إعلام النظام السوري يجمّل أزمات المواطنين: الكهرباء اختراع حديث وزنوبيا وهارون الرشيد وشارلمان عاشوا دونها والماء البارد أفضل صحيا في الاستحمام!

وائل عصام
حجم الخط
1

أنطاكيا – «القدس العربي»: أثار صحافي سوري موالٍ للحكومة السورية سخرية واسعة، بحديثه عن أن الكهرباء من الاختراعات الحديثة النسبية، وذلك في إطار تبريره لانقطاع التيار الكهربائي في مناطق سيطرة النظام، لمدة تتجاوز الـ20 ساعة في اليوم.
وعلى قناة “لنا” الفضائية المملوكة لرجل الأعمال المقرب من النظام السوري سامر الفوز، قال الصحافي جعفر أحمد، المشهور بتأييده الشديد للنظام، إن “الكهرباء اختراع حديث نسبياً، وربما تعلمون أن البشرية عاشت آلاف السنين دون كهرباء”.
وأضاف أن “هارون الرشيد، وشارلمان، وزنوبيا، وجميع ملوك بيزنطة وفارس، وحتى النعمان بن المنذر لم يكن لديهم كهرباء، وأكثر من ذلك، امرؤ القيس، زهير بن أبي سلمى، جرير، الفرزدق والزير سالم عاشوا من دون كهرباء”.
وقبل حديث أحمد كانت “إذاعة دمشق” الرسمية قد تحدثت عن فوائد الاستحمام بالماء البارد على المدى القريب والبعيد، مدعية أن الاستحمام بالماء البارد أفضل للأشخاص الأصحاء من الماء الساخن والفاتر. ورصدت “القدس العربي” بعض التعليقات التي عبرت عن الاستياء من حديث الصحافي على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتبت إحدى المتفاعلات (تحت اسم ريما) على “فيسبوك”: “إذا لم تستحِ فقل ما شئت، يا حيف ع سوريا لما وصلت لهيك مستوى من الإعلام والثقافة”.
وقال متفاعل آخر، “أحلى شي وقت يغطي المذيع على وزارة الكهرباء، جرير والفرزدق ما كان عندن كهربا، لك والله عيب عليكن تطلبوا كهربا يا هالشعب البطران لشو البطر، ليش الصومال عندا كهربا وهي عندا مجاعة ونحنا ما عنا كهربا سؤال يطرحه مراقبون”.
وحسب الباحث الاقتصادي، أدهم قضيماتي، تُعبر هذه الأحاديث عن مدى عجز النظام السوري عن مواجهة الأزمات التي تعصف بمناطق سيطرته، واستخفافه بعقول السوريين.
ويقول لـ”القدس العربي”: إن عدم قدرة النظام على تأمين الاحتياجات الأساسية للسوريين، يدفع ببعض مؤيديه إلى الاجتراء على أحاديث منفصلة عن الواقع، ومثيرة للسخرية. وعلى النسق ذاته، يرى الباحث والمحلل الاقتصادي، عبد الرحمن أنيس، أن النظام وحكومته بات بحاجة لروايات يقدمها لحاضنته.
وأضاف في حديث لـ “القدس العربي” أن خطاب إعلام النظام الموجه للحاضنة الموالية، يقوم حالياً على ما يشبه فكرة إعطاء المخدر والمسكن للسوريين، الذين باتت غالبيتهم تحت خط الفقر.
وتابع أنيس، بالإشارة إلى تغير شكل الاقتصاد في سوريا، من اقتصاد اجتماعي موجه لخدمة المجتمع، إلى اقتصاد نفعي فئوي، قسّم المجتمع الى شريحة معدومة تصل نسبتها لما فوق الـ90 في المئة، مقابل قلة متبقية تتحكم بالاقتصاد وتعيش ثراءً فاحشاً.
ويضطر السوريون بفعل زيادة ساعات التقنين إلى الاعتماد على وسائل بديلة، مثل ألواح الطاقة الشمسية، والبطاريات، والمولدات، لكن وبسبب الغلاء وضعف القدرة الشرائية، لا تستطيع غالبيتهم شراء هذه الوسائل، خصوصاً أن أسعارها ارتفعت مؤخراً بشكل حادٍ في السوق. وفي وقت سابق، أعلن وزير الكهرباء في حكومة النظام، غسان الزامل، أن كميات الكهرباء التي تحتاجها البلاد هي 7000 ميغاواط، لكن الكميات المنتجة تتراوح بين 2700 و3000 ميغاواط، وهي موزعة ما بين 1000 ميغاواط معفاة من التقنين، ومخصصة للمطاحن ومضخات المياه والمستشفيات، و1700 ميغاواط توزع على المحافظات حسب استهلاك كل محافظة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

    ههههههه وبشارون أسدوف أصدر قرار بوجوب الحمام البارد للعاملين في قطاع الدولة والجيس وقرر شخصيًا يتحمم بالماء البارد تضامنًا مع الشعب!

إشترك في قائمتنا البريدية