إسرائيل تعاود سياسة «إبادة العائلات» وتقتل زوجة «ضيف» وطفله والمقاومة تتوعد وترد بقصف تل أبيب ومستوطنات غلاف غزة

حجم الخط
5

غزة ـ «القدس العربي»: استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وغاراته بقوة ضد سكان قطاع غزة في اليوم الثاني من انهيار «التهدئة المؤقتة» وواصل سياسة «إبادة العائلات» باستهداف عائلة وسط قطاع غزة بصواريخ أطلقتها طائراته، وذلك بعد ساعات من استهدافه زوجة والنجل الرضيع لقائد الجناح المسلح لحماس محمد ضيف، فيما ردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق وابل من القذائف على البلدات والمدن الإسرائيلية.
واستشهد ثمانية مواطنين وأصيب نجو عشرة آخرين فجرا، من عائلة اللوح التي تقطن مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، عندما قصفت الطائرات منزلها. وانهال المنزل فوق رؤوس ساكنيه، عندما استهدفته إحدى المقاتلات الحربية الإسرائيلية، التي ظلت تضرب قطاع غزة بقوة.
وقالت مصادر طبية ان الشهداء هم رب الأسرة واسمه رأفت وزوجته نبيلة وجنينها، وأطفالهم فرح وميسرة ومصطفى وشقيقيه محمد وأحمد، وذكرت المصادر ان حالة المصابين الآخرين بين متوسطة وخطيرة.
وواصلت قوات الاحتلال قصف مناطق أخرى في قطاع غزة، منذ ان انهارت «التهدئة المؤقتة» قبل ساعات من انتهاء مدتها الرسمية في منتصف ليل الثلاثاء. يذكر ان هذه كانت الهدنة الرابعة، وهو ما يشير إلى إمكانية ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى.
وكانت بداية الغارات والمجازر التي ارتكبتها إسرائيل فور انهيار التهدئة، تلك التي طالت منزل عائلة الدلو، في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد زوجة والابن الرضيع لقائد الجناح المسلح في حركة حماس محمد ضيف. وسقط خلال استهداف المنزل المستهدف ستة شهداء آخرين بينهم نساء وأطفال من عائلة الدلو.
وكتب موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس على صفحته على موقع «فيس بوك» ان زوجة وابن الضيف استشهدا في استهداف منزل عائلة الدلو.
وأضاف «الاحتلال اتخذ إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل ذريعة لاستهداف شخصية كبيرة من حماس، وتم سحب الوفد، وإلغاء التهدئة، وكانت الجريمة الجديدة في بيت آل الدلو». وتابع القول «حماقة نتنياهو أضافت لسجله جريمة جديدة في استهداف المدنيين، وانتهاك العهود والاتفاقيات، والخيبة».
وذكرت تقارير إسرائيلية انه تم استهداف مبنى عائلة الدلو من ثلاث طائرات بصواريخ مخترقة للملاجئ أمريكية الصنع.
واكدت اسرائيل أمس ما كانت حركة حماس قد اعلنته، عن ان الهدف من العملية كان اغتيال محمد ضيف نفسه.
إلى ذلك استشهد شاب في قصف استهدفه بشكل مباشر من طائرة استطلاع، في محيط مسجد في حي الزيتون شرق مدينة غزة، كما استشهد ثلاثة آخرون بينهم طفلة، وأصيب 7 آخرون في قصف استهدف بقالة في الحي ذاته. واستشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بجروح، في استهداف مجموعة من المدنيين بصاروخ من طائرة استطلاع غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وخلال ساعات ليل الثلاثاء شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من ثلاثين غارة على القطاع، استهدفت واحدة منها سيارة إسعاف في منطقة جحر الديك شمال مخيم البريج، ما أدى إلى إصابة طاقمها بجراح.
واستهدفت الغارات منازل في مناطق متفرقة، وأراضي زراعية، كما قصفت منطقة الشريط الحدودي الفاصل بين جنوب القطاع ومصر، ومناطق على مقربة من صالة السفر في معبر رفح، ما أدى إلى إصابة أربعة مسافرين هم طفلان وسيدة ورجل بجراح.
وقال مدير هيئة المعابر والحدود بقطاع غزة ماهر أبو صبحة ان الهيئة ستوقف العمل بالمعبر حال عدم وجود ضمانات تحمي المسافرين من القصف الإسرائيلي.
وذكرت مصادر طبية ان حصيلة العدوان الإسرائيلي الجديد منذ أول من أمس ارتفعت إلى 22 شهيدا.
وأعاد مشهد القصف الإسرائيلي للأذهان حالة الحرب التي ظلت قائمة طوال الـ 30 يوما التي سبقت اتفاق «التهدئة المؤقت»، حيث ارتفع بذلك مع موجة التصعيد الجديدة عدد الشهداء إلى 2039 شهيدا، إضافة إلى سقوط أكثر من عشرة آلاف جريح. وخلال تلك الأيام نفذت إسرائيل سلسلة مجازر على حي الشجاعية وبلدة خزاعة والمناطق الشرقية لمدينة رفح، وفي شمال قطاع غزة، عندما بدأت بالتوغل البري، كما ارتكبت مجازر أخرى في استهداف المنازل، ما أدى إلى إبادة نحو 60 عائلة بشكل كامل.
واضطرت عائلات تقطن مناطق الحدود إلى النزوح من جديد إلى «مراكز الإيواء» التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» في المدارس، خشية من القصف الإسرائيلي.
وتجدد العدوان بقصف عصر يوم الثلاثاء الماضي عدة أهداف في القطاع، زاعمة انها كانت ترد على سقوط ثلاثة صواريخ أطلقت من القطاع خلال فترة التهدئة، لكن حركة حماس قالت انه لا علم لديها بهذه الصواريخ.
لكن جناح الحركة المسلح كتائب القسام، وفصائل المقاومة الأخرى، ردت على الغارات. وقصفت كتائب القسام مدن إسرائيل وبينها تل أبيب والقدس والسبع وغلاف غزة، وكذلك مطار «بن غريون» بأكثر من 50 صاروخا.
كما أعلنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي عن قصف عدة مدن وبلدات إسرائيلية بالصواريخ. وأعلنت فصائل فلسطينية مسلحة أخرى قصف إسرائيل بالصواريخ، ردا على المجازر في غزة.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية فقد دوت صفارات الانذار في كل المناطق الجنوبية ومنطقة وسط إسرائيل، جراء تعرضها لوابل من صواريخ المقاومة. وطالبت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية من سكانها فتح الملاجئ في المناطق التي تبعد مسافة 80 كيلومترا عن قطاع غزة.
واستدعت وزارة الجيش الإسرائيلية 2000 من جنود الاحتياط للعمل في محيط غزة، وسبق وان استدعى جيش الاحتلال خلال أيام الحرب الماضية أكثر من 80 ألف جندي احتياط، لكنه جرى تسريح أعداد كبيرة منهم.
وأعربت مصادر في إسرائيل عن توقعها بان يستمر خلال الأيام القريبة إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وكذلك الغارات الجوية على قطاع غزة.
ودعت وزيرة القضاء تسيبي ليفني عضو المجلس الوزاري الامني المصغر إلى «حظر التحاور مع منظمات الإرهاب وحشد الأسرة الدولية ضد حماس».
وردت حركة حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم على دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف أفيغدور ليبرمان، باستمرار الحرب حتى استسلام حماس، بانها تصريحات «غبية وحمقاء وستجر الويلات على الإسرائيليين ويدفع بشعبه نحو الجحيم». وقال «ليجهز الاحتلال نفسه لأيام قاسية لم يعهدها من قبل».
ومع اتساع رقعة الهجمات، التي جاءت أكثر عنفا، عن تلك وقعت بعدما انهارت التهدئة الأولى بعد ثلاثة أيام على مضيها، غادر الوفد الفلسطيني لمباحثات التهدئة الذي يرأسه عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح العاصمة المصرية القاهرة.
كذلك قال موسى أبو مرزوق ان الوفد الفلسطيني المفاوض، «رغم الغش والخداع الذي تعرض له من قبل الإسرائيليين، إلا انه يعتبر نفسه في حالة اجتماع حتى تحقيق الأهداف التي وضعها لشعبه». وأضاف بعد ان حمل إسرائيل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع «المماطلة الإسرائيلية والمراوغة لم تدع فرصة ولا وقت لنجاح التفاوض، فليس هناك من تقدم يذكر».
وأكدت حماس ان المقاومة تتدارس كل الخيارات في ضوء تطورات الأوضاع ومجريات الأمور والوقائع على الأرض بعد تعمد الاحتلال الإسرائيلي إفشال مفاوضات القاهرة. وقالت الحركة في بيان ان نتنياهو «أُعطي الوقت الكافي للاختيار بين استمرار الحرب وانجاز اتفاق تهدئة فاختار إفشال مفاوضات القاهرة والعودة للتصعيد»، مضيفة «عليه ان يستعد لدفع كلفة حماقاته، والمقاومة على جهوزية تامة للدفاع عن غزة».

أشرف الهور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نبيل العلي:

    لا أدري إن كنت أوافق تشرشل على ما قاله في مقابلة حين سئل عن موت بعض الأمم حتى وصل السؤال وإذا مات العرب فقال : تموت الخيانة…! من الذي دل طائرات اسرائيل على البيت الذي استقرت به زوجة وابن محمد الضيف ، مع أن كل فلسطيني مقاوم على الأرض هو محمد ضيف…” هذه الزوجة مع ابنها الصغير تنقلت بين عدة منازل وأماكن كيلا تلحقها طائرات بني صهيون ، إلا أن عملاء إسرائيل عرفوا مكانها في بيت الدلو وأبلغوا الطائرات الصهيونية التي ضربت المكان بطريقة عنيفة جداً تدل على أن لديهم معلومات مؤكدة عن وجود هدف معين… لن تنتصر الأمة حتى تنظف نفسها من العملاء … حتى عملاء الكلمة..

  2. يقول محمد الليثى:

    يجب على حماس حماية شعبها بدلا من هذا التصعيد الذى لا طائل من ورائه الآن فموعد تدمير اسرائيل لم يحن بعد/

  3. يقول خال بركات - فلسطين:

    Thank you Mr. Laythi. Will you be kind enough to tell us when & how Israel will vanish. since you seem to know what we don’t know.

  4. يقول غادة الشاويش:

    * الشهيد البطل عماد مغنية يغتال في كفر سوسة في قلب مربع امني حافل بمقرات المخابرات السورية .
    * الشهيد البطل عز الدين الشيخ خليل احد اهم كوادر القسام ومهجر من حي الشجاعية في قطاع غزة يغتال في قلب العاصمة السورية دمشق .
    *3 . ما أعلنته العديد من وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، ومنها جريدة”القدس العربي” في الرابع والعشرين من يناير 2013 حول كشف أخطر وأهم عملاء إسرائيل داخل حزب الله، وهو (علي رفيق ياغي) الذي بقي عشرين عاما عميلا ولم يكتشفه احد وهو أبرز كوادره في منطقة البقاع اللبنانية، وكان الحزب قد رشّحه على قائمته البلدية في منطقة بعلبك، ويعتبر أخطر وأغلى العملاء حيث اعترف بتقاضية قرابة 600 ألف دولار من المخابرات الإسرائيلية، وقدم معلومات هامة حول موكب الامين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي رحمه الله تعالى وعن مراكز الجيش السوري ومقرات الاستخبارات السورية في سهل البقاع اللبناني وكذلك عن الشيخ محمد يزبك وصبحي الطفيلي وشبكة الاتصالات السلكية للحزب في حرب تموز 2006 مهندس مرموق من عبدة الدولار الذين بات الحزب يعج بهم بعد الالفين وستة على نحو مشين ولا يبشر بخير .
    5 . الغارة الجوية الإسرائيلية يوم الأربعاء، الثلاثين من يناير 2013 ، التي استهدفت مواقع داخل سوريا، تؤكد مصادر إعلامية متعددة منها بريطانية أنّها ما كانت ستتم لولا معلومات مؤكدة قدّمها عملاء داخل حزب الله يعملون لصالح المخابرات الإسرائيلية، كشفوا محاولات للنظام السوري لتهريب أسلحة وصواريخ مضادة إلى حزب الله داخل لبنان، فاستهدف الطيران الإسرائيلي تدمير مواقع عسكرية للنظام السوري في منطقة الزبداني وقافلة عسكرية كانت في طريقها للحزب في لبنان، وتتكهن تلك المصادر بأنّ أولئك العملاء ما كانوا سيحصلوا على تلك المعلومات، لو لم يكونوا في مواقع قيادية متقدمة داخل الحزب
    * العميل حسين فحص نشر موقع “فرونت بايج ماغازين” مقالا اشار فيه الى “انشقاق” المسؤول المالي لحزب الله حسين فحص الى إسرائيل ومعه خمسة ملايين دولار اميركي كانت قد وصلت من دفعة أرسلتها إيران ، و وفق التقرير فان فحص “انشق” الى اسرائيل و أخذ معه خرائط و مستندات في غاية السرّية، و وفق التقرير فان حسين فحص يملك أدلة على صلة “حزب الله” بتنظيمات سنيّة أصولية تدّعي مواجهتها، مشيرة الى ان هذا الانشقاق “.
    * واخيرا العملاءالثلاثة ومنهم محمد الحاج ابوتراب الذين اشار اليهم الامين العام في الفلين واحدعشر
    جردة صغيرة لعدد العملاء في بنية الحزب التنظيمية بعد الالفين وستة ستشير بقوة الى انسياسات التراخي فيالمحاسبةوالرقابة المالية وتحول الانتماء الى الحزب الى امتياز مالي وتمتع بغطاء امنيساهم في هذه النتيجة المروعة
    اخيرا يبقى الشهداء احياء ويبقى ان العمالة لا دين لها ويبقى على المجاهدين الحذر خاصة اذا كانت ميادين عملهم تعج بمن يمكن شراؤه بحفنة زهيدة من الدولارات تماما كما هو حال الامن السوري الذي كنا نعنف مسؤولنا اننا نكره المرور من امامهم على الخط العسكري لاننا لا نثق بهم
    * اخيرا حمى الله قادة المقاومة من مشعل ابو الوليد الى محمد الضيف من شر الاقارب قبل الاباعد لان لهجة الحقد الدفين تكاد تقتل البعض وخاصة الجمع المنافق
    وزارة المستضعفين عاصفة الثار ام ذر الغفارية جريحة فلسطينية منشقة عن المنظمة التي تحمي هياكلها الادارية كل انواع الفساد من المالي الى الاخلاقي تللك التي تحولت الى مؤسسة تجارية وجيش خدمات ايراني وضلت طريق القدس في حارات الاقليم تللك التي تطلق على نفسها اسم حزب ( الله )

  5. يقول عبدو المغرب:

    وظلم ذوي القربى اشد مضاضة *على النفس من الحسا م المهند

إشترك في قائمتنا البريدية