إسرائيل والعم سام

حجم الخط
0

إذن ماذا كان لنا في السنة الماضية؟ حرب واحدة في غزة، مع نتيجة غير واضحة. في الشمال، حزب الله على الحدود ومن تحتها. والنووي الايراني بقي مهددا. سفينة العلم لرئيسة الوزراء لم تصل الى شاطيء الامان، ومشكوك أن تصل – فالتهديد الايراني الذي اجتذب مبالغ طائلة وكان في رأس جدول اعمالنا الدبلوماسي، بقي كما كان. على ما يبدو حتى اسوأ مما كان، كونه في ضوء جنون الاسلام السني المتطرف يبدو الجنون الشيعي طبيعيا في نظر العالم، بل وحليف مناسب في المعركة. حزب الله وايران ضد الارهاب – يا لها من نكتة بائسة.
ان احباط التهديد الايراني لم ينجح بعد، ولكن شيئا استراتيجيا لا يقل عن ذلك احبط بنجاح – علاقاتنا مع الولايات المتحدة. لا شك، ذخر استراتيجي هام لنا، إن لم يكن «الذخر» عولج بيد من حديد.
يعرف الامريكيون التعايش مع الاختلافات بيننا وبينهم. فالثقافة الديمقراطية، التي تعد الولايات المتحدة هي الممثلة العالمية البارزة لها، تعترف بان ليس الجميع يفكرون بنفس الطريقة. ولكن توجد امور لا يمكنهم أن يتعايشوا معها، ونحن ايضا لسنا مستعدين لقبولها. مثلا نكران الجميل، التدخل في الانتخابات أو فظاظة الروح.
فمساعدة خصم الرئيس القائم في الوقت الذي يكافح فيه الاخير في سبيل ولايته الثانية هي غباء كبير، ولا سيما اذا لم ينجح الرهان. وتسريب امور عن محادثات مغلقة مع الادارة، هو أمر لا يجب عمله. فلن يخرج اي شيء حميد من الهجمات العلنية على الامريكيين – وبعض الاحترام والكياسة لم يضر احدا ابدا.
ان العلاقات بين الدولتين تقوم على اساس القيم والمصالح المشتركة، وليست متعلقة بمثل هذه الشخصية أو تلك، ولكن مع ذلك يجب ان نتذكر ما قاله دون كورليانو – «كله شخصي». فرؤساء الدول غير ملزمين بان يخرجوا لقضاء وقت الفراغ في المساء معا، ولكن للعلاقات الطيبة وللثقة الشخصية لا يوجد بديل. تنشأ بينهم علاقة حميمة ورغبة في مساعدة الواحد الاخر. وفهم احتياجات كل طرف – سياسية داخلية وغيرها، ومراعاتها. ولا يفاجيء الطرفان الواحد الاخر، اما الخلافات فتحل بهدوء وليس بالاهانات المتبادلة في وسائل الاعلام.
هكذا يحافظ الناس على علاقاتهم. هذا افضل بكثير للدولة، بل ومحبب اكثر لرؤساء الدول بشكل شخصي. فبعد كل شيء، لا يستمتع احد بانتقاد شديد يوجه اليه امام ناظر كل العالم. وحتى معرفة الزعيم بان وراء الابواب المؤصدة يشتمونه ولا يطيقونه، لا تفعل خيرا حتى لزعيم ذي عجز عاطفي شديد.
الامريكيون ليسوا أبرياء من الاخطاء، بل العكس. فهم يخطئون في فهم دوافع العرب واهدافهم، ولا يميزون بين مشكلة حقيقية للعرب وبين المعاذير والقصص، ويبدو أنهم حتى اليوم لم يتعلموا لغة النفي لدى الزعماء العرب. فبعض المشتريات في السوق الشرقية كانت ستساعدهم في فهم اكبر من مئة معهد بحوث واوراق مواقف منمقة.
ولكن ليس لنا كثير من الاصدقاء في العالم، وبالتأكيد ليس مثل الامريكيين. وقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا ترتبط بشكل وثيق بهذه العلاقات. عشنا هنا مع نوع من الطيران الجماعي في بوينغ ما (من انتاج الولايات المتحدة)، واذا كانت الطائرة بحاجة لصيانة أو اصلاح طفيف، فيجب استخدام الادوات المناسبة، ورجاء لا تستخدموا مطرقة 5 كيلو.

يديعوت 12/10/2014

جلعاد شارون

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية