حذر وزير الدفاع بيني غانتس هذا الأسبوع، أعضاء كتلته من “دولة يهودية بين الخضيرة والجديرة”؛ فهو يخشى، على حد قوله، من نشوء أغلبية غير يهودية في الجليل والنقب. وتلا غانتس بلاغ واتس فيروسي، تفتخر فيه بالسيطرة على أراض واسعة في الدولة وبسحب البساط من تحت أقدام اليهود. استنتاج غانتس هو زيادة الحوكمة ومساعدة الوسط العربي.
حلوله إيجابية، ولكن من الصعب أن نفهم الصلة بينها وبين تحذيره. وبالنسبة للتحذير نفسه، فهو الآخر غير مفهوم. حتى لو كان صحيحاً أن الملك عبد الله الأول أراد النقب، وحتى لو كان صحيحاً أن هذا كان اقتراح اللورد برنادوت، ففي حينه؛ أي في الأربعينيات المتأخرة وأوائل الخمسينيات، لم يكن هذا تهديداً حقيقياً، فما بالك اليوم. لن يأخذ أحد النقب والجليل من إسرائيل. المشكلة الحقيقية هي الخطر من أقلية يهودية تحكم، بشكل مباشر وغير مباشر، أغلبية فلسطينية. هذا الوضع سيكون على نقيض من الحلم الصهيوني والقيم الديمقراطية الأساس التي تفتخر إسرائيل بها، وعن حق.
يحذر غانتس من دحر إسرائيل إلى حدود قرار التقسيم للأمم المتحدة، لكن الذي يخشى ذلك عليه أن يفعل كل شيء ليصل إلى حدود متفق عليها على أساس حدود 1967، مع تعديلات متبادلة، قبل أن نصبح أقلية غربي نهر الأردن.
شخصياً، أعتقد أن الطريق الأفضل هو تحديد الحدود في إطار كونفدرالية بين دولتين، يمكنها منع إخلاء الإسرائيليين في شرقي الحدود من بيوتهم، ولكني سأبارك كل ما يؤدي إلى حدود بيننا.
أي دولة سيادية، تمنح مساوات لمواطنيها، لا يحق لها أن تستخدم مفاهيم تميز بها الجهد الصهيوني البطولي قبل إقامة الدولة، والعقود الأولى لإسرائيل بالنسبة لـ”تهويد الجليل” أو تهويد مناطق أخرى في البلاد. في نظرة إلى الوراء، كان هذا خليطاً من التمييز وانعدام النجاعة.
أي زعيم صهيوني يريد أن يضمن أغلبية يهودية مستقرة في إسرائيل، إلى جانب ضمان المساواة الكاملة للأقلية العربية الكبيرة في داخلنا، لا يمكنه أن يفعل هذا من خلال الحلول التي يقترحها وزير الدفاع. يجب أن نفرق بين مشكلة الحوكمة التي من الضروري معالجتها، ومن الأفضل مبكراً أكثر، وبين المسألة الديمغرافية التي تحل من خلال نقل مدني من هنا إلى هناك داخل السيادة الإسرائيلية.
كان ينبغي لغانتس أن يكون رأس الحربة في حكومته، كي يحذر من السياسة الصبيانية والخطيرة المتمثلة بالامتناع عن اللقاء مع القيادة الفلسطينية، والامتناع عن كل محاولة للتوصل معها إلى اتفاق. دعوة الرئيس محمود عباس إلى بيته في رأس العين كان فعلاً مهماً لكنه رمزي.
بدلاً من الصراع مع رئيس الوزراء على الحظوة والشكوى على أنه لا يذكره الآن كما ينبغي في خطاباته، من الأفضل لغانتس أن يحاول إقناع بينيت التوقف عن سياسة السهم المرتد في الهرب من الحل السياسي واللقاء مع الزعيم الفلسطيني الملتزم بالسلام.
بقلم: يوسي بيلين
إسرائيل اليوم 19/5/2022