تونس – “القدس العربي” ـ حسن سلمان:

أثار إعلاميون تونسيون موجة من الجدل بعد “سخريتهم” من ماء زمزم والتقليل من قيمته، حيث اهتمهم البعض بالإساءة إلى مقدسات المسلمين، فيما شبههم أحد الدعاة بـ”الصراصير” الذين يحاولون الاستهزاء بالله ورسوله.
وفي فيديو نشرته إذاعة “شمس اف ام” الخاصة على صفحتها في موقع “فيسبوك”، استعرض الإعلامي محمد بوغلاّب حادثة إيقاف السلطات السعودية لأشخاص يروّجون لماء زمزم “مزيف”، مشككا بأهمية هذا الماء، مضيفا “لست من هواة ماء زمزم”، فيما تساءل الإعلامي حمزة البلومي “لماذا لم تشح عين ماء زمزم حتى الآن؟”.
واعتبرالإعلامي مختار الخلفاوي أنه “لا فرق بين ماء زمزم وماء الصنبور”، مشيرا لى أنها لا تعدو “مسألة اعتقادية فقط فهناك ناس يتفاءلون به خيرا رغم أنه ليس سوى ماء عادي”، وأورد بوغلاب مثالا “مشابها” حول وجود بئر في حمام في مدينة “سوسة” (شرق) كان الناس يشربونه لعقود عدة اعتقادا منهم أن يشفي أمراض الكلى، لكن السلطات أغلقت الحمام بعدما اكتشفت أن ماءه ممزوج ببماء صرف صحي!، مشيرا إلى أن “المعتقد شيء والواقع شيء آخر”.

وأثار الفيديو موجة من الاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف الداعية بشير بن حسن الإعلاميين الذين شككوا بأهمية ماء زمزم بـ”الصراصير”، مضيفا “إما أن تحترموا عقائد المسلمين أو كفوا عنا أذاكم، إذا كنتم تدّعون أنكم تحترمون الدستور والقانون، فطبقوه على أنفسكم، ولا تستهزؤون بالدين والله والرسول وتشككون في الثوابت والمسلمات”.
وأضاف في فيديو نشره على صفحته في “فيسبوك”: “ماء زمزم انفجر بضربة جبريل تحت قدم النبي إسماعيل، وهذا محل اتفاق. فهو ماء مبارك جعله الله رزقا للعرب عند البيت الحرام، وهو من بين الآيات البينات الباقيات إلى قيام الساعة. وطعمه الحقيقي يشبه اللبن البارد وهو يغني عن الطعام، والمخابر العلمية بيّنت إعجاز الله في هذا الماء، وشربه يُعد من مناسك الحج”.

ودون الشيخ عادل العلمي رئيس حزب “تونس الزيتونة” معلقا عل فيديو الإعلاميين “ألا لعنة الله على المجرمين”، وأضاف في تدوينة أخرى “أطهر ماء الأرض ماء زمزم، يشكك في بركته أرذل دواب الأرض، يجعلون من آيات الله مادة للسخرية والاستهزاء”.
وكتب أحد النشطاء ويُدعى صبري بن سالم “لا توجد بئر او عين في هذا العالم تبقى مئات السنين ولا تجف. 1400 سنة وعين زمزم لم تجف، هذه آية ومعجزة يا أعداء الاسلام والمسلمين وهذا تحدي لكم من رب العالمين يا دواعش لشيوعية والكفر والالحاد”.
وأضاف آخر يدعى كريم القروي “سبحان الله هؤلاء الأوغاد يقارعون الله في خلقه وفي عجائب قدرته فيستغربون كيف لعين ماء لها آلاف السنين لم ينضب مائها بعد، ويستهزئون بمقدسات أكثر من مليار مسلم وينكرون بركة هذا البئر الذي لم يحفره بشرا مثلنا بل فجرها جبريل بإذن الله للسيدة هاجر وسيدنا إسماعيل وليكون آية للعالمين”.
وكان بوغلاب أثار جدلا كبيرا قبل أشهر بعدما اعتبر أن أحاديث أبي هريرة وصحيحي البخاري ومسلم هي سبب العنف والتطرف الذي يعيشه المسلمون في الوقت الحالي، حيث اتهمه عدد من النشطاء بالإساءة إلى الإسلام، وطالب بعض رجال الدين بمقاضاته.