسين الجمعة الماضية في محاولة منهم للرد على تصريحات سابقة له حول جماعة الإخوان ، وقال :”نحن كررنا أن شعارنا لا يزال إصلاح النظام لا إسقاطه ولذا جميع وسائلنا وآلياتنا متسقة مع هذا الشعار”.

وقال: “مسيرة الحسين لم تكن محاولة للرد على أحد ولا استعراضا عسكريا للقوة.. بل جاءت فقط للتعبير عن الغضب مما حدث للحراك بإربد من اعتداء دام يوم الجمعة قبل الماضي .. لذا فالشباب اجتهد في الخروج وفي تنظيم أنفسهم بالمقدمة دون أن يحملوا أي عصا أو أدوات قتالية”.

وحول تصريحات القيادي بجماعة الإخوان في مصر عصام العريان التي قال فيها إن الأردن نشأت في المنطقة برعاية أمريكية، كإسرائيل ، قال سعيد: “نحن جماعة شعبية تعمل لصالح الشعب الأردني ، ولا علاقة بين قيادة الإخوان في مصر والأردن فيما يتعلق بالقرارات الداخلية والشؤون السياسية ، فكل منا له تنظيمه وقياداته ومواقفه ولا تنسيق بيننا في تلك المواقف والخيارات .. وتصريحات العريان يسأل عنها هو .. وهي لم تؤثر علينا ولن تؤثر بإذن الله”.

ونفى سعيد أن يكون إخوان الأردن قد حاولوا التوسط لدى السلطات المصرية بشأن موضوع تصدير الغاز للأردن باعتبار أن السلطة القائمة في مصر “هي من رحم جماعة الإخوان” ، وقال: “لم يحدث أن حاولنا هذا .. ولكن إذا أردنا التوسط سنتوسط كأي حزب أردني لا كجماعة الإخوان ، وسيكون هدفنا تعزيز العلاقات بين البلدين بالوصول لتفاهمات تحقق المصالح المشتركة”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح // الامارات:

    والله أفضل شيء تعمله ( جماعة الإخوان ) الأردنية : هو التوسط مع
    جماعة الإخوان المصرية بلكن : زادوا كمية ( الغاز ) للأردن وتنزل
    سعر الأسطوانة الصغيرة التي تباع بالسوق الأردني ب ( 10دنانير )
    وهو سعر مرتفع جدا بالنسبة لعامة الشعب الاردني البسيط والمتوسط الحال .
    لو حصل : سوف تنزل أسعار الغاز وبالمقابل سوف ترتفع أسهم الإخوان
    أفضل من الشعارات الرنانة والتي لا تحسّن ولا تفيد عامة الشعب بشيء .
    الأمريكان : موجودين في الأردن ضمن صفقات واتفاقات وصعب جدا
    التخلص منهم وخاصة في الوقت الحاضر والمنطقة تعيش على صفيح ساخن.
    حياكم الله وشكرا .

  2. يقول AL NASHASHIBI:

    لقد اقترب الزلزال من الحدود السوريه الاردنيه….وسوف يجر الدمار للأسف لعدم توفر الحكمه في الوطن الشقيق الاردني ..بالتمسك بالحل السلمي فعلا وليس فقط قولا …والعمل يثبت عكس القول …وهنا السؤال …من هو المسؤول ..عن الانخراط في العراك ..ونتيجته للأسف سفك دم الاخوه ..وفتح المزيد من مخيمات النزوح للضفه الغربيه وللبنان….هذا علاوه علي الدمار …ويعود ذلك للجهل بدلاً ان نجد حلا سلميه اصبحنا جزاً من المشكله ..واحضرنا الصهيوامركان للدفاع عنا …وبهذا يتم التطبيع للعظم مع الكيان الصهيوني …علي المكشوف حيث والله (مستر. بيف)استحا يعمل هكذا…لا تلقوا بأنفسكم للتهلكه ..الغرب مصلحته الاولي والاخيره …والتاريخ يشهد علي ذلك. دون ادني شك …ابن فلسطين يتألم علي كل قطره دم تنزف من اي مسلم او عربي ..في الوطن العربي …وهذا مما يواخر من تحرير فلسطين من السرطان الصهيوامركان + الروس.+الغرب=نكبه ونزوح الشعب الفلسطيني من ارضه …نرجوا من حكماً وشرفاً الأردن ان يضبطوا الموضوع قبل وقوع الكارثه ..ومن بعدها لا ينفع الندم …حيث كلنا خصرانين والرابح هو عدوا العرب والإسلام …..النشاشيبي …AL NASHASHIBI  

إشترك في قائمتنا البريدية