إنتهى ذلك الى بكاء

حجم الخط
0

لم يكن يستطيع حتى من فاتته نتائج الجولة الثانية ألا يراها منعكسة على وجه رئيس الوزراء: فالتجهم كلمة أكثر ليونة من ان تصف وجه نتنياهو حينما اعلن رئيس الكنيست عن اسم الفائز. ويقال في حقه انه لم يحاول حتى ان يزيف، فانهم يقولون انه كان يدير حتى الساعة الرابعة فجرا أمس غرفة عمل بغرض تعويق فوز ريفلين. فمعارضة الزوجين نتنياهو للرئيس القادم واضحة جدا وشفافة جدا بحيث لن يوجد أي داع للتظاهر بغير ذلك.
قبل ذلك بمساء واحد ضحكت سارة نتنياهو مستمتعة حينما قال آتياس في مراسم البركات السبع في عرس ابنة درعي، بلغة مشحوذة وسأل نتنياهو لمن تصوت ولم يسأله من مرشحك. ولم تنجح سارة في ضبط نفسها. ودوى قولها: «يا اريئيل، كنت طيبا دائما». أمس في الكنيست تعزز الرأي السائد وهو ان نتنياهو برغم تأييده لم تكن الورقة التي وضعها في صندوق الاقتراع للمرشح الفائز.
فاز ريفلين أمس فوزا كبيرا لأنه لم يهزم فقط سائر المرشحين بل هزم رئيس الوزراء ورئيس اسرائيل بيتنا، وخصومه في الليكود ومن كانت الى أمس السيدة الاولى وحرص ريفلين في خطبة فوزه على ان يذكر انها لم تعد كذلك، فقد اصبح لاسرائيل منذ الآن سيدة اولى جديدة. ويجوز لنا ان نذكر ان ذلك انتهى الى بكاء مرة اخرى. وقد كسب ريفلين وهو انسان حساس تلك الدموع بصدق بعد حملة انتخابية مرهقة قاسية وبعد جولتي تصويت مرهقتين للاعصاب.
ذكر مسؤولون كبار في الليكود امس ان فوز ريفلين انقذ الليكود، وانقذ الائتلاف الحكومي وانقذ نتنياهو قبل الجميع. ان فوز ريفلين في الحقيقة لا يجعل نتنياهو فائزا، لكن لو خسر ريفلين لكان نتنياهو هو الخاسر الاكبر. فخسارة ريفلين اكثر شيء مخيف يمكن ان يحدث لنتنياهو كما ذكر أمس شخص رفيع المستوى، وما كان ميدان الليكود ليغفر له وما كان وزراؤه ليغفروا له. ولو حدث ذلك لتم تصوير الليكود على انه حزب مختلف في الرأي منقسم ولتم تصوير نتنياهو على انه رئيس حركة ضعيف غير مجد. ولو خسر روبي، يقول ذلك الشخص، لكان ذلك بدء نهاية حكومة نتنياهو. يوجد غير قليل من الاشخاص كسبوا امس لهذا الفوز اولهم الوزير جدعون ساعر الذي واجه رئيس الوزراء بلا خوف وعارض بشدة كل محاولات الغاء مؤسسة الرئاسة أو تأجيل الانتخابات وكان أول من اعلن تاييده لريفلين. وكذلك ايضا حاييم كاتس الذي ادار مقر عمل ريفلين، ونفتالي بينيت الذي اضطر اعلانه تأييد ريفلين، نتنياهو الى اصدار اعلان تأييده.
لكن ينبغي ألا نخطيء فالحريديون هم الذين جلبوا الفوز لريفلين في الجولة الثانية وهم الذين انتقلوا بعد الجولة الاولى الى تأييد ريفلين. فقد تذكر الحريديون في الساعة بين نتائج الجولة الاولى والتصويت في الجولة الثانية ان عندهم صدودا اساسيا عن مئير شتريت، وقد عبروا عن هذا الصدود في حكومة شارون الاولى حينما اعترضوا على انتخاب شتريت وزيرا للتربية. وها هم الان يضطرون الى ان يبتوا امر أي الشيئين اكثر تأثيرا فيهم: هل عدم تدينه أم اصله الطائفي. وبعبارة اخرى هل يصوت لشتريت لأنه شرقي أم لا يصوت له لأنه غير متدين.
في ذلك الوقت كان زئيف الكين يجلس الى ثلاثة من اعضاء الكنيست من «ديغل هتوراة» ويحاول اقناعهم بالتصويت لريفلين، وهذا حزب لا يحب الخسارة وكان من السهل اقناعهم بأن التصويت لشتريت يعني الخسارة. وجرت ايضا مكالمات هاتفية مع اعضاء من الليكود لم يصوتوا لريفلين في الجولة الاولى واضطروا الآن الى مواجهة احتمال ان يكون فوز شتريت معناه الزيادة في قوة محور هرتسوغ – لفني – لبيد، وزيادة قوة لفني في داخل حركتها.
كل ذلك افضى الى التحول – الثاني في ذلك اليوم – واعاد اصواتا الى ريفلين. وتوجد رسالة لما حدث امس في الكنيست وللتحولين اللذين حدثا بفرق ساعة واحدة وعصفا بالكنيست وهي انه برغم فرح لفني لانها نجحت في ان تنقل مرشحا من حزبها مسافة بعيدة جدا، وبرغم الرضى في احزاب المعارضة التي تعاونت لاول مرة – اثبت الحريديون مرة اخرى انهم حينما يتحدون يكونون قوة قوية مؤثرة. واثبتوا مرة اخرى انه لا يمكن الاعتماد عليهم. اذا كان هرتسوغ يعتقد ان الحريديين سيعاقبون نتنياهو في المرة القادمة وانهم سيؤيدون مرشحا من اليسار، فينبغي ان يفكر مرة اخرى. وقد نقل الحريديون امس رسالة الى الليكود تقول ان السير مع الحريديين مجدي عليه.
لكنهم نجحوا ايضا في نقل رسالة مهمة الى اليسار وهي انه يجدر بهم ان يفكروا مرة اخرى في حلف مع الحريديين.

اسرائيل اليوم 11/6/2014

سيما كدمون

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية