إسرائيل: النظام الإقليمي والعالمي الجديد يستدعي إبادة حماس.. ولاحقاً “حزب الله”

حجم الخط
0

بقلمكوبي ميخائيل وغابي سيبوني ميخائيل

نتائج الحرب في القطاع ستؤثر على المنطقة والساحة الدولية أيضاً، ولما كان كذلك فقد نشأت فرصة تاريخية لإعادة تصميم الشرق الأوسط بشكل يحسن وضع إسرائيل الاستراتيجي.

تقاتل إسرائيل في حرب العالم الحر ضد البربرية الإجرامية. لقد أصبحت إسرائيل استحكاماً وحاجزاً أخيراً في وجه غزو البرابرة قلب الحضارة الغربية، وهكذا يجب أن ترى وتعرض الحرب.

حماس عنصر واحد فقط في المحور الراديكالي الذي تقوده إيران وتدعمه روسيا والصين. وعليه، فإن نتائج الحرب ستؤثر بالضرورة على منظومة القوى العالمية. أي إنجاز لا يرتقي إلى إبادة حماس وتحويل غزة إلى خراب يشهده العالم، سيشكل إنجازاً لمحور المقاومة ويؤدي إلى تعزيزه واستمرار صراعه الإجرامي لهز النظام الإقليمي والعالمي.

لا ينبغي لإسرائيل أن تكتفي فقط بإبادة حماس، بل عليها أن تنقل إلى أيديها مسؤولية أمنية مطلقة على القطاع سنوات طويلة. وهكذا يمكن إعادة ترميم ثقة المواطنين بالجيش الإسرائيلي والسماح بإعادة ازدهار متجدد لبلدات النقب الغربي.

لكن حتى هذا لا يكفي. يجب أن تصبح حرب غزة معولاً ينبش أساسات النظام القائم، يسقطه ويجلب نظاماً إقليمياً جديداً بدلاً منه. سيجد هذا تعبيره في معمار إقليمي جديد يستند إلى مسيرة التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي بقيادة السعودية. المعسكر الإقليمي الجديد، بدعم أمريكي، يجب أن يصبح سوراً منيعاً في وجه انتشار محور المقاومة الإيراني وإضعافه.

إن الأصوات التي تنطلق لتحرير المخطوفين مقابل السجناء الأمنيين سترتفع، لكن الواضح أن كل صفقة تحرير إضافية معناها إضافة آلاف القتلة الذين سيقتلون الإسرائيليين في سياق الطريق، وكل صفقة تبادل ستصبح ريح إسناد لمحور المقاومة. لذا، علينا ألا نستسلم لهذا الضغط، وعلينا السعي لتحرير المخطوفين بالحيلة والقوة. هذا بالتوازي مع الجهد العسكري وفي ظل استمرار ممارسة ضغط إسرائيلي ودولي شديد على حماس وعلى قطر، يؤدي إلى الاعتراف بأن استمرار احتجاز المخطوفين عبء وليس ذخراً.

إن النظام الإقليمي الجديد يستوجب أيضاً التخلي عن أفكار انقضى زمنها، كالحاجة إلى دعم السلطة الفلسطينية دون أن تجتاز هذه تغييراً جذرياً. فالحرب في غزة تبرز بقوة أكبر وهن السلطة وانعدام صلتها. السلطة ليست قادرة على أن تحكم القطاع بسبب ضعفها وتعفنها وانعدام شرعيتها.

السيطرة على القطاع في اليوم التالي، تستوجب تسوية تهيئ الظروف لعودة مستقبلية للسلطة ولكن بعد إثبات قدرة حوكمة في أراضيها ووقف تام للتحريض وتعظيم المخربين وأعمال إرهاب ودعم مالي للإرهابيين وعائلاتهم. إسرائيل ملزمة بأن تبقي لنفسها حرية العمل الأمنية المطلقة، مثلما في الضفة.

يجب أن تنتهي حرب غزة بإنجاز لا لبس فيه، يكون فيه ما يضعف المحور الإيراني ويردعه، بل الأهم أن يكون مقدمة للمرحلة التالية التي هي تفكيك “حزب الله” بصفته المعقل المتقدم الأهم لإيران. لا يمكنها أن تحتمل إسرائيل تهديد “حزب الله” الذي يبث خطراً من حدودها الشمالية على أراضيها. يجب أن يكون حكم “حزب الله” واحداً: تفكيكه من جذوره. تفكيك حماس في القطاع سيعمق الثقة في إسرائيل والولايات المتحدة والعالم الحر بشأن ضرورة استمرار المعركة للقضاء على “حزب الله”.

غير أنه في حينه، لن تنتهي الحرب الكبرى ضد محور الشر. إسرائيل والعالم الحر ملزمان باستمرار الملاحقة المتواصلة لزعماء المنظمات ونشطائهم في كل مكان في العالم. لقد عرف العالم كيف يتحد ضد “داعش” ويعرفه كتهديد عالمي، ويجب أن يكون الهدف الآن هو توحيد العالم الحر لإبادة حماس و“حزب الله” وباقي الوكلاء الإيرانيين الذين كلهم كواحد يجب تعريفهم كتهديد عالمي. بالتوازي، ينبغي عرض وحدة مصممة للجهود ضد إيران – مع التشديد على إبراز خيار عسكري حقيقي ضدها.

حرب غزة تجعل إسرائيل، بإسناد أمريكي، رأس الحربة في الصراع العالمي الواجب ضد محور المقاومة الإيراني. ستكون الحرب طويلة وأليمة، لكن لا مفر منها. يجب أن تكون نهايتها نصراً لا لبس فيه، يكون فيه أيضاً ما يثبت المكانة الإقليمية والدولية للولايات المتحدة كمتصدرة بتصميم للعالم الحر ومشكلة التهديد الأهم ضد المعسكر الآخر. بمفاهيم عديدة، إسرائيل في سياق حرب الاستقلال، وليس هناك حرب مبررة أكثر منها.

معاريف 23/10/2023

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية