إسطنبول-“القدس العربي”:خاضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما يمكن اعتبارها “معركة الوداع” مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عندما أوفدت وزير خارجيتها مايك بومبيو إلى تركيا في زيارة لم يلتق خلالها أي من المسؤولين الأتراك وأطلق الوزير الأمريكي تصريحات غير مسبوقة حول “الحريات الدينية في تركيا” و”ضرورة لجم التحركات التركية العدائية” وذلك مع بدء العد التنازلي لنهاية حقبة ترامب الرئاسية لصالح المرشح الفائز جو بايدن الذي بدأت أنقرة تصب اهتمامها على الترتيب معه لفتح صفحة جديدة في سجل العلاقات التركية الأمريكية.
وعلى الرغم من أن جولة بومبيو شملت العديد من الدول في المنطقة تضمنت جميعها لقاءات مع كبار المسؤولين فيها، إلا أن زيارته إلى تركيا خلت من أي لقاءات رسمية وهو ما فتح الباب واسعاً أما التفسيرات المختلفة حول ما إن كانت بالفعل زيارة غير رسمية ولا تحمل أي رسائل سياسية، أم أن بومبيو رفض بالفعل لقاء المسؤولين الأتراك أو كما رأى البعض أن ما جرى هو العكس، بحيث أن المسؤولين الأتراك هم من رفضوا لقاء بومبيو.
وفي إطار جولته التي شملت 7 دول بالمنطقة، زار بومبيو إسطنبول، الاثنين، دون أي استقبال من أي مستوى رسمي تركي، والتقى الوزير الأمريكي بطريرك الروم الأرثوذكس بإسطنبول بارثولوميوس الأول وذلك عقب زيارة أجراها لبطرياركية الروم الأرثوذكس في حي الفاتح بإسطنبول، ثم كنيسة القديس جرجس، ولاحقاً زار أيضاً مسجد رستم باشا في منطقة أمينونو بإسطنبول، كما قابل بومبيو، سفير الفاتيكان في تركيا، المطران باول روسيل، في قصر تشيراغان التاريخي، قبل أن يغادر إسطنبول مساء الثلاثاء.
وفي ظل الصمت الرسمي التركي وعدم صدور أي موقف يرحب أو يدين الزيارة، نظم اتحاد شبابي تركي وقفة احتجاجية على الزيارة، حيث تجمع عشرات الأشخاص رافعين لافتات معادية لأمريكا، ورددوا شعارات ضد الزيارة وأصدروا بياناً اتهم بومبيو بمحاولة تجاوز قوانين الدولة التركية.
لكن الرد الرسمي التركي جاء فعلياً قبيل وصول بومبيو إلى إسطنبول، حيث أصدرت الخارجية التركية بياناً شديد اللهجة رداً على بيان للخارجية الأمريكية جاء فيه أن بومبيو سوف يخصص زيارته إلى تركيا لبحث ملف الحريات الدينية في تركيا وهو ما اعتبرته أنقرة تدخلاً في شؤونها الداخلية، قائلة إن “العبارات المستخدمة في بيان الخارجية الأمريكية ليست في محلها”.
وقال المتحدث باسم الخارجية حامي أقصوي: “في حين تُجبر الأقليات الدينية حول العالم، خاصة المسلمين، على أداء عبادتهم في ظل تهديدات مستمرة، يتمكن المواطنون الأتراك غير المسلمين من أداء واجباتهم الدينية بحرية كاملة” مضيفاً: “من الأنسب للولايات المتحدة أن تنظر أولاً في المرآة، وتظهر الحساسية اللازمة لانتهاكات حقوق الإنسان مثل العنصرية وكراهية الإسلام وجرائم الكراهية في بلدها”.
وقبيل وصوله إلى تركيا، قالت وكالة “بلومبيرغ” إن بومبيو لن يجتمع مع اردوغان أو غيره من المسؤولين الأتراك، ونقلت الوكالة عن مسؤول تركي قوله إن “بومبيو رفض دعوة وزير الخارجية التركي للحضور إلى أنقرة أثناء زيارته لتركيا، وطلب من جاويش أوغلو القدوم إلى إسطنبول للاجتماع” لافتةً أن الوزير التركي رفض الطلب، معبرا عن استيائه من تجاهل بومبيو زيارة أنقرة قبل مغادرة منصبه.
لكن في المقابل، نقلت وكالة “تاس الروسية” عمن قالت إنه مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن اردوغان “لم يجد وقتا لعقد لقاء مع بومبيو” وقال المسؤول: “وزير الخارجية (الأمريكي) والمسؤولون الأتراك، بمن فيهم وزير الخارجية، والرئيس اردوغان أيضا حسبما أعتقد، كانوا يرغبون في القيام بذلك (أي عقد لقاء بين اردوغان وبومبيو)” مضيفاً: “ولكن ذلك لم يتسن لأن جدول الرئيس اردوغان تغير، ولم يتطابق مع الجدول المحدد لزيارة وزير الخارجية” مشدداً على أن الخلافات لم تكن سبب عدم عقد اللقاء والأمر يتعلق فقط بجدول الأعمال.
وعلى العكس من هذه التفسيرات، فإن تصريحات بومبيو التي وصفت في تركيا بـ”العدائية” تشير إلى موقف أمريكي حاد ضد تركيا في الوقت بدل الضائع لإدارة ترامب، حيث نقلت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تصريحات حادة وغير مسبوقة لبومبيو ضد تركيا حيث انتقد فيها سياسات أنقرة في أذربيجان وليبيا وسوريا وشرق المتوسط.
جاء فيها: “الرئيس ماكرون وأنا أمضينا الكثير من الوقت في مناقشة تصرفات تركيا الأخيرة واتفقنا على أنها شديدة العدائية مثل دعم أذربيجان وزرع قوات سورية في المنطقة” مضيفاً: “بحثنا أيضاً فيما تقوم به تركيا في ليبيا حيث أدخلت أيضاً قوات من دول أخرى، وأفعالها في شرق البحر المتوسط، والقائمة تطول” وتابع: “يجب على أوروبا والولايات المتحدة العمل معًا لإقناع اردوغان بأنّ مثل هذه الأعمال لا تصبّ في مصلحة شعبه”.
وبغض النظر عما إن كان بومبيو هو من رفض لقاء المسؤولين الأتراك، أو أن ما حصل هو العكس بأن رفض المسؤولين الأتراك لقاء بومبيو، فإن الزيارة تعتبر بمثابة “زيارة وداع” لوزير خارجية ترامب الذي يستعد لتسليم الحكم للرئيس المنتخب جو بايدن، وعلى الرغم من أن أنقرة كانت تفضل استمرار العمل مع إدارة ترامب، إلا أن نتائج الانتخابات التي حسمت لصالح بايدن دفعت أنقرة لتجاهل زيارة بومبيو وتصريحاته في ظل انشغالها في الإعداد لخطة عمل للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة وسط تفاؤل بإمكانية فتح صفحة جديدة من العلاقات في عهد بايدن على عكس كافة التوقعات التي تنصب حول احتمال تفجر الخلافات بين البلدين في عهد الرئيس الأمريكي الجديد.
سياق وتوقيت ومحتوى، وطريقة فهم، ومن ثم ردّة فعل تركيا،
في ما ورد من تفاصيل تحت عنوان (إدارة ترامب تخوض “معركة الوداع” مع اردوغان الذي يستعد لحقبة بايدن)،
السؤال بالنسبة لي هل في ذلك، سياسة تكريم من على حساب اهانة من، وسياسة خبث من ضد من، وهل في العلاقة الآن، بين الدول هناك مفهوم ند لند، بشكل عملي أم لا؟!??
??????