إسرائيل: كل بلد وصلت إليه طهران طاله الخراب

حجم الخط
0

كل مكان في أرجاء الشرق الأوسط وصل إليه الإيرانيون جلبوا معهم الدمار والخراب. سواء في لبنان، ثم العراق، والآن حان دور اليمن.
عملياً، هذه دول فاشلة استغلت طهران ضعفها للسيطرة عليها، باستغلال الطائفة الشيعية التي تعيش فيها على شكل طابور خامس. وقد حولت هؤلاء إلى فروع محلية لها، تعمل لأوسط تحقيق المصالح الإيرانية في منطقتنا.
لقد أدى الربيع العربي قبل عقد إلى انهيار اليمن ونشوب حرب أهلية فيه بين الكتل والطوائف المتخاصمة. وكانت إحداها الكتلة الحوثية، التي يعود أصلها إلى الطائفة الشيعية – اليزيدية، التي تشكل نحو ثلث سكان اليمن. وقد ربط الحوثيون أنفسهم بإيران وبحزب الله، ممن تجندوا لهم وسعوا بمساعدتهم على نسخ نموذج حزب الله في لبنان إلى اليمن.
في غضون بضع سنوات، تحول الحوثيون من ميليشيا إلى جيش مسلح مزود بأفضل السلاح الإيراني، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى والمُسيرات. ومقابل المساعدة التي تلقوها، تجند الحوثيون لمساعدة إيران في صراعها ضد دول الخليج، خصوصاً السعودية والإمارات. وهكذا بدأوا يمطرون، بتكليف من إيران، رشقات صواريخ على منشآت نفط وبنى تحتية، بل وعلى المدن الرئيسة في السعودية والإمارات.
رداً على ذلك، خرجت السعودية والإمارات ضدهم في العام 2015 إلى حرب، لم تنجح بسبب قيود قوة جيشي هاتين الدولتين، ولأن واشنطن فضلت – مثلما في حالة حزب الله وحماس- حلولاً دبلوماسية على الحسم العسكري للعدو.
ثمن المغامرات الحوثية
وفرت حرب “السيوف الحديدية” للحوثيين فرصة أخرى ليثبتوا للإيرانيين قيمتهم وأهميتهم وربما كي ينالوا منهم أيضاً دعماً بالمال وبالسلاح المتقدم. هذا ليس لأن غزة تعنيهم، بل قرروا ألا يتخلوا عن مثل هذه الفرصة، فضلاً عن أنهم أخطأوا في التفكير بأن بعد إسرائيل سيصعب عليها الرد.
لقد ساعد الحوثيون لسد طريق الملاحة في مضائق باب المندب التي تشكل بوابة الدخول إلى البحر الأحمر، وألحقوا أضراراً جسيمة بالاقتصاد العالمي. إلى جانب ذلك، بدأوا يهاجمون إسرائيل بالصواريخ والمُسيرات، ولكن يد إسرائيل وصلت إلى اليمن أيضاً، وجبت من الحوثيين ثمناً باهظاً.
يصعب الافتراض بأن هذا الأمر سيردعهم من مواصلة مغامراتهم. ومثلما في حالة حزب الله، يتبين أن ضرب الرسل وقطع أذرع الأخطبوط الإيراني بات أمراً مهماً، لكننا سنضطر على ما يبدو في نهاية الأمر أن نعالج الرأس: طهران.
أيال زيسر
إسرائيل اليوم 30/9/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية