إندبندنت: لا أخبار وزيارات للجين الهذلول وعائلتها قلقة على حياتها

إبراهيم درويش
حجم الخط
3

لندن – “القدس العربي”: نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريرا قالت فيه إن شقيقة الناشطة السعودية لجين الهذلول المعتقلة تخشى من تعرضها للتعذيب. وفي تقرير أعدته مايا أوبنهايم قالت فيه لينا: “أفكر بها طوال الوقت، ويؤثر هذا على كل حياتي، وأعاني من كوابيس وأخبار عن وفاتها أو الإفراج عنها وأنها في وضع سيئ، وعلمت عن معتقلين أفرج عنهم وماتوا بعد أسابيع بين عائلاتهم”.
وكانت الناشطة السعودية التي طالبت بحق المرأة السعودية في قيادة السيارة واعتقلت عدة مرات سابقا، واحدة من بين ناشطات اعتقلن في أيار/مايو 2018 وقبل شهر من السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة. وأصبحت لجين الهذلول المرشحة لجائزة نوبل للسلام 31 عاما الشهر الماضي.
وفي تصريحات لـ”إندبندنت” قالت لينا الهذلول التي تعيش في بروكسل إن عائلتها لم تسمع عن شقيقتها منذ 61 يوما. وأثارت لينا، 25 عاما، القلق حول الظروف التي تعيشها وأنها قد تكون عذبت مشيرة إلى أن آخر مرة انقطعت فيها أخبارها عام 2018 كانت تتعرض للتعذيب. وقالت لينا: “نحن قلقون لأن توقف المكالمات والزيارات لها منذ شهرين يثير الشكوك. والشيء الوحيد الذي يدفعهم على إخفائها هو تعرضها للتعذيب. وعندما عذبت في الماضي لم يسمح بزيارتها، ولهذا السبب لدينا الحق الشرعي للتفكير أنها قد تكون تحت التعذيب الآن”. وأضافت: “كانت في سجن غير رسمي عندما اعتقلت. وحضر سعود القحطاني، مستشار محمد بن سلمان واحدة من جلسات التعذيب، وتم التحرش بها جنسيا وهددها بالاغتصاب وقتلها، خلال الفترة التي قضتها في السجن. وتعرضت للتعذيب من خلال الإيهام بالغرق وجلدت وضربت وأجبرت على تناول الطعام في شهر رمضان”.
وتقول لينا: “كل شخص يقابل لجين يحبها، فهي تلقائية ومرحة. ولا تقوم بالحكم على الناس، فهي صادقة وشخص حقيقي. وتضحي بنفسها من أجل من حولها. وكل شيء يجعلني أفكر بلجين. وهذا يقتلني كل يوم. وأحدث نفسي دائما أن لجين كانت ستعمل كل ما أعمله وأكثر من أجل إنقاذي. ويجب أن أظل صامدة حتى يتم الإفراج عنها”.

منذ 29 آذار/مارس منعت لجين التي يسمح لها بناء على القانون السعودي الاتصال مع أشقائها وشقيقتها في الخارج من الحديث معهم.

وأضافت أن السلطات السعودية أوقفت محاكمة شقيقتها والزيارات إليها بسبب انتشار فيروس كورونا. ومنذ 29 آذار/مارس منعت لجين التي يسمح لها بناء على القانون السعودي الاتصال مع أشقائها وشقيقتها في الخارج من الحديث معهم. ولا يسمح لها إلا بالاتصال والزيارة من والديها المقيمين في السعودية. وقالت لينا إن والديها يحاولان التواصل مع السلطات ولكن بدون نتيجة، مضيفة أن هناك “صمتا مطبقا” رغم اتصالهما بسجن الحائر الذي نقلت إليه في شهر شباط/فبراير. وأضافت: “لا يخبرونك لماذا لم تتصل، ولا يطمئنوك إن كانت في حالة جيدة. ويعرف السجن بانتهاكات حقوق الإنسان فيه ويختفي الناس فيه. ولديهم قوانينهم هناك. ومن الصعب الحصول على معلومات دقيقة عن السجن”. وتقول إن “الشيء الذي يبدو أن السعودية تفهمه هو إن لم تكن هناك أخبار عن السجناء فسينساهم الناس. وهذا أمر متعب لنا المطالبة بالإفراج عنها والدفاع عنها عندما لا يكون هناك جديد واختفت”.

لينا الهذلول تحث الحكومة البريطانية على المطالبة بالإفراج عن شقيقتها وإجبار السلطات السعودية للسماح لها بالاتصال بعائلتها وإطلاعهم على مكان سجنها وحالتها الجسدية والعقلية.

وقالت لينا إن المرة الوحيدة التي تحدثت فيها لجين عما قاسته من تعذيب كانت خلال زيارة لوالديها لها، مضيفة أن شقيقتها لا تستطيع الحديث بشكل مفتوح عن تجاربها على الهاتف وإلا منعت من الاتصال. وقالت إن المرة الأولى التي شاهد فيها والديها لجين بعد التعذيب في عام 2018 لم “يتعرفا عليها” وشاهدا “من عينيها” بأنها تعرضت “لصدمة” ولاحظوا الكدمات والعلامات الحمراء على جسدها. وحثت لينا الهذلول الحكومة البريطانية على المطالبة بالإفراج عن شقيقتها و”الحد الأدنى” إجبار السلطات السعودية للسماح لها بالاتصال بعائلتها وإطلاعهم على مكان سجنها وحالتها الجسدية والعقلية.

استمرار اعتقال لجين الهذلول هو لطخة في ضمير العالم.

وشجبت لوسي ري، المتحدثة باسم المنظمة الحقوقية “غرانت ليبرتي”، التعتيم على الناشطة التي كان ذنبها الوحيد هو المطالبة بحقوق تعتبر “في الغرب حالة عادية”، وأضافت: “استمرار اعتقالها هو لطخة في ضمير العالم- وهي ليست وحيدة. وفي غرانت ليبرتي نقوم بالدفاع عن 150 ناشطا في حقوق الإنسان سجنوا في السعودية” و”تعرض الكثير منهم للتعذيب والتحرش الجنسي ومنعوا من الاتصال مع عائلاتهم. وحان الوقت لكي تتعامل حكومات العالم -بما فيها بريطانيا- مع حقوق الإنسان بجدية ومطالبة السعودية بوقف معاملتها البربرية لهؤلاء السجناء والمطالبة بالإفراج عن لجين”. وأخبرت الناشطة المتخرجة من جامعة بريتش كولومبيا والديها في السابق أنها تعرضت للتعذيب والضرب وأسلوب الإيهام بالغرق وهددت بالاغتصاب والقتل وهي بالسجن. وقال شقيقها في شباط/فبراير العام الماضي إن والديه “شاهدا يديها وهي ترتجف، وشاهدا آثار التعذيب والحروق والكدمات على رجليها”. وأضاف: “وضع واحد من المحققين رجله على رجلي شقيقتي مثلما تضع قدميك على الطاولة. وكان يدخن وينفث الدخان في وجهها”.

وقالت منظمات حقوق الإنسان إن لجين عانت من السجن الانفرادي والضرب والصدمات الكهربائية والتحرش الجنسي. وتنتظر المحاكمة بتهمة التواصل مع كيانات أجنبية معادية للسعودية وكذا جمع المعلومات من موظفي الحكومة وتقديم الدعم المالي لمؤسسات في الخارج معادية للمملكة. ونفى المسؤولون السعوديون اتهامات التعذيب وقالوا إنهم يحققون في مزاعم سوء معاملة. وزعم المسؤولون السعوديون أن الناشطين هم تهديد على الأمن القومي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن ماء الغربة:

    ليكن الله مع لجين وكل المساجين المظلومين في سجون الطغاة.

  2. يقول ابن كسيلة:

    من سوء حضها انها ولدت هناك……تصوروا لو ولدت في سويسرا مثلا……كم كانت ستكون سعيدة

  3. يقول زهور من المغرب.:

    لا حول ولا قوة الا بالله، لا أصدق أن هذا يحصل في بلد الحرمين، كل هذا التعذيب و الظلم لهذه الشابة الرقيقة شي لا يحتمل، اللهم فك اسرها و نجها من الطغاة و انتقم منهم شر انتقام.

إشترك في قائمتنا البريدية