نواكشوط ـ ‘القدس العربي’ من عبدالله مولود: خصص إسلاميو موريتانيا المنضوون في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإخوان المسلمون) دورة مجلس شوراهم (أعلى هيئة حزبية) التي انطلقت أمس الخميس، لحسم موضوع الترشح في الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في موريتانيا في حزيران / يونيو المقبل.
وسيجري المجلس تقييما لأداء الحزب في الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة التي احتل فيها الحزب المركز الثاني بعد الحزب الحاكم حيث حصل على ستة عشر نائبا و 18 بلدية في عموم موريتانيا و540 مستشارا بلديا.
وأكد الدكتور الصوفي ولد الشيباني رئيس مجلس شورى الحزب ‘أن الدورة تنعقد في ظرفية خاصة، حيث أسدل الستار قبل أسابيع قليلة على الانتخابات البرلمانية والبلدية التي حقق حزب التجمع فيها إنجازات كبيرة رغم الظروف التي أجريت فيها، والمتميزة بشدة المضايقات والضغوط واستغلال النظام الحاكم لسمعة الدولة ووسائلها وموظفيها’.
وأشار ولد الصوفي إلى ‘أن المجلس سينظر في التحضير للانتخابات الرئاسية التي باتت على الأبواب، والتي يتعين على حزبنا من الآن تحديد توجهه العام بخصوص مبدأ المشاركة فيها من عدمها، ومدى الاستعداد للتنسيق بخصوص الموقف منها مع أطراف المعارضة الأخرى وغيرها من القوى الوطنية التي قد يتقاسم الحزب معها الرؤى والتصورات حول القضايا الوطنية الكبرى وأولويات المرحلة وهو الخيار الذي يجري الحديث عنه حاليا لتعزيز فرص المعارضة في تلك الانتخابات’.
وأضاف قائلا ‘إن تقييم أداء الحزب في الانتخابات البرلمانية والبلدية الأخيرة وتحديد موقفه من الرئاسيات القادمة وتقييم عمل هيئاته وأجهزته ومدى تنفيذ خططه المرسومة وتحقيق أهدافه واحترام خطه ومنهجه السياسي إضافة إلى المصادقة على برنامج السياسة العامة للحزب وإقرار خطته وميزانيته السنويتين هي أمور تتصدر جدول أعمال مجلسنا في هذه الدورة، وتتطلب منا مناقشتها بكل جد ومسؤولية وحرص على إصلاح الأخطاء وسد الثغرات وتصويب الانحرافات بما يخدم استمرار الأداء الإيجابي لحزبنا ويمكنه من الاضطلاع بالمسؤولية الوطنية’.
يذكر أن إسلاميي موريتانيا يحتلون في الوقت الراهن موقعا يخـــولهم تولي رئاسة مؤسسة المعارضة الديمقراطية، وهي مؤسسة يفترض أن يتم عبرها التواصل مع النظام الحاكم والتشاور غير الملزم معه حول كبريات القضايا السياسية الوطنية.
وبخصوص الانتخابات الرئاسية ينقسم نشطاء هذا الحزب الذي يتهمه خصومه بأنه مركز محلي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، لاتجاهين أحدهما يرى ضرورة المقاطعة والحفاظ على المكاسب بينما يرى الثاني ضرورة تأييد الحزب لمرشح موحد للمعارضة أو لغالبيتها إذا تم الاتفاق عليه في المشاورات المقررة أواخر الشهر الجاري.
ويخاف إخوان موريتانيا من أن تنتقل إلى موريتانيا عدوى تنكيل النظام المصري بزملائهم إخوان مصر وذلك فيما لو نجح انقلاب السيسي.