إسرائيل تشن أكثر من مئة غارة على مواقع عسكرية في سوريا وتتوغل برا في المنطقة العازلة

حجم الخط
0

“القدس العربي”: استهدفت أكثر من مئة غارة إسرائيلية، الإثنين، مواقع عسكرية مختلفة في مناطق عدة في سوريا، آخرها مركز البحوث العلمية في برزة ومركز الحرب الإلكترونية بالقرب من منطقة السيدة زينب في دمشق.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن “تجاوز عدد الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية الإثنين عتبة المئة غارة”، معتبرا أن اسرائيل “تدمر القدرات العسكرية” السورية، غداة إسقاط حكم بشار الأسد وفراره من سوريا.

وقال مصدران أمنيان سوريان إن طائرات إسرائيلية قصفت ما لا يقل عن ثلاث قواعد جوية رئيسية للجيش السوري تضم عشرات طائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية في أكبر موجة من الضربات على القواعد الجوية منذ الإطاحة بالأسد.

وأضاف المصدران أن قاعدة القامشلي الجوية في شمال شرق سوريا وقاعدة شنشار في ريف حمص ومطار عقربا جنوب غربي العاصمة دمشق تعرضت جميعها للقصف.

“تدمير الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة”

قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل ستكثف ضرباتها الجوية على مخازن الأسلحة المتطورة في سوريا وستبقي على وجود “محدود” لقواتها على الأرض بهدف القضاء على أي تهديد قد ينشأ عن الإطاحة بالأسد.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحافيين خلال مؤتمر صحافي من داخل مكتبه في وقت متأخر من مساء اليوم “نتخذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمننا فيما يتعلق بالوضع الجديد في سوريا”.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش “سيدمر الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في أرجاء سوريا، بما يشمل صواريخ سطح جو وأنظمة الدفاع الجوي وصواريخ سطح سطح وصواريخ كروز والصواريخ بعيدة المدى”.

توغل في المنطقة العازلة

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إن قوات الجيش توغلت بريا في المنطقة العازلة مع سوريا. وأوضحت أن القوات “تعمل فقط في المنطقة العازلة، ولا تعبر خط الحدود السورية، وذلك من أجل الحفاظ على الشرعية الدولية للعملية”، حسب زعمها.

وأضافت: “الولايات المتحدة تعلم وتدعم بشكل كامل العملية الإسرائيلية في سوريا”.

ونقلت الإذاعة عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم: “من وجهة نظرنا، فإن اتفاق فصل القوات بين إسرائيل وسوريا لعام 1974 قد مات، ولم يعد ذا صلة، فلا يوجد نظام أو جيش على الجانب الآخر سيتمسك بجانبه من الاتفاقية، لذلك نحن نحترم خط الحدود السورية ولكننا نعمل على إعادة تشكيل الواقع الأمني على الحدود”.

واتفاقية فصل القوات (فض الاشتباك) تم توقيعها بين إسرائيل وسوريا في 31 مايو/ أيار 1974، وأنهت حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية.

وتقرر في الاتفاقية انسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ كافة التي احتلتها في الحرب، إضافة إلى مساحة نحو 25 كلم مربعا تشمل محيط مدينة القنيطرة وغيرها من المناطق الصغيرة التي تم احتلالها في حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

وتحدد الاتفاقية الحدود الحالية بين إسرائيل وسوريا والترتيبات العسكرية المصاحبة لها، وتم إنشاء خطين فاصلين، الإسرائيلي (باللون الأزرق) والسوري (باللون الأحمر)، مع وجود منطقة عازلة بينهما.

وفي وقت سابق الإثنين، قال الجيش في بيان: “تنفذ قوات المظليين إلى جانب قوات أخرى أعمالا دفاعية أمامية ميدانية لمنع أي تهديد”.

وأكد أن قوات المظليين “منتشرة في المنطقة العازلة (مع سوريا) في نقاط مسيطر عليها”.

وتابع: “إضافة إلى ذلك، تعمل قوات الهندسة والمشاة والمدرعات تحت قيادة الألوية الإقليمية المنتشرة على طول الحدود بين إسرائيل وسوريا بهدف تعزيز الدفاع في المنطقة”.

وبشأن الهجمات الإسرائيلية الجوية المكثفة على مواقع في سوريا، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “تعتبر الغارات الجوية في اليوم الأخير في سوريا حدثا دراماتيكيا إلى حد ما، حيث تقوم إسرائيل بتدمير جيش الأسد بشكل منهجي”.

الأمم المتحدة: إسرائيل “انتهكت” اتفاق 1974 

أعلن المتحدث باسم الأمم المتحد،ة الإثنين، أن تقدم القوات الاسرائيلية داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل، يشكل “انتهاكا” لاتفاق 1974.

وقال ستيفان دوجاريك إن قوة الأمم المتحدة المكلفة مراقبة فض الاشتباك (يوندوف) “أبلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الأفعال تشكل انتهاكا لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك”، موضحا أن القوات الإسرائيلية التي دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر في ثلاثة أماكن.

وشدد على أنه “يجب ألا تكون هناك قوات أو أنشطة عسكرية في منطقة الفصل. وعلى إسرائيل وسوريا الاستمرار في تنفيذ بنود اتفاق 1974 والحفاظ على استقرار الجولان”.

رفض عربي

أعربت دول عربية، الإثنين، عن رفضها لاستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا. وجاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن قطر والسعودية والكويت والأردن والعراق وجامعة الدول العربية.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية