غزة ـ «القدس العربي»: قبل أكثر من سنة، أطلق يحيى السنوار مع عدد من قادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، التي تصدعت آنذاك منظومتها الأمنية. وبعد الفشل في تحقيق أهدافها العسكرية المتمثلة بالقضاء على المقاومة، إثر العدوان المتواصل على غزة، أعلنت دولة الاحتلال، أمس الخميس، اغتيال “أبو إبراهيم”، القيادي الفلسطيني الذي يمكن وصفه بـ “رجل الطوفان”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: “تمت تصفية يحيى السنوار على أيدي جنودنا”.
وفي إشارة إلى استمرار العدوان على غزة، زاد: “وجّهنا ضربة للشر لكن المهمة لم تكتمل بعد. سنواصل بكامل القوة حتى إعادة الرهائن”.
وأضاف أن اغتيال السنوار “هو أول يوم بعد “حماس”، والحركة لن تحكم غزة بعد الآن”.
وأكد الجيش الإسرائيلي كذلك اغتيال السنوار.
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة “إكس”، إنه بعد “عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة والتي أدت إلى تقليص منطقة عمل يحيى السنوار، مما أسفر أخيرا عن القضاء عليه”.
وقالت إذاعة الجيش إن القوات الإسرائيلية تمكنت من اغتيال السنوار خلال اشتباك في منطقة تل السلطان في محافظة رفح جنوبي غزة، وكان يرتدي سترة عسكرية.
ولم يوضح بيانا الجيش الإسرائيلي ولا ما نشرته إذاعته ملابسات أخرى عن مقتل السنوار ولا توقيته، لكن وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة “هآرتس”، تحدثت عن أنه “لم يكن لدى إسرائيل معلومات استخبارية مسبقة عن وجوده في موقع قتله، وأن ما حدث جرى عن طريق الصدفة”.
لكن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، قال: “معلومات مخابرات أمريكية ساعدت إسرائيل في تعقب قادة “حماس” بمن فيهم السنوار”.
ولد السنوار في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين في جنوب غزة، وانضم الى حركة “حماس” التي أسسها الشيخ أحمد ياسين قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987.
وأنشأ في 1988 الجهاز الأمني للحركة (عرف باسم “المجد”)، وهو المسؤول عن ملاحقة المتهمين بالتجسس لحساب إسرائيل ومعاقبتهم وصولا الى إعدامهم في بعض الأحيان.
وتخرّج من الجامعة الإسلامية في غزة وتعلّم العبرية التي يتقنها بمستوى جيد خلال 23 عاما أمضاها في السجون الإسرائيلية. ويقال إنه تمتع بفهم عميق للثقافة والمجتمع الإسرائيليين.
حكم عليه بالمؤبد أربع مرات بتهمة قتله جنديين إسرائيليين. وكان من بين 1027 فلسطينيا أفرج عنهم في عام 2011 في صفقة تبادل مع الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
أمضى السنوار 23 عاما في السجون الإسرائيلية، ثم تولى مسؤوليات أمنية داخل “حماس” وصولا إلى رئاسة مكتبها السياسي في خضم الحرب الحالية في قطاع غزة إثر اغتيال إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو.