إسرائيل تتخذ إجراءات غير مسبوقة لمواجهة كورونا وتأجيل محاكمة نتنياهو

حجم الخط
0

الناصرة – “القدس العربي”: مع ارتفاع عدد المصابين في عدوى الكورونا داخلها أعلنت إسرائيل عن إجراءات وتدابير طوارئ غير مسبوقة في محاولة لمنع استشرائها، وسط اتهامات لرئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بأنه يستغل الأزمة لأغراضه السياسية والشخصية.

في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيري الصحة والاقتصاد أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن إغلاق المطاعم والمقاهي والمسارح والمتاحف وصالات الأفراح والمراكز التجارية الكبرى ورياض الأطفال أيضا بعد إغلاق الجامعات والمدارس.

كما أعلن عن منع التجمهر لأكثر من عشرة أشخاص والحفاظ على مسافة مترين بين كل شخصين ومنع سفر أكثر من راكبين داخل مركبة واحدة. وتقرر أن تتوقف المؤسسات الحكومية عن استقبال الجمهور وتوصيته بمحاولة تلقي الخدمات المطلوبة من خلال الانترنت. ودعت السلطات الإسرائيلية الشركات والمشغلين تمكين الموظفين من العمل من البيت طالما أن ذلك ممكن. وبعد إغلاق المدارس تدرس السلطات الإسرائيلية إمكانية إلغاء امتحانات التوجيهي واستبدال نتائجها بنتائج الامتحانات الداخلية في المدارس الثانوية. وتعمل وزارة التعليم الإسرائيلية على بلورة برنامج للتعليم عن بعد لنحو مليوني طالب كما هو الحال مع الجامعات رغم عدم وجود سابقة لمثل هذا الوضع.

الحافلات والقطارات

أما وزارة المواصلات فأعلنت عن تقليص حجم المواصلات العامة كالحافلات والقطارات ودعت الإسرائيليين للامتناع قدر الإمكان عن السفر بها إلا في حالات الضرورة القصوى.

كما تقرر التوقف عن تسديد ثمن التذاكر في المواصلات العامة بالعد والنقد بهدف تقليص التماس بين الجمهور وبين السائقين مما يتطلب اقتناء التذاكر سلفا من ماكنات متوفرة في المحطات والأماكن العامة. كذلك أعلنت وزارة المواصلات عن إلغاء امتحانات السياقة النظرية والعملية وعن استقبالها الجمهور فقط بعد تنسيق مسبق بصورة فردية.

في المقابل أعلن عن إبقاء الصيدليات ودكاكين الغذاء والمصارف والمخابز مفتوحة وصدرت توصية بعدم الذهاب للعيادات التابعة لصناديق المرضى العامة إلا عند الحاجة الملحة، ودعت وزارة الصحة الأطباء لمعاينة المرضى عن بعد من خلال الفيديوهات طالما أمكن ذلك من الناحية الطبية.

وقد أدت هذه التعليمات الدرامية لحالة بلبلة لدى الإسرائيليين فيظل بقاء بعض الأمور ضبابيا مثل مواقع العمل التي تشغل أكثر من عشرة أشخاص وكالسؤال هل تسدد الحكومة رواتب من تطلب منهم التوقف عن العمل كالمعلمين؟ يشار الى أن الإسرائيليين قد تدافعوا على مجمعات تجارية كبرى لاقتناء كميات كبيرة من الغذاء رغم التطمينات بأن المخازن مليئة بالغذاء لعدة شهور ولا خطر بوجود نقص بأي نوع من الأطعمة والمشروبات مما تسبب بارتفاع الأسعار.

الحداق العامة ومواقع الطبيعة

أما ” سلطة حماية الطبيعة والحدائق العامة ” فقد أعلنت عن بقاء المحميات والحدائق العامة مفتوحة أمام الجمهور مع تقليص عدد الزائرين بشكل كبير وسط حرص على تطبيق تدابير الحيطة والحذر المعلنة كالحفاظ على مترين بين الزائرين وعدم تجمهر أكثر من عشرة منهم في موقع واحد فيما يحظر دخول السائحين الأجانب لهذه الأماكن. يشار الى أن إسرائيل قد أغلقت في نهاية الأسبوع الماضي حدودها مع مصر والأردن بالكامل بعدما قامت أيضا بمنع دخول السائحين والمسافرين من الخارج لها وإلزام كل العائدين من العالم بحجر لمدة أسبوعين.

كذلك أعلن جيش الاحتلال عن أنظمة جديدة من أبرزها منع عائلات الجنود من زياراتهم في القواعد العسكرية وإبقاء كل الجنود لمدة شهر في هذه المعسكرات وبناء خيم خاصة بهم لاحتوائهم جميعا،كما أعلن الجيش عن إبقاء أعداد من الجنود والقوى العاملة غير الحيوية داخل بيوتهم.

تدخل الشاباك والموساد

وفي هذا المضمار كشف نتنياهو في المؤتمر الصحافي المذكور عن إصداره تعليمات لجهاز المخابرات العامة (الشاباك) من أجل المشاركة في تطبيق الإجراءات المذكورة من خلال استخدام تطبيقات ووسائل تكنولوجية لتعقب المصابين بالكورونا أو الملزمين بالحجر الصحي، من أجل التأكد من التزامهم بهذا الحجر الصحي والتعرف على من الأشخاص الذين التقوهم وكل ذلك بغية منع تفشي العدوى.

كما كشف أن الموساد أيضا له مشاركة في هذا المجال إذ سيقوم بتقديم التقنيات السيبرانية من أجل تتبع وتعقب المشتبه بهم بعدم الالتزام بالتعليمات من خلال مراقبتهم عبر هواتفهم المحمولة. كما سيشارك “الموساد”، في الجهود التي تبذلها حكومة الاحتلال للحصول على معدات طبية حيوية لمكافحة فايروس كورونا بحسب ما أفادت قناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي التي قالت إن إسرائيل فشلت حتى الآن بإقناع الهند باقتناء مواد خام لأدوية علاوة على الكمامات الطبية الواقية رغم اتصال نتنياهو بنظيره الهندي.

وأضافت القناة أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية، سمحت لها بنشر هذا التقرير وجاءت هذه الخطوة، بعد نقص آلاف المعدات الطبية في إسرائيل، نتيجة لتفشي كورونا. منوهة الى أن إسرائيل تفتقر حاليا لآلاف المعدات حاليا، ويعمل “الموساد” إلى جانب جهات أخرى، على الحد من النقص. وسيتيح جلب المعدات إلى إسرائيل، توسيع دائرة الفحص، لتشمل الإسرائيليين الذين لا يشعرون بخير، حتى لو لم يعودوا من الخارج، أو تواصلوا بمريض مصاب بالكورونا. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن المستشار القضائي للحكومة صادق على هذه الإجراءات منوهة أنه بنفس الوقت فرض قيودا على هذه الخطوات تحاشيا للمساس بخصوصيات المواطنين.

محاكمة نتنياهو

وكما كان متوقعا أعلن وزير القضاء الإسرائيلي أمير اوحانا أمسعن تعليق العمل في المحاكم الاسرائيلية كإجراء وقائي للحيلولة دون تفشي فايروس”كورونا” وبالتالي تأجيل الجلسة الأولى لمحاكمة نتنياهو بتهم فساد تأجلت إلى 24 مايو/ أيار المقبل، بعد أن كانت مقررة ليوم الثلاثاء. وأوضح الوزير الإسرائيلي أنه سيتم تعليق عمل المحاكم والجهاز القضائي، بسبب حالة الطوارئ، بحيث يسري القرار لليومين المقبلين، على ان يتم تجديد القرار يوميا، وذلك لمدة 30 يوما.

وجاء قرار اوحانا بعد ساعات قليلة من إعلان نتنياهو عن تشديد الإجراءات لمواجهة عدوى كورونا.

ووصل عدد المصابين بفيروس كورونا في اسرائيل إلى 200 شخص 199 منهم يهود وسائق حافلة عربي من القدس المحتلة أصيب بالعدوى خلال نقله سائحين من اليونان قبل أسبوعين اضافة الى نحو 60 ألف شخص يخضعون للعزل المنزلي خشية تفشي العدوى. يشار الى أن المحكمة المركزية في القدس المحتلة رفضت مطلع قبل أيام طلبا من نتنياهو بتأجيل بدء محاكمته بتهم فساد لـ45 يوما علما أنه متهم بثلاث فساد تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية