إيران تعاملت مع زيارة أمير الكويت بتصريحات متناقضة

حجم الخط
2

الكويت ـ « القدس العربي»: عاد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى العاصمة الكويت ظهر أمس « الإثنين « إلى الكويت بعد زيارة رسمية لإيران استمرت يومين وقد حظيت زيارة أمير الكويت التي بدأت يوم أمس الأول «الأحد « لإيران باهتمام غير مسبوق على مختلف المستويات والأصعدة محليا وخليجيا وعربيا وإقليميا وعالميا نتيجة للاحداث المتسارعة التي تعيشها المنطقة وازدياد هوّة الخلاف بين دول الخليج حول القضايا الإقليمية وخاصة الحرب السورية التي أصبحت شلال دم لا يتوقف والأزمة البحرينية التي ما زالت متواصلة في قلب دول الخليج والتوتر الحاصل في لبنان بين تياراته المختلفة والفراغ الرئاسي الذي تعيشه عوضا عن الملف النووي الذي تتحفظ عليه دول المنطقة. وتحدثت مصادر عن وجود وفدين إماراتي وقطري أقل تمثيلا لتوقيع إتفاقيات إقتصادية ثنائية بينهما ويرى المراقبون والمحللون أن ذلك ربما يعكس حالة من التوافق السياسي الجديد بين دول الخليج وإيران لم تظهر ملامحه كاملة بعد.
والتقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد والوفد المرافق له في اليوم الثاني أمس «الإثنين» من زيارته المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي بحضور الرئيس الإيراني حسن روحاني في العاصمة طهران وكان لقاء مفتوحاً تبادل الطرفان خلاله الاحاديث الودية لتعزيز مسيرة التعاون بينهما في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة .
ونقلت خدمة الكوت الإخبارية « شيعية « أن الامير في لقاء الخامنئي قال بأن الامام الخامنئي يعتبر هاديا و مرشدا لكل المنطقة والكويت جاهزة لتطوير العلاقات مع ايران متمنياً حل الازمة السورية بالرجوع الى الشعب السوري ووجوب حل هذه الأزمة عن طريق السبل السلمية
فيما أكد خامنئي على حرص إيران على وجود علاقات طبيعية وأن ذلك سيعود بالنفع واستتباب الأمن للدول المطلة على الخليج مشيراً إلى أن التقارب بين دول المنطقة مفيد وأن التباعد سيكون بمصلحة العدو وتطرق إلى أن تعزيز العلاقات بين الكويت والعراق سيكون من صالح المنطقة ومستذكرا أن إيران دائما دعمت الكويت في المواقف الحساسة وتثمن المواقف الحكيمة التي تتخذها الكويت تجاه القضايا المشتركة.
وأكد وزير الخارجية صباح خالد الصباح في أول تصريح رسمي عقب الزيارة ان نتائج الأمير زيارة الشيخ صباح الاحمد الصباح الى ايران بناءة وستعود بالنفع على البلدين والمنطقة.
وقال الخالد الذي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان ايران لها تواجد في المنطقة ويهمنا ان تكون هناك علاقات طبيعية بين ايران ودول المنطقة مؤكدا حرص الكويت على التواصل مع طهران للوصول الى تفاهم حول كافة القضايا التي تهم الاقليم والمنطقة نظرا لانها تعد ركيزة من ركائز الامن والاستقرار في المنطقة.
وكان اليوم الأول من الزيارة قد شهد فور وصول الشيخ صباح الأحمد إلى قصر الرئاسة واستقبال الرئيس الإيراني روحاني له محادثات ثنائية نتج عنها توقيع 6 إتفاقيات مشتركة في مجالات النقل الجوي والتعاون الأمني والشؤون الجمركية ومذكرات تفاهم في السياحة والشباب والرياضة وحماية البيئة .
وقال وزير النفط ووزير اللدولة لشؤون مجلس الامة علي العمير أن المباحثات بين امير الكوييت والرئيس الجانبي قد تناولت قضايا اخرى على هامش توقيع الإتفاقيات الستة الرسمية بمجالات متعددة اخرى أهمها مجالي النفط والغاز.
وتوقع المحللون السياسيون أن يكون اليوم الثاني للزيارة أمس « الأثنين « منصباً على القضايا الإقليمية في محاولة لتقريب وجهات النظر المتفاوتة ما بين مواقف دول الخليج وإيران حولها وعرقلتها الوصول لحل حول تلك الأزمات وخاصة في سوريا والبحرين ولبنان .
واتجهت بعض الآراء السياسية إلى أن الكويت بدأت تلعب دور البديل عن سلطنة عمان التي ترتبط بعلاقات جيدة مع إيران لتنقية الاجواء مع دول الخليج لا سيما السعودية معتمدة بذلك على خبرة امير الكويت الديبلوماسية التي يمتلكها كوزير خارجية سابق لما يقارب 50 عاما وان هذه الخطوة تأتي بعد الخطوة التي تقدمت بها السعودية بدعوة إيران للحوار والتفاوض لتقريب وجهات النظر بالرغم من تصريح زير الخارجية الإيراني محمد جواد نظيف بأنه لن يلبي الدعوة لزيارة السعودية في إجتماع منظمة التعاون الإسلامي وذلك لإرتباطه بالمباحثات النووية مع الدول الكبرى التي ستقام بالوقت نفسه .
وبالرغم من تصريح نظيف إلا ان سفير إيران بدولة الكويت علي عنايتي أكد على عزم وزير الخارجية محمد نظيف على زيارة السعودية « والسماع منهم مباشرة بدلا من السماع من الوسطاء وأن يد إيران ممدودة للجميع ويد واحدة لا تصفق « على حد قوله خلال مقابلة أجراها مع تلفزيون الراي في الكويت .
ويرى البعض ان تلك التصريحات هي الطريقة التي تتبعها إيران دائما في سياساتها الخارجية بشد الحبل من جانب وإرخائه من الجانب الآخر مؤكدين ان مثل هذه التصريحات تحتاج إلى إثباتات عملية لإضفاء حسن النية والجدية في التعامل الديبلوماسي تجاه القضايا الإقليمية ومواقف دول الخليج وإيران تجاهها والتي ثؤثر بشكل مباشر على سير الاحداث بها.
وألقى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبدالله الشايجي مجموعة من الأسئلة باسم الشارع الكويتي حول استقبال وزير الخارجية الإيراني نظيف لأمير الكويت في المطار بدلا عن الرئيس روحاني وعن عدم نقل التلفزيون الرسمي الإيراني والتلفزيونات الخاصة لمراسيم الزيارة وتوقيع الإتفاقيات وكذلك تصريح وزير الخارجية الإيرانية مع بداية الزيارة على عدم قدرته زيارة السعودية على هامش مؤتمر دول منظمة التعاون الإسلامي بالرياض على الرغم من ان هذه الزيارة هي اختبار على حسن نوايا إيران تجاه المنطقة وقضاياها خاصة ان امير الكويت الشيخ صباح الاحمد يتحدث بلسان دولة الكويت ودول الخليج والدول العربية لرئاسته الحالية للقمة العربية.
وعلى المستوى الشعبي أطلق المغردون الكويتيون تزامنا مع زيارة امير الكويت لطهران هاشتاغ على موقع التواصل الإجتماعي « أين حسين الفضالة « وهو مواطن كويتي تم إعتقاله من قبل الجانب الإيراني في العام 2008 في البحر خلال رحلة صيد لتجاوزه المياه الإقليمية في الخليج العربي وما زال مصيره مجهولا هناك إلى يومنا هذا .

أحمد الخليفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد علي الجزائر:

    خطوة حسنة من الكويت لقد ادركت انه لابد من استقطاب ايران وربحها الى صفها خير من العداء و ان اللعبة اعقد مما يتخيله البعض لكن هذه الخطوة جاءت متاخرة رغم علمهم بانه لن ينفعهم احد في صراعاتهم ةلا امريكا التي تلعب تحت الطاولة مع ايران
    و مع ذلك اقول الحذر ثم الحذر

  2. يقول محمد جاسم:

    لم يأتوا بجديد. هم دائما على هذا المنوال

إشترك في قائمتنا البريدية