وساطات التهدئة تنشط لمنع التصعيد في غزة.. وإسرائيل تبقي على إجراءات إغلاق المعابر

أشرف الهور
حجم الخط
1

غزة- “القدس العربي”: لا تزال حالة الترقب لرد المقاومة الفلسطينية على أحداث مخيم جنين الأخيرة، هي المسيطرة على الوضع العام في قطاع غزة تحديدا، إذ أبقت سلطات الاحتلال على حالة التأهب القصوى، علاوة على استمرارها في فرض الإغلاق الكامل على القطاع، فيما وسّعت المقاومة من جهوزيتها، رغم اتصالات الوسطاء الرامية لعدم انجراف الأمور إلى مربع التصعيد العسكري.

استمرار إغلاق غزة

واستمرت حالة الإغلاق الشامل لمعابر قطاع غزة، سواء معبر بيت حانون “إيرز” المخصص للأفراد، أو معبر كرم أبو سالم المخصص لدخول البضائع، لليوم الثاني على التوالي.

وكانت سلطات الاحتلال أغلقت المعبرين، بشكل مفاجئ الثلاثاء، ومنعت دخول وخروج البضائع من وإلى غزة، كما منعت العمال من التوجه لأماكن عملهم داخل الخط الأخضر.

كما أبقت سلطات الاحتلال، على إجراءاتها الأمنية الأخرى في المناطق القريبة من حدود غزة، والتي تمثلت في إغلاق الطرق القريبة، ووقف حركة القطارات، وتحذير سكان مستوطنات “غلاف غزة” من الظهور في أماكن مكشوفة، والطلب منهم البقاء قرب الغرف المحصنة، وكذلك إغلاق منطقة شاطئ زيكيم القريبة من حدود شمال غزة.

واشتملت قرارات الاحتلال أيضا، على رفع درجة التأهب في منظومة “القبة الحديدية” التي تنصبها في مناطق الحدود، للتصدي لصواريخ المقاومة.

ولم تتوقف سلطات الاحتلال عند هذا الحد من الإجراءات الأمنية، فقررت قيادة جيش الاحتلال استدعاء المئات من جنود الاحتياط، للالتحاق بوحداتهم بشكل عاجل.

وحسب تقارير عبرية، فإنه جرى استدعاء جنود احتياط من كتيبة جرى تشكيلها مؤخراً، لدمجهم في جهود حماية المستوطنات في مناطق غلاف غزة.

ومع استمرار حالة التأهب، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، نيران رشاشاتها الثقيلة وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المزارعين شرق محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة.

وأجبرت قوات الاحتلال مزارعي تلك المناطق الحدودية، على مغادرة من أراضيهم، في ظل خشية المزارعين من التعرض لخطر الإصابة.

هذا ولا تزال سلطات الاحتلال، تخشى من رد الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي “سرايا القدس”، على اعتقال القيادي البارز في الحركة بسام السعدي، خلال عملية عسكرية استهدفت مخيم جنين يوم الإثنين، وأدت إلى استشهاد أحد نشطاء الحركة.

استنفار المقاومة

جاء ذلك بعدما أعلنت سرايا القدس حالة الاستنفار في صفوف ناشطيها، ورفع الجهوزية القتالية في كل المناطق الفلسطينية، متوعدة بـ”الثأر” والرد على هجوم الاحتلال.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي، أن أجهزة أمن الاحتلال تلقت معلومات استخباراتية، عن محاولة حركة الجهاد الإسلامي تنفيذ عملية إطلاق نيران قناصة أو استهداف مركبة إسرائيلية بصاروخ موجه مضاد للدروع، قرب منطقة الشريط الحدودي مع قطاع غزة.

وبسبب التحذيرات الإسرائيلية، ذكرت تقارير عبرية، أن سكان المستوطنات القريبة من حدود غزة، مثل مستوطنة “نحال عوز” باتوا منذ الثلاثاء لا يخرجون من منازلهم، خشية من تعرضهم لنيران المقاومة.

وكشف النقاب عن نقل إسرائيل رسالة إلى حركتي حماس والجهاد الاسلامي عبر وسطاء التهدئة، تؤكد أنها ليست معنية بالتصعيد، وأن إغلاق المعابر ليس إجراء عقابيا، وأنه جاء بسبب الضرورة الأمنية وكجزء من إغلاق طرق ومناطق أخرى في قطاع غزة.

وذكرت أن فتح معبر “إيرز”، لخروج العمل من قطاع غزة، مرهون بالتطورات الأمنية.

وتوعدت دولة الاحتلال في تلك الرسائل بشن هجمات عنيفة في حال قامت المقاومة في غزة بتنفيذ أي هجوم.

وفي إسرائيل، عقد قد وزير الجيش بيني غانتس، جلسة أمنية لبحث التداعيات الخاصة باعتقال القيادي السعدي، وما واكبها من استنفار المقاومة.

وبحسب صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، فإن جيش الاحتلال يعتزم بالتنسيق مع “الشاباك” مواصلة عمليات الاعتقال في الضفة الغربية وخاصة في شمالها، وتحديدا جنين، وهو ما قد يؤثر على الوضع الأمني مع قطاع غزة في ظل تهديدات حركة الجهاد الإسلامي.

جهود لوسطاء التهدئة

يأتي ذلك، في وقت تتواصل فيه الجهود الرامية لمنع التصعيد، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه، حيث يتردد أن وسطاء التهدئة من مصر وقطر، أجروا سلسلة اتصالات مع إسرائيل وفصائل المقاومة.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الوسطاء وسّعوا من اتصالاتهم الثلاثاء، بعد اعتقال السعدي، واقتحام مخيم جنين، كما أجروا اتصالات أخرى الأربعاء، بسبب بقاء حالة التأهب في إسرائيل وغزة على حالها.

ويتردد أن الاتصالات هذه المرة كانت على أعلى مستوى، بين الوسطاء وقيادة حركة الجهاد الإسلامي تحديدا، لمنع التصعيد، خاصة وأن قيادة الحركة أكدت أن السكوت على أحداث مخيم جنين، سيدفع الاحتلال لتصعيد تلك الهجمات لاحقا.

وأبدت الحركة غضبها الشديد من طريقة اعتقال القيادي السعدي، والاعتداء على أفراد أسرته بطريقة وحشية، في وقت يكرس الوسطاء كل طاقتهم لاحتواء الموقف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول 100 عام حروب صليبية مغولية وتروجانية:

    لانه يقوض دعائم السلام!

إشترك في قائمتنا البريدية