باريس- “القدس العربي”: قال إريك زمور، المرشح اليميني المتطرف المثير للجدل إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة إنه يجب على لاجئي الحرب الأوكرانيين البقاء في بولندا “لتسهيل العودة إلى ديارهم عندما تنتهي الحرب”.
واعتبر زمور في مقابلة مع إذاعة RTL الفرنسية أن وصول اللاجئين الأوكرانيين يهدد “بزعزعة استقرار فرنسا” التي تغمرها الهجرة أصلاً.
وقال زمّور إنه يفضل أن يبقى هؤلاء الأوكرانيين الفارين من الحرب في بولندا لأنه ليس من الجيد إبعاد الناس بهذه الطريقة عن بلدانهم، على حد تعبيره، موضحا في الوقت نفسه أنه يتشارك ويتفهم المشاعر تجاه المواطنيين الأوكرانيين.
تجدر الإشارة إلى أنه، حتى الآن، وصل أكثر 300 ألف أوكراني إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، وفقًا للمفوضية الأوروبية، نصفهم في بولندا وفقًا لوارسو، هربًا من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأكد زمّور خلال المقابلة الإذاعية أنه “لا يُريد تغيير أي اسم”، داعياً الكل وخاصة أولئك الذين يأتون للعيش في فرنسا إلى “التمثل/الاستيعاب الثقافي”.
زمور: لا أريد تغيير أي اسم وعلى أولئك الذين يأتون للعيش في فرنسا “التمثل/الاستيعاب الثقافي”
واعتبر أن إعطاء الوالدين اسماً فرنسياً لمولودهما الجديد هو علامة على حبهما لفرنسا، قائلا إن “أي مهاجر يجب أن يقول لنفسه لقد أتيت من مكان آخر وأنتمي إلى ثقافة أخرى وحضارة أخرى، لكنني أريد أن أعيش بينكم (الفرنسيون) وأريد أن أعيش مثلكم لأنني أحبكم”.
وبحسب إريك زمور فإن هذا “ما فعلته أجيال من المهاجرين الإيطاليين والإسبان، مشيراً، كمثال، إلى اسم ميشيل بلاتيني، لاعب كرة القدم الفرنسي الدولي من السبعينيات إلى الثمانينيات.
وقال زمّور إنه لا يوجد شعب أقل عنصرية من الفرنسيين، الذين “يريدون الترحيب بالجميع ويحبون الجميع، وليس هناك أكثر عالمية منهم”. لكنهم يطلبون (…) أن يندمج الأشخاص الذين يأتون من أماكن أخرى في أسلوب حياتهم ويعيشون مثلهم، يشدد المرشح إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وكان زمور قد صرح في وقت سابق أنه في حال أصبح رئيساً لفرنسا “سيحظر الأسماء مثل محمد على الفرنسيين، عبر تفعيل “قانون 1803” الذي يحظر إعطاء الفرنسيين أسماء غير فرنسية. وقد أشعلت هذه التصريحات جدلا كبيراً في البلاد.
1)- أظن أن المرشح اليميني المتطرف دعا الأوكرانيين للبقاء في بولونيا ، وعدم المجيء إلى فرنسا ، لكي لا يقال عنه إنه عنصري ضد المسلمين والأفارقة . وإلا لماذا حق لمن هم من شمال إفريقيا أصلا ، من غير المسلمين ، اللجوء ، لكي لا نقول الهروب ، إلى فرنسا ، قبيل اندلاع “حرب الجزائر” ، في أول نوفمبر 1954 ، ولا يحق للأوكرانيين الهروب من الحرب ، التي لم يتسببوا فيها ، وإنما أشعلتها أنانية دول حلف “الناتو” ، وفرنسا جزء نووي ، ومناور ، فيه ؟ . ولماذا على بولونيا أن تتحمل تبعات السياسة الاستعمارية الجديدة ، لأمريكا ولحلف “الناتو” ، وفرنسا ممثلة فيه ، والدليل قيامها بإرسال “500 جندي” إلى رومانيا و”200 جندي” إلى استونيا ؟ . من حق المرشح اليميني المتطرف ، أن يخشى من “زعزعة استقرار فرنسا” ، لكن كان عليه أيضا ، وهو المرشح للرئاسيات ، أن يثير في مقابلاته ، مع إذاعة RTL الفرنسية ومع غيرها ، دعوة “الناتو” ، وفرنسا منخرطة فيه ، إلى “النأي بنفسه” ، والتوقف عن إثارة “الثورات الملونة” ، مثل “ثورة مايدان” ، والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول ، لكي لا يتزعزع استقرارها ويؤدي بمواطنيها إلى الهجرة لفرنسا ولغيرها .
2)- وفي حال أصبح ، في يوم من الأيام ، فرنسي مسلم رئيساً لفرنسا ، وهذا ليس مستبعدا ، ربما عليه أن لا يترك ، من الديانات السماوية الموحدة ، في فرنسا ، إلا الديانة الأولى والثانية ، وأن يجبر من يحملون الألقاب الأمازيغية ، المشتقة من أزمور ، إلى تحويلها إلى أوليفي (olivier) . عن أي فرنسا يتحدث المرشح اليميني المتطرف ؟ ، ففرنسا الميتروبول كثيرة التنوع ، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ؟ وهناك أيضا فرنسا ما وراء البحار :في مايوت ، في كاليدونيا ، في كايان ، في “غويانا الفرنسية” … ، ثم هل هذه البدعة :”أي مهاجر يجب أن يقول لنفسه لقد أتيت من مكان آخر وأنتمي إلى ثقافة أخرى وحضارة أخرى، لكنني أريد أن أعيش بينكم وأريد أن أعيش مثلكم لأنني أحبكم” ، يطبقها الفرنسيون ، على سبيل المثال لا الحصر ، في كندا وفي السنغال .. ، للامتثال ل”الاستيعاب الثقافي” المحلي ، ويحملون الأسماء الأصلية لشعوب هذه البلدان ، ك : ” Makadevakvad ” (السحابة المظلمة) ، أو ” Gabegabo ” (يقف إلى الأبد) ، أو ” Mamado” (محمد) ،و ” Abdoulaye” (عبد الله) ، و”Fatma” (فاطمة) .. ؟ . كان على المرشح اليميني المتطرف ، أن يتذكر التصريحات ، التي أطلقها نائب رئيس الوزراء في الحكومة الإيطالية ، في جانفي 2019 ، ليعرف مسببات الهجرة .
3)- نائب رئيس الوزراء قال : إن فرنسا “لم تتوقف عن ممارساتها الاستعمارية في عشرات الدول الأفريقية” ، وتابع : “إذا اضطر الناس إلى المغادرة اليوم فذلك لأن دول أوروبا ، و في مقدمتها فرنسا ، لم تتوقف عن استعمار عشرات الدول الأفريقية” ، ثم أضاف : إن “فرنسا هي واحدة من تلك الدول التي تطبع أموالا لصالح 14 دولة أفريقية، ما يحول دون التنمية الاقتصادية في هذه الدول، وتسهم في تكريس الحقيقة التي تتضمن مغادرة اللاجئين لبلادهم ليلقوا مصيرا إما إلى الموت أو الوصول إلى الساحل المقابل” ” . نائب رئيس الوزراء نسي أن
يذكر كذلك ، أن من مسببات الهجرة نجد الحروب التي تثيرها دول حلف “الناتو” في كل مكان . ليبيا استقبلت آلاف المهاجرين وبذلك عملت كحاجز لعدم انتقال هؤلاء إلى أوروبا ، لكن الرئيس الفرنسي السابق دمر ليبيا وفرخ الإرهاب والحروب في دول الساحل وتسبب في الهجرة . إذا كان “لا يوجد شعب أقل عنصرية من الفرنسيين، الذين يريدون الترحيب بالجميع ويحبون الجميع، وليس هناك أكثر عالمية منهم” ، فهذا ينطبق على غالبية الفرنسيين البسطاء ، وليس على الأقليات ، من المهاجرين الأوروبيين السابقين ، ومن اللوبيات الصهيونية ، ثم المثل الشعبي يقول : “النار تولد الرماد” .