إعلاميون متلوّنون يجيدون تغيير بوصلتهم مع كل نظام جديد ومشكلة سد النهضة ربما يطول التفاوض بشأنها

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي» : لم يعدم الرئيس السيسي حتى وهو خارج البلاد الدعم من عشرات الكتاب الذين اجتهدوا في التعبير عن ولائهم له وأبدو إعجابهم بما حققته مصر من إنجازات خلال الفترة الأولى لولايته، وها هو أحد رؤساء التحرير يطلق صاروخا مفاده، أن مصر باتت مهيأة لقيادة العالم! فيما أشار نقيب الصحافيين عبد المحسن سلامة إلى قوة الاقتصاد الوطني والرخاء المقبل، مؤكدا أن المواطن في مصر في وسعه أن يتناول طعامه مقابل أقل من ربع دولار. أما مكرم محمد أحمد فتفوق على الجميع حينما قال: السيسي أصبح شخصية دولية مهمة لتحقيق الاستقرار العالمي! فيما أكد السيسي أن الشعب المصري قام بجهد جبار لاستعادة دولته وإنقاذ هويته.
وبينما فقدت مصر واحدا من أبرز مفكريها جلال أمين الذي نعاه يحيى قلاش: «عاشق من عشاق الوطن، وعقل متقد سبر أغوار الشخصية المصرية، انحاز للأغلبية من البسطاء بالموقف والمعرفة والعلم». فيما تفرد محمود وهبة بين أقرانه من الاقتصاديين بنعي الميزانيه والسبب من وجهة نظره: «خلوها من الأموال وخسفها التام بالديون.. أين رأي المعارضة والإعلام ووزارة المالية والبنك المركزي والحكومة والبرلمان؟» نادر فرجاني أوجز فأنجز: «هذا تعبير عن الولاءات الحقيقية: لم يصوت لمحمد صلاح إلا مصر وفلسطين، بينما صوتت جميع البلدان العربية الخليجية حلفاء العصابة الإجرامية الحاكمة ضده».

دقيقة سكوت لله

«إبراهيم عبده واحد من ألمع أساتذة الصحافة في مصر قبل ثورة يوليو/تموز 1952 وبعدها. مؤلف كتاب «ومن النفاق ما قتل» وهو كما يخبرنا عنه محمود خليل في «الوطن»، يعالج حالة الضياع التي تعيشها الأمم التي يسودها النفاق، والمآلات الكارثية التي تنتهي إليها. تتوجه أغلب أفكار الكتاب إلى فترة السبعينيات، التي احترف فيها العديد من الساسة والإعلاميين نفاق الرئيس السادات، وكيف أنه كان يطرب لذلك، رغم علمه بأن من يصفِّقون ويطبِّلون ويرقصون من حوله، أوجعتهم أيديهم من التصفيق وشبعوا طبلا ورقصا أيام سلفه الرئيس جمال عبدالناصر. لم ينسَ الكاتب وهو يقدم للطبعة الثالثة من كتابه، صدرت عام 1983، أن يوجه رسالة إلى حسني مبارك الذي كان قد ترأس الجمهورية عقب اغتيال الرئيس السادات في حادث المنصة الشهير (أكتوبر/تشرين الأول 1981)، نصحه فيها بأن يكون رئيسا لكل المصريين، وألا يتحزَّب ولا يستجيب لمن يدعوه إلى التحزُّب أو رئاسة حزب، وأن يعلم أن الديمقراطية هي أكبر ضمانة للاستقرار، وأنسب بيئة للتنمية، وحذره من النفاق والمنافقين، حرصا على أُمته وحرصا على نظام حكمه. نصيحة إبراهيم عبده صالحة أيضا لهذا الزمان. لعلك تتفق معي بأن أهل المغنى في الإعلام أوجعوا دماغنا، وأصبح الجمهور في عرض «دقيقة سكوت لله». إعلاميون متلوّنون، يجيدون تغيير جلدهم وتغيير بوصلتهم مع كل نظام جديد. يفتقرون إلى أدنى درجات الاستقامة، ولا يتورعون عن التناقض مع أنفسهم عشرات المرات في الدقيقة الواحدة، ولك أن تتخيل كم من المرات يتناقضون فيها مع أنفسهم عبر تجربتهم في العمل. مَن كانوا يصفقون له بالأمس يلعنونه اليوم. هذه الفصيلة من الإعلاميين التي سوّتهم تجربتهم من «نفاق» يضرون أكثر مما ينفعون. وأمثال هؤلاء ينطبق عليهم ما قِيل للحسين من بعض مَن حذروه من أهل العراق: «إن هؤلاء قوم قلوبهم معك وسيوفهم عليك». أما مشاهد النفاق لدى بعض المسؤولين داخل عدد من مؤسساتنا فتستطيع أن تجدها في هذا المسؤول أو ذاك، الذي يستغرق بلسانه في الحديث عن الوطن والوطنية والعطاء والعمل، في حين تجد بعضهم حوّل المؤسسات التي يقودها إلى تكية أو عزبة شخصية».

كيمياء السيسي وولع ترامب

من أبرز المتيمين بالسيسي مرسي عطالله في «الأهرام»: «عندما يحرص الرئيس الأمريكي على الالتقاء بالرئيس المصري كل عام على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي يشارك فيها معظم زعماء العالم، فإن الأمر أكبر من أن ينظر إليه في إطار كيمياء العلاقة الودية الخاصة التي تجمع بين السيسي وترامب. أريد أن أقول: إن منطقة الشرق الأوسط بسبب ظروفها المعقدة والملتبسة في السنوات الأخيرة، أصبحت تمثل جزءا مهما وحساسا من أجندة السياسة الخارجية الأمريكية أكثر من أي وقت مضى، ومن ثم يعلق الرئيس ترامب أهمية كبرى على الاستماع للرئيس السيسي، والتعرف على رؤيته في الترتيبات المرتقبة لكيفية التعامل مع قضايا المنطقة، وكلها أمور مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحرب ضد الإرهاب. ولأن مصر تدرك أهمية الدور الأمريكي في توجيه بوصلة السياسة الدولية، يجيء الحرص المضاعف من جانب الرئيس السيسي على اغتنام فرصة وجوده في نيويورك لكي يجلس وجها لوجه مع ترامب لاستعراض أحداث السنوات القليلة التي مضت، وكيف يمكن للتعاون المصري الأمريكي إزاحة العواصف والسحب الداكنة التي تغطي سماء الشرق الأوسط، وتسهم في استمرار اشتعال البرق ودوي الرعد، وبالتالي تعثر جهود التسوية السياسية في كل بؤر التوتر. ومن حسن الحظ أن يلتقي السيسي مع ترامب وجها لوجه، مستندا إلى صحة رؤيته التي نقلها لترامب في أول لقاء جمع بينهما، والتي ارتكزت على اعتبارات تعكس فهما صحيحا لنفسية شعوب المنطقة، وضرورة مراعاة مصالحها القومية بالتوازي مع مراعاة المصالح العليا لأمريكا أيضا، حتى لا تزداد المسافات ابتعادا، وتتسع الخلافات وتتعمق بين الشعوب العربية والسياسة الأمريكية، التي انزلقت بتفعيل قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إلى أبعد درجات الاستفزاز».

ربما نذهب للحرب

نتوجه لسد النهضة حيث يسأل مكرم محمد أحمد في «الأهرام»: «هل تأخذ مصر موقف الانتظار، وتعلق كل آمالها على تفاوض شاق لا نعرف على وجه التحديد متى ينتهى باتفاق صحيح مع إثيوبيا؟ أم أن الواقع الراهن في مصر، خاصة مع الزيادة المهولة في أعداد السكان وثبات حصة مصر المائية من النيل، تلزمنا بأن تكون لمصر رؤيتها الشاملة وخططها الخاصة التي تعتمد على جهود المصريين، بصرف النظر عن التفاوض، مع الحفاظ على علاقات وطيدة مع إثيوبيا، التي لا تزال تؤكد أن هدفها الأول من سد النهضة وأي مشروعات أخرى على النيل الأزرق، هو الحصول على الكهرباء، وأن مصالح مصر المائية ينبغي ألا تُضار. آخذا في الاعتبار أن القضية بالنسبة لمصر قضية حياة أو موت، وأن مصر غادرت تماما مرحلة عابرة سادت فيها الفوضى الشاملة بعد ثورة يناير/كانون الثاني ودخلت على امتداد السنوات الأربع الماضية مرحلة إعادة بناء قوتها الشاملة، الكفيلة بالحفاظ على كل حقوقها، وأظن أن ثقة مصر في قدرة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي ينتمي لقبائل الأورومو، أكبر القبائل الإثيوبية والمالكة معظم أراضيها، تمثل خيارا صحيحا لمصر، لا يتعارض مع واجب اليقظة والحذر، أو مع مسؤوليات أنفسنا كمصريين يواجهون اختبارا صعبا. ومن المؤكد أن أول واجبات مصر تجاه نفسها أن تغادر موقف الانتظار، لأن مشكلة سد النهضة ربما يطول التفاوض بشأنها ويتعذر الوصول إلى تسوية عاجلة للأزمة، خاصة مع الصعوبات الكبيرة التي تواجه عملية استكمال بناء سد النهضة وتشغيله، وأن تستمر في إجراء تقشُف مائي صارم بدأته بالفعل قبل عامين، ويحقق تقدما ضخما في الحد من استهلاك الوارد من مياه النيل، ويرفع إنتاجها من عمليات تدوير مياه الصرف أراضيها».

«رفض ذكر اسمه»

«كثيرا ما تلجأ الصحف لتجهيل مصادرها، فهل ذلك يعد خروجا على القواعد؟ عماد الدين حسين في «الشروق» يرى الأمر على العكس تماما، تلجأ الصحف لهذا النوع من المصادر، لأنها لو ذكرت اسمه لحرقته تماما. تخيلوا لو أن المصدر الذي كتب افتتاحية «نيويورك تايمز» ذكر اسمه، أو كشفته الصحيفة. المؤكد أن ترامب سوف ينكل به بشكل لا يتخيله أحد. وبالتالي فالسؤال الجوهري الذي يفترض أن يسأله الغاضبون من حكاية المصادر غير المعلنة هو: هل الخبر صحيح أم لا؟ هذا هو المعيار الرئيسي. في مرات كثيرة يتم تسريب معلومات أو أفكار أو آراء حتى يمكن قياس رد فعل الرأي العام.. وحدث ذلك في مصر في الماضي، ويحدث في الحاضر، وسيستمر في المستقبل. تخيلوا وزيرا يريد أن يلفت النظر إلى خطأ ما داخل حكومته.. فهل يخرج ويقول: أنا الوزير الفلاني اعترض على سياسة زميلي الوزير أو رئيس الحكومة؟ أم يسرب الخبر أو القصة للصحافي، ويكتبها تحت اسم مصدر رفض ذكر اسمه، وبالتالي تتم معالجة الخطأ؟ نحن ننسى أن معظم القصص الصحافية العظيمة بدأت من أخبار لا مصادر رسمية لها، وفي مقدمة ذلك فضيحة «ووترغيت» التي فجرها الصحافي الشاب وقتها بوب وودورد، ونتيجة لها تم طرد الرئيس نيكسون من البيت الأبيض. المصدر وقتها كان ضابطا في البحرية الأمريكية، كان يمد الصحافي بالمعلومات خلال لقاءات داخل دورة مياه. وودورد صار صحافيا عظيما وهو الذي ألف ونشر قبل أيام الكتاب الأخير «الخوف» وفيه فضح العالم العبثي الموجود داخل البيت الأبيض. معظم معلومات الكتاب منسوبة لمصادر لم تذكر اسمها.. فهل تتهم المؤلف بأنه لا يفهم و«الواشنطن بوسطت» باعتبارها «صحيفة نص لبة؟». لولا المصادر التي تفضل عدم ذكر اسمها لماتت الصحف».

السيسي مفكرا

من بين الذين اشادوا بالرئيس أيمن عبد المجيد في «روزاليوسف»: «وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسائل لا تخطئها عين مدقق للعالم، داعيا قادته لمواجهة النفس.. «حتى لا يُختطف المستقبل». عبارة بليغة، قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان الرئيس يستخدم صيغة الجمع، «إننا اليوم»، «اجتماعنا»، «فلنتحرك معا»، «مواجهة أنفسنا»، ليحمل كل قائد في العالم مسؤوليته، ولكل دولة حسب حجمها دورها، فالمسؤولية مشتركة، والتحديات أكبر من أن تواجهها دولة أو قارة بمفردها، وثمن التخاذل سيدفعه الجميع، والإرهاب المتفشي عالميا، وآثار الهجرة غير الشرعية خير دليل. من ذا الذي يمكنه أن «يختطف المستقبل» من وجهة نظر مصر؟ الفقر والمرض والأوبئة، ومحاولات التنظيمات الإرهابية اختطاف العقول. لا شك أنه تشخيص عميق، لدولة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، ناقوس خطر تدقه مصر، صاحبة الحضارة، بلسان صدق رئاسي، من منبر الأمم المتحدة، مواجهة النظام العالمي، بسوءاته، وتشخيصا للمرض، بدون اكتفاء بذكر العرض. لكن كيف سيادة الرئيس يكون العلاج؟ العلاج في تطوير النظام الدولي ليكون أكثر عدالة، ودعم العالم المتقدم لجهود التنمية في العالم النامي، ومواجهة الفقر بالتنمية المستدامة، ومواجهة الإرهاب، بصدق. إنها اتساق الرؤية، وثبات الموقف، والقدرة على مواجهة النفس والعالم، ففي كلمة الرئيس العام الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال: «بصراحة شديدة، لا مجال لأي حديث جدي عن مصداقية نظام دولي يكيل بمكيالين».

ليس آخرهم

«قرار وزارة الأوقاف بمنع الشيخ محمد سعيد رسلان، أحد رموز السلفية المدخلية في مصر، من صعود المنبر، أو إلقاء أي دروس دينية في المساجد، ليس هو الأول من نوعه، إذ شهدت السنوات الماضية، كما أفادت «المصريون» قرارات مماثلة بمنع عدد من العلماء والمشايخ، من اعتلاء المنابر. ويُعتبر الداعية السلفي، من أشد المعارضين لجماعة الإخوان. وقررت وزارة الأوقاف سابقا منع الشيخ محمد جبريل، إمام مسجد عمرو بن العاص، من أي عمل دعوي، نتيجة خروجه على تعليمات الوزارة ودعائه على الحكام. كما صدر قرار مماثل بمنع الداعية السلفي، الشيخ محمد حسان. كما شملت قائمة الممنوعين، الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل أول وزارة الأوقاف، مقدم برنامج «المسلمون يتساءلون» سابقا، وتضمنت قائمة الممنوعين الشيخ عبد الله رشدي، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة سابقا، بعدما قررت لجنة القيم في وزارة الأوقاف إحالته، للعمل الإداري. وكانت وزارة الأوقاف، قد أصدرت من نحو ثلاثة أعوام قائمة سوداء للممنوعين من الخطابة تصدر القائمة، اتحاد العلماء المسلمين الذي يترأسه الدكتور يوسف القرضاوي، وأعضاؤه. وشملت القائمة، أسماء عديدة منها: سلامة عبد القوي، مستشار وزير أوقاف الإخوان، وجمال عبد الستار، وكيل الأوقاف في عهد الجماعة، والدكتور محمد الصغير، والشيخ أحمد عامر، والشيخ أحمد هليل مدير عام الإرشاد الديني ومستشار الوزير السابق، والدكتور صلاح سلطان، الأمين السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والدكتور جمال عبد الستار، وكيل الوزارة السابق لشؤون الدعوة الهارب في الخارج، والدكتور عبده مقلد، رئيس القطاع الديني. وضمت أيضا، الشيخ عبد العزيز رجب، أحد أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ جمال علي يونس، وكيل وزارة الأوقاف السابق في الفيوم».

ليس كمثله يوم

أما مصطفى الفقي في «المصري اليوم» فيقول في ذكرى وفاة جمال عبد الناصر: «في مثل هذا اليوم منذ ثمانية وأربعين عاما كان الشعب المصري، بل الأمة العربية يختزنان إحساسا مبهما لحدث ضخم سوف يقع، وبالفعل رحل الزعيم العربي في اليوم التالي، وكأنما اهتزت أركان الدنيا الأربعة وطأطأة مدافع الأسطول السادس الأمريكي رؤوسها في البحر المتوسط إجلالا واحتراما، على حد تعبير الأستاذ محمد حسنين هيكل في توصيف بعض مشاهد الظاهرة التاريخية، التي يصعب، بل قد يستحيل نسيانها، ومنذ أعلن نائب الرئيس وقتها أنور السادات في حديث تلفزيوني مقتضب عن رحيل الرئيس عبدالناصر، انقلبت الدنيا رأسا على عقب، وقد سمعت الخبر في أحد المطاعم في الزمالك، وكانت معي زوجتى وبعض الأصدقاء، فإذا الخبر ينزل علينا كالصاعقة ليبدد الأحلام ويدفع بالأوهام، حتى أن البعض ظن أن الوطن قد انتهى، وأن مصر لن تقوم لها قائمة، فلقد مات الذي تعلقت به الجماهير في السراء والضراء، في الانتصار والانكسار، وكان مصدرا لالتهاب مشاعرهم وإثارة أحزانهم، لأن الرجل قد رحل والأرض محتلة، وإن كانت مصر واقفة على قدميها باسقة كالنخيل لم تركع ولم تستسلم، بل واصلت حرب الاستنزاف الضارية – وهي واحدة من أمجد حروب الشعب المصري – واحتشدت في أذهان الملايين آلام النكسة وذكريات «رأس العش»، و«شدوان»، وإغراق الباخرة «ليبرتي» إلى جانب حائط الصواريخ والأوضاع الصعبة التي كان يعيش فيها الشعب المصري عازما على رد العدوان واسترداد الأرض، إعمالا لمبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، ولقد شهدت وأنا شاب في تلك الأيام الصعبة أحزان مصر عندما تدفقت الملايين في الشوارع وجاء زعماء الدول من كل حدب وصوب، ومضى الموكب الحزين يحمل الرئيس الراحل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس».

لهذا تزدهر الفتنة

«لماذا تجد الفتنة الطائفية حاضنة لها بين المجتمعات الفقيرة؟ القضية كما يرى سامح فوزي في «الشروق»، ليست فقط تعصبا أو عنفا طائفيا أو تزمتا تجاه حق قطاع من المواطنين في ممارسة شعائره الدينية، ولكن أيضا غياب البيئة المحلية القادرة على استيعاب المواطنين، وتمكينهم من حقوقهم، وإتاحة المجال أمامهم لتطوير قدراتهم، والتمتع بفرص اقتصادية حقيقية. إذا تحقق ذلك أتصور أننا لن نجد أمثلة لأحداث طائفية، أو على الأقل سوف تقل وتيرتها، حين ينشغل الناس بتطوير واقعهم، بدلا من أن يكونوا أسرى داعية متطرف، وواقع اجتماعي خانق، وبيئة اقتصادية طاردة لهم، وفائض بشري لا يجد فرصة مناسبة في الحياة. واللافت أن الواقع الاجتماعي يتغير بدون وجود بحث اجتماعي جيد يتابع هذا التغير، ويرصد اتجاهاته. هل تغيرت تركيبة القرية المصرية؟ نعم، نريد من يدرس توازنات القوة فيها، التغير في التركيبة الاجتماعية، والتحديات الاقتصادية فيها، ويقترح حلولا ترمي إلى تغيير هذا الواقع باستخدام أدوات البحث الاجتماعي الحديثة: الحوكمة الجيدة، أساليب المشاركة المجتمعية الجديدة، اتجاهات التنمية الحديثة، خلق رأسمال اجتماعي، ومشروعات تحقق التضامن بين المواطنين على اختلاف معتقداتهم ومواقعهم الاجتماعية. في كل مرة يقع حادث توتر ديني، ونسمع عن قرية منسية من هذه القرى التي يعتصرها الفقر وغياب التنمية، أرى ترديدا للكلام نفسه بدون إبداع، وتستمر المشكلة، ويغيب الحل».

هل يتراجع عن موقفه؟

أكد حسام البدري، رئيس نادي بيراميدز وفقا لـ«المصريون»: «أن ما يفعله تركي آل شيخ في مصر نابع من عشقه للوطن المصري، وفكره من أجل النهوض بالرياضة المصرية. وأكمل، سأقنع آل شيخ بضرورة الاستمرار والحفاظ على هذا المشروع الناجح في الدوري، الذي يحسب لآل الشيخ، الذي أثبت قدرته الكبيرة على العمل تحت الضغوط. وأفكاره التي أتت بثمارها بشكل كبير على الكرة المصرية حتى الآن. وأردف: أن ما تم بذله من مجهود وتعب وأسلوب منظم واحترافي من قبل المستشار تركي آل الشيخ من حيث القدرات التي يتمتع بها، ساعدت في تكوين الفريق بهذا الشكل القوي، الذي يستحق الاحترام والتقدير والدعم من الجميع، في ظل وجود فريق العمل، بالاضافة لنا كقدرات مثل أحمد حسن وهادي خشبة وأحمد أيوب وغيرهم من الكفاءات الفنية والإدارية في النادي. وأضاف: لن أسمح لأي مغرضين أو غير واعين بإيقاف مسيرة هذا العمل الناجح، الذي يعود بالإضافة والنفع على مصرنا الحبيبة.. وأطالب جموع المسؤولين والجماهير المحترمة التي تقدر دور الاستثمار في مجال الرياضة بمواجهة تلك الحملات المغرضة التي لا تهدف للنيل من المستشار تركي آل الشيخ، بل الإضرار بالاقتصاد الرياضي في مصرنا الحبيبة».

ولا يهمك يا صلاح

مثل معظم المصريين كان جلال عارف في «الأخبار» يتمني أن يفوز محمد صلاح باللقب العالمي كأفضل لاعبي الكرة في العام الماضي: «كان نجمنا صلاح قد حقق في الموسم الماضي حضورا استثنائيا في ساحة كرة القدم العالمية، واستطاع خلال عام واحد أن يفرض نفسه في مقدمة لاعبي العالم. لكن الجوائز لها حسابات أخرى، رجحت فوز الكرواتي مودريتش لينهي عشر سنوات، من سيطرة الثنائي ميسي ورونالدو على صدارة لاعبي العالم. وفاز صلاح بجائزة الهدف الأفضل في الموسم الماضي، وجاء ثالثا في ترتيب أفضل اللاعبين. وانتهي احتفال «الفيفا» وبقيت ملاحظات وأسئلة عديدة، وأول الملاحظات أن تخلو التشكيلة المثالية لفريق العام من محمد صلاح، وهو أحد ثلاثة لاعبين هم الأفضل في العالم، فالموسم الماضي باعتراف «الفيفا» نفسها! كان يمكن أن يكون الأمر مفهوما لو أنهم قالوا إنها تشكيلة الأفضل في كأس العالم. أما أن يقال إننا أمام الفريق الأفضل في الموسم بدون صلاح.. فهو أمر لا يمكن تبريره إلا بسيطرة التسويق والتربيطات التي تتحكم في التصويت الذي يحتاج لمراجعة. واضح أن التصويت كان محكوما باللقطة الأخيرة في كأس العالم. قبل الكأس كانت الجائزة بعيدة جدا عن مودريتش. لكن مونديال موسكو قلب الأوضاع، وصعد مودريتش إلى الصدارة بقيادته فريق كرواتيا المحدود الإمكانيات إلى نهائي الكأس.. بينما كان نجمنا صلاح مازال يعاني من الإصابة، وكان منتخبنا في أسوأ حالاته، ولو نجح المنتخب في الصعود للأدوار النهائية، لربما كان الأمر قد تغير. أرجو أن تنتهي بسرعة «الهرتلة» حول التصويت العربي والأفريقي في هذه الجوائز. التصويت شخصي، والصفحة ينبغي أن تقلب».

الشمس ستشرق يوما

السعادة التي تنتاب جلال دويدار في «الأخبار» بسبب أحكام الإعدام والسجن التي تعرض لها رموز الإخوان كبيرة: «إن أحدا لا يستطيع الادعاء بأنه لم يتم توفير كل سبل المحاكمة العادلة لهؤلاء الذين اختاروا أن تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء، الذين أسند إليهم حماية أمن واستقرار هذا الوطن. لا جدال أن توالي الأحكام التي تمت وفقا للإجراءات القضائية المرعية سوف تؤشر إلى إعلان إغلاق ملف هذه الحقبة السوداء الدامية من تاريخ الدولة المصرية. إنها تمثل آخر حلقات المسيرة الإجرامية لجماعة الإرهاب الإخواني التي اتخذت من الدين – البريء من أعمالها وأفعالها – غطاء وستارا لأهدافها ومخططاتها غير السوية. إنه وعلى ضوء إصدار الأحكام في قضايا إرهاب وإجرام هذه الجماعة، فإن الشعب المصري الذي أضير من هذه الجرائم سوف يتنفس الصعداء، ويشعر بالراحة النفسية. إن هذه الأحكام الصادرة ما هي إلا تجسيد لما تقضي به شريعة الله بأن «السن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم»». إننا جميعا وبعد صدور هذه الأحكام نترقب قيام أبطال قواتنا المسلحة والشرطة في وضع اللمسات الأخيرة لعملية القضاء على الفلول الإرهابية في سيناء. تحقيق هذا الإنجاز سوف يجعلنا نتطلع إلى بدء مرحلة جديدة من تحقيق الآمال والانطلاق نحو آفاق المستقبل المزدهر بإذن الله. هذه المرحلة تحتاج إلى بذل الجهد والعرق من أجل رفعة هذا الوطن. أخيرا أقول إنه لابد أن يؤمن كل منا بأن ما سوف يتحقق سيعم خيره على الجميع. هذا يتطلب أن يؤدي كل فرد ما هو منوط به من عمل».

مكانة النصارى في الإسلام

يطرح علاء عريبي سؤالا تاريخيا في «الوفد»: «هل شارك النصارى في موقعة الجمل؟ قد تفاجأ عندما تقرأ هذا السؤال، وتصاب بالدهشة والحيرة، وقد تضع بجوار السؤال سؤالا آخر: تقصد موقعة الجمل التي جرت أحداثها في ميدان التحرير خلال ثورة يناير/كانون الثاني؟ أم موقعة الجمل التي دارت عام 36 هجرية، بسبب الثأر من قتلة سيدنا عثمان بن عفان، وكانت بين الإمام علي بن أبي طالب والصحابيين الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله اللذين قتلا في الموقعة، وكانت تناصرهما السيدة عائشة أم المؤمنين؟ قبل 135 سنة، وعلى وجه التحديد سنة 1883، بعد عام من ثورة الزعيم أحمد عرابي، أصدر المستشرق الهولندي مارتاين تيودور هوتسما (ت سنة 1943) لأول مرة، كتاب «تاريخ اليعقوبي»، وهوتسما كان أيامها مساعدا لمحافظ مخطوطات مكتبة جامعة ليدن، سبق وحصل سنة 1875 على دكتوراه في موضوع «النزاع حول العقيدة في الإسلام»، وخلال عمله في قسم المخطوطات عثر على مخطوط كتاب التاريخ الخاص باليعقوبي (أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح)، فقام بتحقيقه ونشره في طبعة من جامعة ليدن. في الجزء الثاني عند ذكر اليعقوبي لموقعة الجمل، جاءت الفقرة التالية صـفحة 213: «وأعطى (يقصد الإمام علي بن أبي طالب) الناس بالسوية، لم يفضل أحدا على أحد، وأعطى الموالي كما أعطى الصلبية، فقيل له في ذلك. فقال: قرأت ما بين الدفتين فلم أجد لولد إسماعيل على ولد إسحاق فضلا، هذا وأخذ عودا من الأرض فوضعه بين إصبعيه»، في الهامش ذكر كلمة الصلبية، بأنها كانت في المخطوط: صليه، وقام هو(هوتسما) بتصحيحها إلى: صلبية، بمعنى الصليبيين، وهو ما يعنى أن الإخوة المسيحيين انضموا إلى جيش الإمام علي، وحاربوا تحت راية الصحابة الذين خرجوا طلبا للثأر ممن قتلوا سيدنا عثمان بن عفان».

بوتين حينما يغضب

«إسرائيل كعادتها لا تعترف بالجميل، ولا تشكر من يقدمه، بل تعمل دائما، كما يقول حسين أبو طالب في «الوطن»، على استفزازه وابتزازه حتى الرمق الأخير. لا يهمها سوى مصلحتها الآنية، شعورها بالقوة والتفوق مضافا إليهما الغرور والحماية المطلقة من أي عقاب، يدفعان دائما إلى المغامرة حتى الحد الأقصى. هذه الخصائص ليست جديدة على إسرائيل وقادتها من اليمين المتعصب. شهادتنا نحن العرب على السلوك الإسرائيلي تبدو مجروحة في أعين الكثيرين، الذين يرون أنها شهادة تنطلق من منطلق صراعي ووجودى في آن. لكن كيف يكون الرأي حين تأتي هذه الشهادة موثقة ومدعمة بالأدلة اليقينية من قوة عظمى قدمت الكثير من الخدمات الجليلة لإسرائيل ولأمنها، ثم حصلت على جزاء سنمار؟ أتحدث هنا عن الموقف الروسي الجديد تجاه إسرائيل، بعد أن تسببت تصرفات طياريها في إسقاط طائرة عسكرية روسية وعلى متنها 15 ضابطا، كانوا في مهمة للمراقبة الدورية شرق سوريا بحرا. في تصريحات المسؤولين الروس، كوزير الدفاع والمتحدث الرسمي باسم الوزارة وباسم الكرملين، وبعد أن تحققوا بما فيه الكفاية عن الذي حصل ولماذا حصل يوم 17 سبتمبر/أيلول الحالي، نلاحظ حديثا يخلو من الدبلوماسية والمجاملات وتعمد الحفاظ على المشاعر الإسرائيلية، كما كان في السابق، نلاحظ أيضا عبارات حادة لم تستخدم من قبل في وصف التصرفات الإسرائيلية، من قبيل أنها تصرفات استفزازية وعدائية، وأن سلوك طياريها يوم الحادثة يدل على عدم المهنية أو على الأقل الاستهتار الإجرامي، وأنه بمثابة رد جاحد على خدمات روسيا، وانتهاك مباشر للاتفاقات الروسية – الإسرائيلية الموقّعة عام 2015 للحيلولة دون وقوع حوادث تصادم غير مرغوبة في سوريا. مثل هذه الأوصاف الحادة شديدة الخشونة تعبر عن غضب شديد وشعور بالخديعة».

وداعا يا صاحبي

نتوجه لتونس بصحبة الكاتب عمرو الشوبكي في «المصري اليوم»: «قرار الرئيس التونسى الباجي قائد السبسي بفك التوافق مع حركة النهضة التونسية، كان يمكن اختزاله في أعقاب الثورة التونسية بأنه تجسيد للاستقطاب المدني العلماني، وأنه بداية صراع مفتوح على الهوية ومدنية الدولة، بين تيار مدني علماني متجذر، والتيار الإسلامي. وإذا كان من الصعب تجاهل الجانب الفكري بالكامل كأحد أسباب فك الشراكة بين الرئيس التونسي والنهضة، إلا أنه ليس السبب الرئيسي وراء إنهاء 5 سنوات من التوافق السياسي بين الجانبين. والحقيقة أن أهمية تجربة تونس وأحد أبرز جوانبها الإيجابية (رغم بعض الإخفاقات) هو نجاحها في تحويل «صراعات الوجود»، في كثير من البلدان العربية، بين التيارات السياسية الرئيسية، خاصة بين التيارات المدنية والإسلامية إلى صراعات سياسية تقبل بالحلول الوسط والمناورات المتبادلة. والحقيقة أن فك التوافق بين نداء تونس، الذي يعبر عنه الرئيس وحركة النهضة، جاء عقب تأييد الأخيرة لرئيس الوزراء يوسف الشاهد المجمدة عضويته في النداء، عقب خلاف عميق مع نجل الرئيس التونسي حافظ السبسي، الذي يقود حزب نداء تونس والطامح في خلافة أبيه في رئاسة الجمهورية. والحقيقة أن النهضة قررت أن تدعم يوسف الشاهد لكي يستمر في رئاسة الحكومة على خلاف رأي معظم أعضاء نداء تونس، وأعلنت أن نوابها سيصوتون لصالحه لكي يستمر رئيسا للوزراء. هناك تذمر لدى قطاعات واسعة من المجتمع التونسى من أداء رئيس الحكومة، ومن تفاقم الأزمة الاقتصادية، ولأن النهضة لم تعط طوال تاريخها اهتماما بالقضايا الاجتماعية، فركزت على مصلحتها السياسية في إضعاف نداء تونس، بدعم انشقاق أحد قادته (أي الشاهد)، ثم دعمها له كرئيس حكومة، ثم من الوارد أن تتخلى عنه مستقبلا بعد أن تحقق هدفها وهو انقسام النداء».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية