العملية الإجرامية التي جرت في الخضيرة بإلهام من “داعش” لم تغط على قمة النقب فحسب، بل شددت على الارتباط بين مشاركيها. فلئن كان هناك شيء مشترك بين إسرائيل ووزراء خارجية الدول العربية الأربعة، فهو معارضة التطرف الإسلامي السني، الذي يتمثل في صورة “داعش”، وللتطرف الشيعي المتمثل في وكلاء إيران.
إن التنديد بعملية الخضيرة، الذي أطلقه وزراء خارجية مصر والمغرب والإمارات والبحرين، لم يأتِ كضريبة لفظية. مئات عديدة من الضباط والجنود والمواطنين المصريين ضحوا بحياتهم في أعقاب عمليات فرع “داعش” في سيناء، الذي عمل أيضاً في الأردن وفي دول عربية أخرى. وذلك في الوقت الذي يعمل فيه الإرهاب الشيعي على إسقاط نظام البحرين، وتعلن دول الخليج عن حزب الله كتنظيم إرهابي.
“داعش”، الذي هزمه تحالف دولي عظيم، هو اليوم في تراجع، لكن الأيديولوجيا التي اتخذها لم تمت، بل تنجح في خلق عمليات في أرجاء العالم بين الحين والآخر. والادعاء بأن ما جرى في بئر السبع والخضيرة شاهد على وجود عشرات خلايا “داعش” غافية في إسرائيل، وتستيقظ الآن للعمل، يبدو أنه ادعاء مبالغ فيه. فالحديث يدور عن بضع مئات من الأشخاص في أقصى الأحوال، ممن لا يحظون بتأييد في أوساط الجمهور الغفير لعرب إسرائيل.
ليس في هذا ما يلغي الحاجة إلى استعداد مناسب ورفع يقظة قوات الأمن لإحباط عمليات في “المناطق” [الضفة الغربية] وفي داخل الخط الأخضر، على خلفية التوتر القائم على أي حل مع اقتراب شهر رمضان. ولكن لا شك في شيء واحد: ما جلب وزراء خارجية عرب إلى “سديه بوكر” هو الإدراك بأن الإرهاب الشيعي بقيادة إيران أخطر بأضعاف من الإرهاب الـ”داعشي” وحتى من استمرار النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. أموال النفط التي ستضخ لإيران بعد التوقيع على الاتفاق النووي ستسرع مشروع الصواريخ الباليستية التي ستحمل رأساً نووياً متفجراً. والإزالة المخطط لها للحرس الثوري عن قائمة منظمات الإرهاب ستساعد إيران على تصعيد نشاطها التآمري في أرجاء الشرق الأوسط.
صحيح أن الولايات المتحدة كانت القوة المحركة من خلف التوقيع على اتفاقات إبراهيم، لكن كل الدول الموقعة عليها، والتي جاء ممثلوها إلى النقب، ترى الآن واشنطن في حالة ضعف بعد أن عمد الرئيس أوباما، الذي تجلد على الغزو الروسي للقرم، على التموضع العسكري في سوريا، واستخدام الأسد للسلاح الكيماوي ضد المدنيين، وبدا الرئيس بايدن اليوم كمن بث حماسة زائدة للتوقيع على اتفاق سيئ مع إيران وزاد التهديد على أمن إسرائيل ودول الخليج.
الدول المعتدلة التي جاءت إلى “سديه بوكر” – وكذا السعودية التي باركت القمة – ترى في إسرائيل، حقاً أم خطأ، الجهة الوحيدة القادرة والمستعدة للوقوف في وجه التهديد الإيراني. كما أن السعوديين يتوقعون من إسرائيل، بفضل علاقاتها مع الإدارة الأمريكية، أن تحاول التوسط والمساعدة في تحسين العلاقات العكرة بين الرياض وواشنطن.
لا شك أن قمة النقب تشكل تغييراً دراماتيكياً في خريطة مصالح الشرق الأوسط وفي مسيرة انخراط إسرائيل في المنطقة. صحيح أنه لم تتخذ قرارات هناك، ولكن ثمة كلمات لم يسبق أن قيلت في الماضي. فقد أعرب وزير خارجية الإمارات عن حزنه على أن بلاده لم تقم سلاماً مع إسرائيل قبل 43 سنة، عقب مصر، وقال نظيره المغربي إن السلام بيننا ليس خطوة مؤقتة بل انعطافة حقيقية. في أيام قاسية من التوتر وعمليات بإلهام من “داعش”، تبدو هذه الأقوال بحد ذاتها سبباً وجيهاً للتفاؤل.
بقلم: عوديد غرانوت
إسرائيل اليوم 29/3/2022
اللهم انصر اخواننا في فلسطين واكسر اللهم شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا قولوا آمين يارب العالمين
اللهم انصر إخواننا الفلسطينيين ، وفك أسر المحتجزين في تندوف ليلتحقوا بوطنهم المغرب.
وعلية يجب على الفلسطيني حكومة وشعب أن يعرف انه من بعد هزيمة ٦٧ لا يوجد أي نظام عربي مع تحرير فلسطين
و العمليات الإرهابية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ألا تستحق الرد و التنديد