إسرائيل بعد خدائي: انتقلنا إلى سياسة “قطع رأس الأفعى”

حجم الخط
3

تكون الاغتيالات أحياناً وسيلة لنقل الرسائل، أي أنه إذا قرر “اكس” قتل “واي” فهذا ليس لأن “واي” يشكل خطراً فورياً فحسب، بل لأن هناك اعتبارات أخرى.

هذا تفسير محتمل للتطورات الأخيرة إزاء إيران. من بعيد، يظهر الأمر وكأنه جولة أخرى من اللكمات بين النظام الإيراني وأعدائه. ومن قريب، يظهر أن هناك شيئاً جديداً يبدأ، وهو أن إسرائيل بالفعل هي التي تقف من وراء قتل خدائي في وسط طهران، مثلما نشرت وسائل الإعلام العالمية. لذلك، توضح هذه العملية من جديد ميزان القوة بين إسرائيل وإيران.

إليكم تسلسل الأحداث: منذ آذار 2022 نشرت حول العالم تقارير حول إلحاق الضرر بصناعة الطائرات المسيرة في إيران. توقيت القصف السري لم يكن صدفة. قبل فترة قصيرة، أجرت إيران تجربة لإطلاق طائرات مسيرة نحو إسرائيل. وهي طائرات تم إسقاطها بعيداً عن حدود البلاد. ولكن بالنسبة لإسرائيل، تم فتح الدفتر وقامت اليد بالتسجيل ولم يتأخر الرد.

مؤخراً، تم الكشف عن محاولات إيرانية لإلحاق الضرر بشخصيات يهودية معروفة، مثل رجال الأعمال يئير غيلر في تركيا، وتيدي ساغي في قبرص (اللذان تم إنقاذهما في اللحظة الأخيرة) وبرنار انري ليفي في فرنسا وغيرهم. وكان هنا أيضاً من يريد إرسال رسالة تفيد بأن هذه الأفعال لن تمر بدون رد. وهكذا تم دفع الثمن من قبل خدائي.

الإصابة المباشرة التي لحقت بالقوات الإيرانية المعتدية لم تأت جزافاً، بل تعكس تغييراً استراتيجياً يهدف إلى قطع، ليس فقط أذرع الأخطبوط، بل رأسه أيضاً.

 قامت إيران ببناء وتشغيل استراتيجية الملقط الذكية ضد دولة إسرائيل طوال عشرات السنين. وهي تحيط بلادنا بالمنظمات المعادية: حماس في غزة، و”حزب الله” في لبنان، ومليشيات في سوريا. وفي اليوم الموعود، تريد أن تستخدمها بالتوازي مع القنبلة النووية، وبهذا تشل حركة إسرائيل. بدلاً من اللعب في الملعب الخارجي الذي اختارته لنا إيران، يجب ضربها في بيتها. هذه الاستراتيجية التي تحدث عنها رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، طوال سنوات. العلامات الميدانية تظهر أنه يتم تطبيقها بالفعل.

أمس، حدث خلل في المفاعل النووي الإيراني في برتشين، ولا أساس من الصحة حول توقف إسرائيل عن استهداف المشروع النووي الإيراني. هناك من يريدون القول للإيرانيين بأنهم غير آمنين في بيوتهم، وإن الخطر يهددهم من كل مكان وفي كل وقت.

كل من يحاول الإضرار بإسرائيل سيكون معرضاً إلى أن يرسل للالتقاء مع 72 حورية، هذه هي المعادلة الجديدة.

في نهاية المطاف، إيران دولة كبيرة وبعيدة عن إسرائيل وقريبة من القنبلة النووية. مع وجود اتفاق أو بدونه، لن يكون من السهل قطع رأس الأفعى.

بقلمأريئيل كهانا

إسرائيل اليوم 27/5/2022

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    ذلك بعيد على زبانية الإجرام الاسرائيلي الصهيوني العنصري البغيض الذي يقتل أبناء فلسطين و يهدم مساكنهم بغير وجه حق، انتظروا الهجوم المعاكس لإيران في غضون أيام وإن غدا لناظره قريب وارتقب إنهم مرتقبون

    1. يقول Hassan akrawi:

      بالمشمش

  2. يقول معلق:

    أعتقد أن إيران اكثر خطرا على الدول العربية و الإسلامية من اسرائيل، إيران تنتهج سياسة الهجوم الناعم و قد لا يفطن لها احد متلونة بلون الإسلام بينما اسرائيل يعتبر عدوا ظاهرا و الآن هي تدافع أكثر مما تهجم، رجاءا إحذروا ايران و سياساتها الدموية في الوطن العربي بالأخص.

إشترك في قائمتنا البريدية