قدّمت تصريحات قديمة لوزير الخارجية الإيراني أحمد ظريف يشتكي فيها من علاقة التبعية بين السياسة الخارجية الإيرانية والقيادة العسكرية متمثلة في الجنرال قاسم سليماني إضاءة كاشفة للعلاقة التي تربط بين المؤسسة العسكرية، وخصوصا «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، وزعيمها الذي اغتالته القوات الأمريكية في مطلع عام 2020، مع المؤسسات السياسية.
وإذا كان الحديث قد تركّز على السياسة الخارجية الإيرانية، فمن المؤكد أن التسلّط الذي تمارسه المؤسسات العسكرية ينسحب أيضا على الوزارات الأخرى، بل ينعكس على مؤسسة الرئاسة الإيرانية نفسها، ولعلّ التصريحات المهددة بالمحاكمة والعقوبة التي يقوم بها بعض النواب في البرلمان الإيراني ضد الرئيس محمد روحاني أو ظريف ليست غير صدى لهذه العلاقة التي يقود فيها العسكر الساسة من وراء الكواليس.
تعكس الحادثة الأخيرة بوضوح هذه المسألة حيث لا يستطيع وزير الخارجية التعبير بشفافية عن آرائه في إدارة السياسة الخارجية التي يفترض أن يقودها، ويضطر لقولها في جلسات خاصّة، ثم يضطر للاعتذار عنها حين تعلن على الملأ، كما لو كان الكشف عن الاحتجاج على الاستيلاء على مسؤوليات الوزير هو الخطأ وليس اختلال العلاقة بين المؤسستين العسكرية والسياسية.
لم يفعل الحديث المسرّب سوى تأكيد طبيعة الأخطاء السياسية المكلفة لإيران الناتجة عن استيلاء العسكر على قرار الساسة، كما حصل عند إسقاط الطائرة الأوكرانية، والتي يمكن اعتبارها أيضا من ذيول حادثة مقتل قاسم سليماني، حيث أسقط الحرس الثوري هذه الطائرة بعد خمسة أيام من مقتل الجنرال الشهير بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار الإمام الخميني في طهران مما أدى إلى مقتل 176 راكبا، وبعد منع القيادات العسكرية للقيادة السياسية من إعلان الحقيقة، ثم اضطر الحرس الثوري بعد خمسة أيام أخرى من إعلان إسقاطها لظنها صاروخ كروز أمريكيا، وهو ما وصفه الرئيس روحاني بـ«الخطأ الذي لا يغتفر».
يرى «مركز الدراسات الدبلوماسية الإيرانية» وهو مركز أبحاث مقرب من الخارجية الإيرانية أنه بعد أربعين عاما من الدبلوماسية الخارجية الإيرانية «هناك معارضة كبيرة من قبل الأمتين الإسلامية والعربية لسياسات طهران في المنطقة» والسبب الرئيسي، كما يراه المركز، هو «التوجه المذهبي للسياسة الخارجية الإيرانية وبعض القرارات العسكرية والأمنية التي تبنتها إيران» مما أدى إلى «مواجهة غالبية المجتمع العربي والإسلامي لسياسات النظام الإيراني في المنطقة».
لقد كسبت إيران نفوذا إقليميا كبيرا لكنّها خسرت نفوذها الشعبي في البلدان العربية والإسلامية لأنها قامت بتحويل رأسمالها الرمزي كثورة ضد الشاه والامبريالية الأمريكية إلى رافعة للنزاعات الطائفية الفظيعة التي ساهمت في كوارث اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وبدلا من تعميق الخطّ الديمقراطي للنظام حوّلت إيران إلى موقع للثورة المضادة يساند أنظمة الاستبداد والفساد بحيث تحوّلت المنظومات والميليشيات المحسوبة عليها إلى عدوّ للحراكات الشعبية داخل إيران وخارجها، وخزّان للقتل والفساد والطائفية.
التوسع الإيراني غربا كان على حساب شعوب كل من العراق وسوريا ولبنان.
لم تتجرأ إيران أن تتوسع شرقا فالصين لها بالمرصاد.
كل من تسبب في إشعال الحرائق في المنطقة سيحترق بنيرانها. خاصة ان الضحايا أغلبهم مسلمون موحدون. الحقيقة ان السنة اغلبية ولن تستطيع إيران تركيعهم ولم تحالفت مع قوى عالمية أخرى كالصين والهند.
اتمنى ان تتعلم إيران من الحرب السورية لتعلم انه لولا امريكا وروسيا لما استطاعت ان تبقى في سوريا يوما واحدًا.
المنطقة لا تحتاج إلى الحروب اللامنتهية. بل عقلاء من كل الأطراف لترتاح الشعوب من ويلات الحروب بإسم الدين. مرت 1400 سنة على الفتنة الكبرى ومازلنا نخوض الحروب وتسال الدماء لتلك الحادثة.
حقا أن مقولة الدين أفيون الشعوب هو سلاح الأنظمة القمعية.
WEll SAid , AHMED.
تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
إيران بفضل الأنظمة التخلف والاستبداد ،كذالك بفضل أمريكا الإرهابية، والكيان الإرهابي، كل هذا كان سببا،لنفوذها في المنطقة، ولكنها لم تنجح على مستوى الشعبي، ولكن هل آن الأوان لإيران المتوهمة أن تعيد حساباتها الطائفية،
نعم أتفق مع إيران في مساعدتها للمقاومة في فلسطين، وفي لبنان، وشكرا
*على ساسة (إيران) تغيير عدوانية دولتهم
نحو العالم العربي ويحل التفاهم بدل
التناحر ليعم السلام المنطقة بأسرها.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
لا حول ولا قوة الا بالله
“إيران: خسائر قيادة العسكر للسياسة” … كلام صحيح ١٠٠% , حتى إسألوا مصر أين كنتِ قبل عام ١٩٥٢, وأين أصبحتِ الآن?!!
.
إنا لله وإنا إليه راجعون … كانت بلدى مصر جميلة وعزيزة ومتألقة ورائدة وغنية (جداً), منهم لله من دمروها وقزموها وأهانوها وبهدلوها وباعوها وأمرضوها ونهبوها وأفقروها “أوى أوى”!!! … ألا لعنة الله على الظالمين
اولا:المؤسسة الحاكمة في ايران متعددة الاطراف ومن يرسم سياستها الخارجية والداخلية هو قرار جمعي ولكن حين يكون هناك خلاف فان المرشد يحسم الخلاف
ثانيا:انه ليس قرار عسكر كما استنتج في هذا المقال الخاطئ (الذي يريد ان يقول بان العسكر من يدير دفة البلد – هذ النغمة لطالما سمعناها في اوساط الاسلام السياسي والاخوني المعاصر)
ثالثا: المقال اقحم الطائفية في الموضوع ولكن من منظور دافع طائفي من الجانب الاخر
رابعا: التراجع عن الخطأ ليس منقصة او عيبا بل وعيا وتأكيدا للشخصية الانسانية والأيمانية في اصالتها وفعاليتها وحضورها المتعدد الجوانب