لندن-“القدس العربي”- من إبراهيم درويش:
علق الكاتب في صحيفة “إندبندنت” باتريك كوكبيرن على النظام الصاروخي الذي حصلت عليه سوريا من حليفتها روسيا بالقول إن وصول نظام أس-300 أرض-جو يعد تطورا سيغير ميزان القوى في الأجواء السورية وساحات المعارك.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو للرئيس فلاديمير بوتين إن “المهمة انتهت قبل يوم”. وأضاف الكاتب ان قرار تسليم سوريا النظام الصاروخي تبع سقوط طائرة استطلاع روسية من نوع إليوشين ومقتل 15 جنديا كانوا على متنها في 17 إيلول (سبتمبر) والذي حملت موسكو إسرائيل مسؤوليته الكاملة مع أن الصاروخ أطلقه النظام السوري.
ويواصل كوكبيرن القول إن النيران الصديقة التي أدت لسقوط الطائرة ليست مثيرة للدهشة خاصة أن مقاتلات دول قوية-روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة-تحلق إلى جانب بعضها البعض في الأجواء السورية، بالإضافة للطيران التركي والطائرات السورية ولكل هذا فمن المتوقع أن تحصل أخطاء ما. وعبرت إسرائيل عن الأسف بسبب مقتل الجنود الروس ولكنها في الوقت نفسه قلقة من وصول النظام الصاروخي الجديد أس- 300 والذي سيعرض طائراتها للخطر وهي تقوم بغارات ضد أهداف إيرانية في سوريا. خاصة أن النظام الصاروخي الجديد لديه القدرة على تتبع عدد من الأهداف من على بعد مئات الأميال. وتقول الشركة المصنعة للنظام وهي ألماز- انتي أن النظام قادر على اعتراض صواريخ كروز والباليستية أيضا. وحاولت إسرائيل منع وصول النظام إلى إيران وسوريا. ولكن طهران استطاعت في عام 2007 شراءه ولكنها لم تتسلمه إلا في عام 2016. وعلق نفتالي بينت الوزير في حكومة بنيامين نتنياهو “لم نغير موقفنا الاستراتيجي من إيران” و “لن نسمح لإيران أن تفتح جبهة ثالثة ضدنا وسنتخذ الإجراءات الضرورية”. ومع ذلك استطاع بوتين الحفاظ على علاقات جيدة ودرجة من التنسيق مع تركيا وإسرائيل وسوريا رغم ما بينها من نزاع. إلا أن العلاقة توترت مع إسرائيل بعد حادث 17 إيلول (سبتمبر) حيث اتهمت موسكو المقاتلة الإسرائيلية أف-16 باتخاذ الطائرة الروسية غطاء فوق اللاذقية من أجل القيام بهجوم. ويشير كوكبيرن أن وصول النظام الجديد يضع العمليات العسكرية الإسرائيلية في المستقبل على المحك. وفي الوقت الذي تنبع فيه القوة العسكرية الأمريكية من قوتها المدمرة في شمال-شرق سوريا وفي العراق ومن مقاتلاتها القادرة على شن غارات حسبما تريد. ولكنها وإن نجحت في الحملة ضد تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق إلا ان النظام الجديد سيضع أمامها تحديات. ورغم ان الولايات لم تؤكد وصول النظام إلا أن وزارة الدفاع الروسية نشرت شريط فيديو لراجمة صواريخ ورادار وعربة قيادة وتحكم، تم إفراغها من شاحنات. وستساهم روسيا بتجديد الدفاعات الألكترونية السورية أيضا. وتأمل سوريا أن يحد النظام الجديد من حرية حركة إسرائيل على القيام بهجمات على أراضيها. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد “إن إسرائيل التي اعتادت على القيام بهجمات تحت عدة ذرائع ستفكر قبل أن تقوم بهجوم”. ويعتقد كوكبيرن ان النظام الصاروخي سيجعل إسرائيل واعية على الأقل وأن الموافقة الروسية أمر مفروغ منه، في الغارات التي تقوم بها في إيران في سوريا. بل ونشرت روسيا نظاما صاروخيا أكثر تقدما في قواعدها وهو أس-400. وتعطي إسرائيل عادة تحذيرا مقدما للروس حالة كانت الغارة ستتم في مواقع قريبة من القوات الروسية وهو ما سمح لها بشن حوالي 200 غارة منذ بداية عام 2017. واشتكت روسيا أن التحذير الذي تلقته من إسرائيل بشأن طائراتها تم قبل دقيقة من ضربها. وهي مدة غير كافية لإعلام السوريين بما يجري. وهناك سبب لقصر المدة هو الخوف من تحذير الروس والسوريين الحليف الإيراني عن الهجوم، ولهذا تكون المدة ما بين التحذير والهجوم قصيرة جدا. ويرى كوكبيرن ان إسقاط الطائرة الروسية ونشر نظام أس-300 هو إشارة عن تغير ميزان القوة لصالح الحكومة السورية. وبنهاية عام 2016 استعاد نظام بشار الأسد على أهم معقل للمعارضة في حلب الشرقية والغوطة الشرقية ودرعا بشكل لم يعد بيدها سوى محافظة إدلب. ويمكنه الآن التركيز على دفع الغارات الإسرائيلية. وتواصل الولايات المتحدة وإسرائيل الحديث عن بناء قوة ضد التأثير الإيراني إما مباشرة أو من خلال قوى وكيلة في سوريا والعراق ولبنان. ولكن التأثير الإيراني زاد في العراق وسوريا عام 2015 عندما كانت حكومتي البلدين بحاجة لدعم خارجي. ولن تتوقف الغارات الإسرائيلية لكنها ستصبح عرضة للخطر.