إسبانيا تدرس تصدير الغاز من الجزائر أو دول أخرى للمغرب بعد تجميد أنبوب “المغرب العربي-أوروبا”

حسين مجدوبي
حجم الخط
74

لندن- “القدس العربي”:

تدرس إسبانيا طلب المغرب نقل الغاز في اتجاه معاكس لأنبوب “المغرب العربي-أوروبا” بعدما قررت الجزائر عدم تجديد اتفاقية نقل الغاز عبر هذا الأنبوب. ويجهل حتى الآن هل سيشتري المغرب الغاز الجزائري الذي سيمر عبر أوروبا ليتوصل به أو سيشتريه من دول أخرى مثل قطر ونيجيريا والولايات المتحدة ويتم نقله إلى موانئ إسبانيا ولاحقا إلى المغرب.

ويتوصل المغرب بنسبة هامة من احتياجاته من الغاز من جارته الشرقية عبر الأنبوب الذي ينطلق من الأراضي الجزائرية ويمر بالمغربية وينتهي في جنوب إسبانيا. وقررت الجزائر لأسباب سياسية وصراع النفوذ بين البلدين في شمال إفريقيا وصل إلى القطيعة الدبلوماسية إنهاء العمل بهذا الأنبوب ابتداء من نهاية الشهر الجاري بعدما كان قد دخل الخدمة سنة 1996. وبالتالي، أصبح المغرب مطالبا بالبحث عن بديل.

وستتوصل إسبانيا بالغاز الكامل من أنبوب “ميد-غاز” الذي ينطلق من غرب الجزائر نحو شواطئ الأندلس، وهو أنبوب بدأ العمل به منذ سنوات، وقام البلدان بالرفع من طاقته الاستيعابية مؤخرا. ويبقى التساؤل المعلق: هل سيتوصل المغرب بالغاز الجزائري عبر أنبوب “المغرب العربي-أوروبا”، أي التوصل باحتياجاته فقط دون مرور حصة إسبانيا منه، أو سيقوم بشراء الغاز من السوق الدولية أو سيشتري الغاز الجزائري ويتوصل به عبر عملية ثنائية وهي “مرور الغاز من الجزائر إلى إسبانيا عبر أنبوب “ميد غاز” وتقوم إسبانيا بتصديره إلى المغرب عبر أنبوب “المغرب العربي-أوروبا”، أي التدفق المعاكس؟

وكانت جريدة سينكو دياس الاقتصادية الصادرة في مدريد قد نشرت مؤخرا مقالا بعنوان “المغرب يطلب من مدريد التدفق المعاكس للغاز الجزائري عبر إسبانيا”، وأكدت وكالة رويترز الخبر في قصاصة لها الاثنين من الأسبوع الجاري. وتوجد حكومة مدريد في موقف حرج، فمن جهة، تجهل هل أنبوب الغاز “غاز-ميد” علاوة على استعمال السفن يعد كافيا لاحتياجات إسبانيا حتى تتولى لاحقا التصدير نحو المغرب أم لا. وتبرز أن حكومة مدريد لا تريد إغضاب المغرب وتساهم في تفاقم الأزمة القائمة بين البلدين.

ويراهن المغرب على إسبانيا مؤقتا لأنه يفتقر للوجستيك في موانئه للتعامل مع الكميات التي يحتاجها للغاز على مستوى التحويل من الغاز المسال إلى حالته الغازية الطبيعية والتخزين. وإذا قبلت الجزائر مد المغرب باحتياجاته بالغاز عبر الأنبوب القديم، سيكون المغرب قد وجد حلا لمشكل الغاز، وإذا رفضت الجزائر، وقتها سيكون المغرب مجبرا على شراء الغاز من السوق الدولية من دول مثل نيجيريا وقطر والولايات المتحدة ونقله إلى موانئ إسبانيا ومن هناك يتم ضخه إلى المغرب عبر الأنبوب القديم أي “التدفق المعاكس”.

وستقوم سفن بنقل الغاز السائل إلى إسبانيا، وهناك سيتم تحويله إلى الغاز الطبيعي حتى يتم تصديره نحو المغرب. ويتم معالجة الغاز وتحويله إلى سائل لأنه يشغل حيزا 600 مرة أقل من الغاز الطبيعي في حالته الغازية.

ومن الأخطاء التي ارتكبها المغرب هو عدم مفاتحة الجزائر في تجديد اتفاقية أنبوب “المغرب العربي-أوروبا” منذ ثلاث سنوات على الأقل، وذلك لكي يستعد جيدا لهذه اللحظة التي أعلنت فيها الجزائر عدم تجديد الاتفاقية.

ويحتاج المغرب إلى قرابة مليار و300 مليون متر مكعب سنويا، ويحصل حتى الآن على 60% من هذه الاحتياجات من الجزائر ويوظفها في إنتاج الطاقة الكهربائية خاصة في محطتي تهدرات شمال البلاد وبني مطهر في الحدود مع الجزائر، ويتم تسديد جزء منه من خلال حقوق التعويض التي يتوصل بها المغرب عن أنبوب الغاز “المغرب العربي-أوروبا”، أي الغاز الذي يمر إلى إسبانيا والبرتغال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول S.S.Abdullah:

    فعلى أرض الواقع، بدون وسائل نقل اقتصادية، لا يمكن بناء أي إقتصاد يستطيع المنافسة في أجواء سوق العولمة بعد عام 1945،

    ثم ماذا يعني قول (صدام حسين) عن خوفه من الأمير (سعود الفيصل)، في العلاقة بين العراق والسعودية،

    بسبب نجاحه، في جمع دول العالم،

    لدعمه في مرة عام 1980،

    وضِدّه في مرة أخرى في عام 1990،

    في خلال عشر سنوات كدول أو كيانات من ضمن كيانات سايكس وبيكو، سبحان الله؟!

    ولتوضيح حالياً، سبب مشاكل الاقتصاد والأخلاق في دولنا، برنامج المُخبر الاقتصادي + من قناة الجزيرة على يوتيوب،

    نجح في توضيح إشكالية أي منتج تجاري، في سوق الأسهم، تم إنتاجه، من تكامل جمع دين وتأمين عليه، لزيادة التعامل المالي، في سوق مضاربة الأسهم، بدون زيادة في رأسمال المصرفي/البنكي/الدولة، لضمان زيادة في الأرباح والإيرادات

  2. يقول عدي:

    استعملو الطاقة الشمسية بديل واحسن

  3. يقول سامر:

    وضع الجزائر مثل سوريا. نتفاخر بكل شيء وطني و الشعب ربي يعينه

    1. يقول ميساء:

      وهل أنت جزائري حتى تتحدث باسمنا يا هذا؟!

    2. يقول أسامة حميد -الصحراء المغربية:

      في المرة القادمة سيعطيك بطاقة هويته لتتأكدي إن كان جزائرياً أم لا !!!

  4. يقول أمير أمير:

    العملية العكسية للغاز يمكن أن تتم ولكن ليست بهذه السهولة فهي تحتاج إلى مضخات الضغط العالي، والتي تكلفتها كبيرة جدا هذا أن افترضنا اصلا اسبانيا ستصدر الغاز إلى المغرب ، في ظل أزمة الغاز خاصة في الأسواق الأوروبية ، اما من ناحية السفن ونقل الغاز بالسفن فإنه يحتاج إلى بني لوجستكية لا تتو فر عليها المغرب حاليا ، وسيكلفها يشكل كبير علاوة على الشحن ، وبعد المسافة من أسواق آخرين كقطر ونيجيريا التي بدأت بإنشاء خطها نحو الجزائر

  5. يقول Hamid france:

    یا میساے تماما كما تفعل بلاذك ! تشتري الطماطم والخضر المغربیۃ من فرنسا لتطعم الشعب الجزاٸري! هههههه

  6. يقول فرحات:

    المغرب لا يحتاج لغاز الجزائر فهو يعتمد على الغاز بنسبة ضئيلة يمكن تعويضها بمصادر أخرى لتوليد الكهرباء أو شراء الغاز المسال مباشرة من مصدرين آخرين

  7. يقول غاز الجزائر:

    المغرب ليس غبيا ان يشتري غاز من اسبانيا (اي ان اعادة البيع من طرف اسبانيا) ثم غاز الجزائر كان يساوي 12% فقط من استهلاك المغرب و موجه للكهرباء؟ هناك العديد من الدول التي تبيع الغاز المسل منها الصديق الجديد إسرائيل التي تصدر الغاز لمصر و الأردن ثم غاز تركيا التي تصدر جزء منه لإسرائيل…

  8. يقول م/ب اولاد براهيم:

    اتروكيه حتى بقنع نفسه ماذا يقول وعمن يتحدث ومناى بقعة على الكرة الارضية هو .؟

  9. يقول م/ب اولاد براهيم:

    اكد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس اليوم الثلاثاء ان الامم تعالج قضية الصحراء الغربية باعتبارها مسألة تصفية استعمار
    واوضح الامين العام الاممي في تقرير جديد مقدم الى الجمعية العامة في إطار البند المتعلق حول تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة أن اللجنة الرابعة التي المختصة بالمسائل السياسية وانهاء الاستعمار، وكذا اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة ، “تتناولان القضية الصحراوية باعتبارها مسألة تتعلق بإنهاء الاستعمار”.
    واشار التقرير الى تدهور الحالة في الصحراء الغربية بشكل كبير خلال الاشهر الاخيرة فقد أدى استئناف الأعمال العدائية بين المغرب و البوليسايو إلى حدوث

    1. يقول عبد الرحيم المغربي .:

      لم ترد كلمة تصفية الإستعمار بأي شكل من الأشكال في تقرير السيد غوتييرش…؛ ولكنه تضمن تفصيلا لما حصل خلال موضوع الكركارات ..متهما بشكل مباشر رببيبة النظام الجزائري بإستخدام مسلحين في قطع المعبر…. مؤكداً على الحل المتوافق عليه…والذي يعني في أدبيات الأمم المتحدة ومجلس الأمن …المقترح المغربي دون سواه….؛ المشكلة أن البعض لازال يعتقد أن الخبر لازال محتكرا من طرف إذاعة العاصمة التي لازالت تعيش على زمن ماقبل جدار برلين….ولم يكن مستغربا أن يقول بأن الجزائريين ثاروا على بونابارت سنة 1871..والرجل مات سنة 1821….!!!!!.

  10. يقول Fatima Zohra:

    و بدأت رقصة الديك المذبوح.

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية