إيران وتسييس التشيع

حجم الخط
13

الأديان والمذاهب في جوهرها تحمل قيماً روحية غير مختلف عليها، غير أن آفتها في تسييسها وأدلجتها، لأن التسييس يجعلها وسيلة في يد القلة التي تسعى بها للوصول إلى السلطة والثروة، ومن هنا تأتي الجناية على الإنسان، كما تأتي الجناية على الأديان.
والتسييس موجود في كل الأديان، فالمسيحية، وهي ديانة المحبة والرحمة، عندما انتقلت إلى الغرب، تسيست وأصبحت صليبية فجة. واليهودية، وهي ديانة الشريعة والقوانين عندما انتقلت إلى الغرب، تسيست وأصبحت صهيونية عنصرية، والشيء ذاته بالنسبة للإسلام، وهو الدين الذي جمع إلى الرحمة والمحبة القوانين والشرائع، فهو عندما أدلجه بعض المسلمين، أصبح ‘قاعدة’ متطرفة في جانب، أو ولاية فقيه قومية شعوبية في جانب آخر.
وفي هذه العجالة سأتناول أدلجة الإسلام في إيران، وتسييس التشيع على يد رجال الدين الذين وصلوا إلى السلطة في طهران عام 1979، من أجل إعادة إنتاج الهيمنة الإيرانية على مقدرات المنطقة، كحلم قديم يخرج للعلن مرة بثوب إمبراطوري، وأخرى بمسحوح دينية، مصحوبة بشعارات مخادعة، وبسمات مخاتلة.
وقد دأبت طهران منذ مجيء النظام الذي أسسه الراحل الخميني على توظيف التشيع بشكل لا يخدم التشيع في أصل نشأته العربية، ولا يخدم الشيعة العرب، وإن تبدى أن إيران تمثل سنداً لهم، من أجل إحداث هوة تتسع بين مكونات المجتمعات العربية لتمكين حكام طهران من الدخول إلى داخل النسيج السياسي والاجتماعي العربي، وبالشكل الذي لا يخدم الشيعة العرب بقدر ما يخدم المصالح العليا للنظام في طهران.
وحينها لم تكن مقولات ‘تحرير كربلاء’، و’الطريق إلى القدس يمر عبر بغداد’، و’تصدير الثورة الإسلامية’، التي أطلقها الخميني إلا تجسيداً فاضحاً لمحاولات لا تزال إلى اليوم محمومة لاختراق النسيج الاجتماعي العربي، عن طريق ‘حصان التشيع’ الذي برعت طهران في توظيفه بشكل متقن، على مدى عقود طويلة، للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم من خلخلة طائفية وسط مجتمعاتنا العربية، أدت إلى أن يصرح مسؤولون كبار في طهران مؤخراً بأن حدودهم تمتد إلى سواحل المتوسط، وأن لبنان هو خط الدفاع الأول لإيران، ناهيك عن موطئ القدم الجديد لنظام طهران في اليمن، والمحاولات الإيرانية المحمومة لاختراق مصر وبلدان المغرب العربي والسودان.
وتقوم التكتيكات الإيرانية في هذا الجانب على التركيز على الشيعة العرب في محيطهم العربي السني، حيث تبث أقلام إيران في الصحافة العربية حكايات لا تنتهي عن استهداف الشيعة العرب، لا لشيء إلا لزيادة ارتباطهم بإيران وفصلهم عن جسدهم العربي. لا يعني ذلك بالطبع انكار وجود أعمال مرفوضة يتعرض لها بعض الشيعة العرب، غير أن ذلك لا ينفي حقيقة ان الأنظمة الموالية لطهران، وطهران من ورائها شاركت بشكل أو بآخر في عمليات الاستهداف التي تخدم في المآلات الأخيرة توجهات طهران في بث الفرقة بين خيوط النسيج العربي الواحد.
كلنا بالطبع نعرف كيف انتزعت إيران شيعة لبنان من محيطهم العربي، وجعلت عليهم إلى اليوم من يربط مصيرهم بها لا بإخوتهم في العروبة في لبنان، والأمر ذاته يتكرر اليوم في اليمن، حيث المذهب الزيدي المتسامح الذي تحاول طهران ربط اتباعه بها، على الرغم من أن إمام المذهب زيداً عليه السلام شكل موقفاً تاريخياً حاسماً ضد أولئك الذين أرادوا فرقة الأمة في القديم، والذين تحاول طهران اليوم بكل جهد إحياء طروحاتهم المدمرة. هذا عدا عن محاولات طهران الدخول الى مصر والمغرب العربي والسودان من باب التصوف.
حدثني كاتب سوداني أن إيران عرضت على الخرطوم تجديد بعض الأضرحة الصوفية والزوايا في السودان، على أن تكون لها كلمة في تحديد المسؤولين عن إدارة هذه الأضرحة أو الزوايا، وهو الأمر الذي رفض في ما يبدو من قبل السودانيين. وفي هذا الشأن كذلك، لا تكف طهران عن طرق باب السياحة الدينية في مصر، بهدف استعادة ما تعتبره طهران ‘حوزة’ شيعية ممثلة في الأزهر ومقام الحسين، على اعتبار أن بقية المسلمين ليس لهم نصيب من هذه المقامات، التي تريد إيران أن تفعل بها ما فعلته بمقام ‘السيدة زينب’ في سوريا، بعد أن حولته إلى رمز طائفي سياسي، انطلقت منه معظم دعوات التدخل الإيراني ضد الشعب السوري وثورته، بعد أن كان مقاماً روحياً يجسد فكرة تآخي السوريين ومحبتهم لأهل البيت.
ومع استمرار إيران في تسييسها للتشيع، يجادل الكثير في أن النظام الإيراني نظام لاديني وأقرب إلى العلمانية، على الرغم من أن ‘الإمامة’ في فكر ‘ولاية الفقيه’ تمثل جوهر الإسلام، حيث كفر الخميني من لم يؤمن بها في أكثر من كتاب من كتبه. والقول بعلمانية النظام في طهران غير صحيح، لأن العلمانية تجعل الدين برمته قضية شخصية، ومسألة روحية، من دون أن تسعى بشكل مباشر إلى تسييسه، لكن إيران أصلاً تقوم على الاستفادة السياسية من الدين، أو من التشيع بشكل خاص، من دون أن يكون همها خدمة التشيع، أو منفعة الشيعة الذين تقدمهم اليوم قرابين على محارق حروبها الطائفية الشكل، القومية الجوهر في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان المنكوبة بتدخلات ‘ولي أمر المسلمين’ في طهران.
هناك ـ قطعاً – فرق كبير بين العلمانية التي هي فكرة أن يفصل الدين عن الدولة، وبين ما تقوم به طهران من توظيف سياسي مقيت للإسلام في شقه الشيعي ضد مصالح العرب الدولية والإقليمية، في ظل سكوت مريع من كثير من المراجع الشيعية العربية التي ترى بشكل واضح أن إيران توظف الكثير من الشيعة العرب لدعم مصالحها على حساب المصالح العربية، من دون أن تحاول هذه المراجع إيقاف هذه المهزلة.
بعد سقوط بغداد في يد الأمريكيين عام 2003، تم لطهران ما أردات من إزاحة نظام عربي، كان يمثل حاجزاً بينها وبين طموحاتها الإقليمية، ثم بعد الانسحاب الأمريكي تمكنت طهران من إحكام سيطرتها على مقدرات الشعب العراقي، لدرجة تمكنت فيها من إيصال رجالها إلى مراكز عليا حساسة في العراق، ومنحت الحكومة العراقية الجنسية لعشرات آلاف الإيرانيين الذين بدأوا يسهمون في رسم خارطة العراق السياسية والمذهبية، على الشكل الذي تريده طهران.
كل ذلك من دون أن نتحدث عن فرق الموت الإيرانية، والمليشيات الطائفية التي أنشأتها إيران في العراق، والتي اندمجت في الجيش العراقي الجديد الذي يخوض اليوم حرباً ضد أبناء شعبه، بحجة مكافحة داعش والإرهاب والتكفيريين، وغيرها من التسميات التي اعتدنا عليها من منابر إعلامية عربية اللسان إيرانية الهوى، بل إن نظام العراق الجديد أصبح بدوره أحد أحصنة طهران التي يسرت لها كثيراً من الاختراق للجسد العربي، بكل أسف.
واليوم تأتي الأخبار عن استنساخ إيران لتجربة حزب الله اللبناني في كل من العراق وسوريا والبحرين والكويت والسعودية واليمن، على أساس طائفي يحمل في طياته تصوراً شعوبياً للعرب وحضارتهم وتاريخهم ورسالتهم، ويظهر إيران على أنها المستقبل المشرق والأمل اليوتوبياوي القادم، والمعول عليه في محاربة الإرهاب الذي تعني به إيران كل من يقاوم محاولاتها المستميتة لإقامة هلال قومي إيراني في مسوح دينية شيعية لا علاقة لها بقيم التشيع الحقيقية، ولا بمصلحة الشيعة العرب، الذين نجحت طهران ـ للأسف – في فرض قيادات موالية لها على غالبيتهم، بشكل أصبحت فيه مهمة انقاذ التشيع والشيعة من إيران أمراً ملحاً من قبل العقلاء داخل إيران وخارجها.
ولضمان أن تسير خطة طهران بشكل جيد، من دون أن يتطرق إليها أحد، أعدت على مدى سنوات كتيبة من الإعلاميين الذين دستهم في مفاصل مؤسسات إعلامية عربية كبرى لترهيب كل من ينتقد سياساتها الطائفية، والتهمة جاهزة بالطبع لدى كبار طهاة المطبخ الإعلامي الإيراني، وهي اليوم ‘تكفيري إرهابي طائفي’. وقبل عناق الشيطان الأكبر والولي الفقيه الأخير على صفيحة برنامج طهران النووي، كانت التهمة هي العمالة لقوى الاستكبار العالمي والشيطان الأكبر والبترودولار. وقد نجح هؤلاء الإعلاميون في اسكات الكثير من المثقفين اليوم خوفاً من تهمة الطائفية التي تمارسها طهران ورجالها بشكل فاضح ثم ترمي بها الآخرين. هذا العبث الذي تمارسه طهران في نسيجنا العربي لن يقف إلا إذا أوقفنا نحن الاستهتار بأنفسنا، ذلك الاستهتارالذي سوغ لإيران وغيرها جعل منطقتنا وشعوبنا حقل تجارب كبير للتسويق لمشاريع لا علاقة لنا بها ولا تخدم مصالحنا في شيء.

كاتب يمني من أسرة ‘القدس العربي’

د. محمد جميح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد أبو النصر - كولومبيا:

    ايران تستخدم القناع الديني لخدمة هدفها الحقيقي وهو الوهم بعودة بناء الامبراطورية الفارسية التي تشمل ايران والعراق وبلاد الشام وان تسيطر على الجزيرة العربية . هذه الامبراطورية هداها العرب المسلمون لعبادة الله بدلا من عبادة النار . تستخدم ايران كل الإمكانيات والكيد والدسيسة والتقية لزعزعة البلاد العربية وتدميرها في السعي لتحقيق هدفها الذي لن يتحقق بعون الله . سعت ايران لتدمير العراق وسورية والهيمنة عليهما وهي تزعزع لبنان واليمن وتثير القلاقل في البحرين والإمارات ومناها ان تستطيع فعل ذلك في المملكة العربية السعودية لاقدر الله .

    لقد عبر الإيراني عن هدفهم بعد ان دخل الى مسجد الصحابي خالد بن الوليد في حمص بسورية وبعد ان دمروا القبة والضريح فوقف أمام القبر وقال

    لقد غلبت أجدادي في معركة ذات السلاسل ومعركة النهر وها نحن الآن نغلبكم.

    وهذا يشبه قول الجنرال الفرنسي غورو الذي احتل دمشق عام ١٩١٩ وكان اول ما فعله لدى دخوله دمشق ان وقف أمام قبر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وقال

    هاقد عدنا يا صلاح الدين

  2. يقول سوري:

    شكرا على هذا المقال بقى علينا ان نذكر ان ايران تحاول ان تصور لتابعيها من الشيعه العرب ان العرب متخلفين و عملاء و هذا واضح من خلال جيشها الالكتروني الذي يهاجم العرب و يحاول ان يصور العرب كما يشاء لكنهم نسوا ان الامبريالية العالمية و ادواتها ايران و اسرائيل تنخر في جسد هذه الامة منذ سنين و الشمس ﻻ يخفيها الغربال موقف ايران من البحرين و موقفها من سوريا خير دليل على تناقض الخطاب اﻻيراني لذا هي تبارك ثورة البحرين اما سوريا تقمع ثورتها بكل ما تملك من قوى و عندما دخلت قوات درع الجزيرة البحرين اعتبرته احتلال لكن قتال حزب الله في سوريا لدعم محور الممانعه و هي نفسها ايران التي كفرت حزب البعث في العراق منذ 1980 لكنها تدعم العفالقة في سوريا نعم ايران تشرب من دماء العرب الشيعه و السنه معا اليوم يسقط العرب السنه و الشيعه في اتون حرب سوريا و حرب العراق لماذا من اجل مصلحة ايران التي تحاول ان تثبت للغرب و خاصه امريكا انها رقم صعب في المنطقة من خلال ادواتها في اليمن و الكويت و البحرين و غيرها لكن مواقفها ثابته من الدول العربية و على العرب شيعه و سنه عليهم ان ينتبهوا لهذا المخطط الذي سوف يشرب من دماء العرب و من ثروات العرب ﻻن كل الشهداء من العرب و كل القرى و البنايات عربية و كل الدموع عربية وشكرا للقدس العربي

  3. يقول محمد الناصري:

    . إيران اليوم دولة قوية، وعلى العرب مهادنتها وعدم استثارتها. لأنها لو أرادت لأخذت الخليج في ساعات

  4. يقول الباب:

    الباب
    ايران في ثوان: أضخم مصنع في الأرض لأنتاج وتصدير الطائفية، كان هناك تعايش لكن الخميني أطاح به. التفجيرات في العراق وألقاء ذلك على السنه. التعاون مع امريكا واسرائيل تحت الطاوله وأشهار العداء والضجيج فوقها. عظماء في التظليل والخبث المغلف بالخشوع. مهارة اللعب إذ يستخدمون شيعة العراق من اجل الغرف المظلمه والتواصل مع الشيطان الأكبر (ع) ويستخدمون شيعة لبنان من أجل كسب ود الشارع (المقاومه). تصدير الثوره مبدأ استعماري مقدس. المساهمه في احتلال دولتين ثم لماذا قدّمت امريكا العراقَ كلياً وأفغانستان جزئياً الى ايران.

    المشروع الصفوي سيتحقق وينجز ماعجز عنه الكيان الصهيوني بتحويل الدول من المحيط حتى الخليج الى دويلات طائفية متناحرة. بوادر نجاح المشروع بدأ بالتمدد الصفوي من العراق الى سوريا فلبنان واليمن وسيصل الرياض والرباط والسودان وغيرها.

  5. يقول محمد:

    احسنت أستاذ محمد جميح

    تحليل صائب و دقيق عن استراتيجية ملالي طهران وقم وعملاءهم في عمق وطن العربي.

    لازم يعرفوا المسلمين عن خطر العدو الخفي (ايران) أكثر من هذا

  6. يقول محمد الخالد:

    كما أن اسرائيل لم تنجح باتهام العرب بمعاداة السامية لأنهم يدافعون عن حقوقهم فان ايران لن تنجح باتهام العرب بالطائفية لأنهم يقفون بوجهها بسبب اثارتها للنعرات والحروب الطائفية في المشرق العربي.

  7. يقول علي السعدي:

    هذا تضليل وكذب وتفريق للشعوب المسلمة، إيران أول من نادى بضرورة تحقيق الوحدة الإسلامية وليس الوحدة العربية القائمة على القومية كما يريد الكاتب والبعثيون العرب.
    إيران هي التي تمد يد العون للمطلومين في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان، وهي التي تدعم حركات المقاومة الإسلامية وليس العربية ضد إسرائيل، وهذا تجني على الجمهورية الإسلامية

    1. يقول سوري:

      عجيب بشار بعثي تدعمه ايران بما تمتلك من قوى و هل هذا تجني على ايران و لماذا كفرت البعث العراقي الذي ضربته اسرائيل 1982 ﻻن يملك مفاعل نووي بسيط اين التجني على الجمهورية الاسلامية و لماذا يجن جنونها من اي وحدة للعرب و انت تقول طالبت بمشروع وحدة اسلامية كيف تكون الوحدة الاسلامية و هناك مفارقات في خطابات الدعات الدينية كيف تكون الوحدة و حلال ثورة البحرين و ارهاب ثورة سورية و شكر لك

  8. يقول علي السعدي:

    إيران لا تهتم بالمقولات القومية العربية، لأنها تهتم بالوحدة الإسلامية على الإسلام الصحيح الذي جاء به النبي وحمله من بعده آل بيته. أما أبواق القومية العربية فهم لا يمكن أن يذكروا للأعراب اي مفخرة. إيران اليوم طلعت الفضاء وأبواق الأعراب يتطاولون في البنيان، إيران تدعم نظام بشار لا لأنه بعثي، بل لأنه من المطلومين الذين تتبنى إيران الدفاع عنهم، ولأنه يحب أهل البيت على كل ما فيه من قومجية عربية.

    1. يقول سوري:

      أخ علي
      1 ايران تهتم في الوحدة الاسلامية اي وحدة و هي تقود صراع طائفي في المنطقة و لم تطرح حل سياسي و انها فقدت الكثير من شعاراتها عندما صادرت حق السوريين في الثورة و أعطته لشعب البحرين كيف تكون الوحدة .
      2 تهتم بقيم الاسلام الصحيح و انت تعلم ان كتائب التوحيد و الجهاد التي تزعمها الزرقاوي انطلقت من اللاذقية و تديرها المخابرات السورية و قتلوا الالف الشيعه اعترافات رجال بشار تعثر عليها في اليوتيوب
      3 ايران تدافع عن بشار لانه حليف لها و لو انها تحبه لانه يحب اهل البيت اليوم القتلى في سوريا خليط من الدماء سنية و شيعية فهل حب اهل البيت حصرا لبشار اذا حبهم بشار من حقه ان يحكم لدهور
      4 اخي الشغله بحد ذاتها قومية عندكم صراع مع ايران على شط العرب و هذا ليس على عهد صدام و انما على عهد عبد الكلريم قاسم اذا اخي القومية موجودة في الفكر الايراني
      لكن هي تعمل على افشال اي فكر قومي عربي دائما وشكر لك

  9. يقول نبيل العلي:

    تعرف يا أخ جميح: كنت أظنك حينما تخرج علينا بعباراتك المنمقة في قناة المستقلة تحمل فكراً مستنيراً وتنظر إلى إيران ودستورها وقوتها وما حققته على كل صعيد برغم كل “الهرف” الأعرابي والحصار الغربي والتحريض الصهيوني نظرة واقعية منصفة بعين الرجل المتزن العادل. إيران الدولة الوحيدة في العالم التي تقول بملء الفم أن الحاكمية في الدستور والتصرف والحدود هي للإسلام ، مع الحفاظ على خصوصية الاقليات وعدم قمعها كاليهود والمسحيين والسنة ، بينما يخرج خادم الحرمين السني ببيان يوصي الحكومة يعزل التصرفات السياسية عن الدين نهائياً (مع أنني مع هذه النظرة في دولة علمانية وليس في دولة تتشدق بحكم الدين) ويصرح مرشح الرئاسة المصرية المشير السيسي بأن على المصريين أن ينتهجوا نهج الغرب ويجعلون الدين في المساجد فقط…! من متابعتي لمن تدعمهم إيران برابط الدين أجد أنهم أكثر صدقاً والتزاماً وقوة من أولئك الذين تدعمهم الدول الأخرى التي تضمر عكس ما تظهر ، ولذلك تجد الغرب يحترم التطبيق الديني الصحيح والحقيقي في إيران ويستهتر به في مصر أو السعودية (ممثلة الاتحاد الأوربي لا تضع حجاباً على راسها إلا في إيران ، وأتذكر سيقان مادلين أولبرايت شبه العارية في قصر حكام السعودية). إيران منسجمة مع نفسها وتطبق الإعدام بقوة بحق المجرمين وتعلن أمام الله والناس أن الحاكمية للدين الإسلامي وتضع مادة في دستورها يستحيل أن تجدها في أي دستور آخر. بقي أن أقو لك شيئاً مهماً: لا تزال الدول السنية (التي لا تستخدم التقية) ولا تدين بالمذهب الشيعي مختلفة على كل شيء وتكيد لبعضها أشد المكائد وتتآمر على بعضها بأقذر المؤامرات ، ولكن المضحك المبكي أن هذا المذهب الشيعي في إيران “الفارسية” ، “لصفوية” ، “لزرادشتية” ، “المجرمة” ، “الـ … الـ… الـ… قل ما شئت عنها من قاموسك” وأتباعه ينادي في مبدئه الرئيسي بأن يعود الحكم الإسلامي وأمر المسلمين إلى العرب وسلالة آل البيت عبر ذرية علي وفاطمة ، أي أن “الفرس الشيعيين” يطالبون – بسذاجة – ويحلمون بحاكم عربي يحكمهم من آل البيت ويدير أمورهم …!!؟؟ وهم ينتظرون صاحب الزمان وهذا الحاكم الغائب (حسب ما يعتقدون) منذ سنين وإلى سنين في المستقبل ، وأنت تعلم يا أخ جميح أن آل البيت عرب أقحاح وليسوا فرساً ..! كيف صار هذا ؟ أليس بنظرك تناقضاً مع النزعة الفارسية الشيعية ..؟؟ في حين على النقيض فإن أتباع المذهب السني وغالبيتهم من العرب يرفضون هذا المبدأ جذرياً ويصابون بالهيستيريا من مجيء حاكم من ذرية علي وفاطمة أو عربي أصيل ذي ثوب نظيف ، وينادون بأي حاكم إلا أن يكون من آل البيت..! ولذلك تجد أن العرب السنة منذ نهاية الحكم الأموي كانوا دوماً عرضة للحكم من عناصر غير عربية مرة فارسية ومرة كردية ومرة تركية ومرة سلجوقية ومرة مملوكية (وهم عبيد الترك) ومرة من الغرب بصورة مقنعة..! وحتى العبد المخصي حكمهم مع أنه ليس من مرتبة الرجال.!! ولكن انظر ، هذا الأمر لم ولن يحصل في إيران. أتمنى لو تسأل نفسك ما السبب يا ترى …؟

    1. يقول سوري:

      الاخ نبيل العلي تحياتي ما اعرف انت متندم على وضعنا العربي ام متشمت بنا لكن اقول لك دسائس العثمانيين و الصفويين و البريطانيين و غيرهم هي التي سحقتنا

  10. يقول لندن:

    الي محمد الناصري:
    ايران ليس دوله قويه . ايران تعاني من مشاكل اقتصادي و حتي مشاكل تطور بالعسكر. إذا ايران تشوف متدخله بل منطقه هو بل واقع من خلال عملائها من الشيعة و أيضاً دعم غربي . الغرب هو من يعطي ايران سيستم التحرك لتدمير المنطقة. إذا الغرب يوقف مساعداته عن ايران شهر زمان سير متأكد ما راح يبقي من نظام الفارسي الشعوبي أي شئ

إشترك في قائمتنا البريدية