تبدأ الثلاثاء في طهران محاكمة المحامي القديم صالح نكبخت، محامي عائلة مهسا أميني، الشابة التي عثر عليها ميتة في غرفة “الإصلاح” لشرطة الآداب في إيران. وكان المدعي العام في المحاكمة أعلن أن نكبخت سيتهم بالتشهير بأجهزة النظام الإيراني وحث أبناء عائلة أميني على ملاحقة كبار مسؤولي الحكم من خلال مقابلات للصحافية المحلية والأجنبية. ليس واضحاً حتى اليوم متى بالضبط توفيت أميني – حين تلقت الضربات في محطة الاعتقال أم في المستشفى الذي نقلت إليه على عجل وهي مربوطة بالأنابيب، وليس واضحاً إذا كانت على قيد الحياة.
أكثر من 500 مواطن إيراني لاقوا حتفهم في غضون أقل من سنة في المظاهرات واعتقال 20 ألفاً. الآن، مع حلول يوم ذكرى السنة لوفاة أميني في 16 أيلول، يستعد الطرفان: الشبان يخططون لمظاهرات، وقوات الأمن تتدرب على مناورات الصد. غير أن هذه المرة، بسبب عيون الولايات المتحدة وأوروبا وكذا دول في العالم العربي، سيستخدم الإيرانيون تكتيكاً جديداً ويضغطون على الطلاب ألا يخرجوا إلى الشوارع. كتب تحذير أرسل على “الواتساب” مع تهديد صريح بالاعتقال، والأهالي يتلقون توجهاً رسمياً من وزارة الاستخبارات الإيرانية لاحتجاز الشبان في البيت، ووزارة الصحة تعلن أنها لن تعالج جرحى المظاهرات. تتركز الدراجات النارية الآن في حرم الجامعات حتى خارج طهران، وشرطة الآداب التي تعود للعمل بعد عشرة أشهر من التعطيل عقب وفاة أميني، تشمر عن أكمامها: نساء محجبات يمسكن طالبات “منفلتات” بالقوة ويرسلهن إلى مركبات مكتومة.
اعتقلت 13 شابة في الأيام الأخيرة “لأهداف وقائية”. كما اختطف 35 شاباً إلى محطات شرطة وسيحتجزون إلى ما بعد التاريخ المحدد. ليس صدفة أن يؤجل موعد بدء السنة الدراسية في كل مؤسسات التعليم العالي في إيران إلى 2 تشرين الأول: كي يتجاوز يوم الذكرى السنوية.
لا يزال النظام الإيراني متمسكاً بالإعلانات بأن “دولاً أجنبية” (بينها الولايات المتحدة وإسرائيل) ضالعة في تخطيط الانتفاضة الداخلية. يوجد إذن مفتوح لإحراق أعلام إسرائيل والولايات المتحدة، وبالتوازي ينشر الحكم “تحذيرات حجاب” كي لا تسمح الطالبات وتلميذات الثانوية لأنفسهن بالتلويح مرة أخرى بالحجاب وإلقائه في حلقات النار.
صحافيتان كشفتا عن وفاة مهسا أميني، محتجزتان في السجن؛ إحداهما نيلوفار حمدي، التي انضمت إلى والدي أميني في مستشفى قصرا في طهران، وثقت الابنة الميتة بكاميرا خفية، وغردت بالصورة. اعتقلت، سرحت، أعيدت إلى السجن بعد أن نشرت صورتها برأس مكشوف، وبلا حجاب عبر الشبكات الاجتماعية.
على المستوى العسكري، تكشف إيران المسيّرة الجديدة التي تحمل الاسم الرمزي “المهاجر 10″، التي يمكنها وصول إسرائيل. وأول أمس، وقف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى جانب وزير الدفاع محمد رضا كراي، لكشف وتدشين المُسيرة.
وتبين طهران أن المسيرة باستطاعتها الوصول لمسافة 2000 كم، وتقلع إلى ارتفاع 7كم، وتحمل 300 كغم من الصواريخ والقذائف، وتصل إلى سرعة 210 كم في الساعة، وتبقى في الجو بزعمهم لمدة 24 ساعة. وبترجمة عبرية ركيكة، كتبوا: “استعدوا للرحلة إلى العصر الحجري”. وهدف الطيران الأول تحدد منذ الآن، على حد قول وزير الدفاع الإيراني، فوق المفاعل في ديمونا. وبالذات في الأسبوع الذي يزور فيه وزير الدفاع الإيراني الرياض لأول مرة، أرسل الناطق بلسان الوزارة لتحذير السعودية من التطبيع مع إسرائيل. “هذا لن يجدي الفلسطينيين ولن يساعد السعودية، بل الكاسب هو الكيان الصهيوني”. وعندها عادوا إلى الاستعداد لـ “أحداث مهسا أميني” التي تقلق كل أجهزة الأمن.
سمدار بيري
يديعوت أحرونوت 24/8/2023