لندن- “القدس العربي”: نشرت مجلة “إيكونوميست” في عددها الأخير، افتتاحية دعت فيها إلى التواصل مع حركة طالبان ولكن بحذر.
وتحت عنوان: “لا تمضي قدما، وتقدم للإمام، يجب على أمريكا التواصل مع طالبان بحذر”، أشارت إلى أن الهدف من التواصل هو مساعدة الأفغان العاديين وليس التنافس مع الصين وإيران.
وبدأت بالقول: “ماذا الآن؟ فقد احتدم النقاش حول من يحمل مسؤولية الفوضى في مطار كابول في الأسابيع الماضية وكذا الأخطاء التي ارتكبت في الماضي بحيث غاب في الغرب السؤال حول ما يجب عمله في قادم الأيام وأصبح مسألة ثانوية. مع أنه بات سؤالا ملحا”.
وقد غادر آخر جندي أمريكي كابول في 30 آب/ أغسطس منهيا 20 عاما من محاولة التأثير المباشر على الأحداث في البلد. وعلى أمريكا وحلفائها اليوم أن تقرر كيف ستشكل الأحداث في البلد وعن بعد. فطالبان حركة بغيضة للغاية وعنيفة وقمعية ولا يمكن الثقة بها وعلى الولايات المتحدة ألا تتعامل معها قدر الإمكان، كما تقول المجلة. فتقديم الدعم لهم أو إقامة علاقات دبلوماسية معهم لن يؤدي إلا إلى تقوية النظام الجديد، وهذا النقاش يدعو إلى ترك البلاد تغلي لوحدها.
وهناك من يطالب بعكس هذا، ويقولون إن التحسر على نتيجة الحرب عبث، ولو أرادت الولايات المتحدة الحفاظ على تأثير في أفغانستان فعليها البدء بالتواصل قبل أن تبدأ الصين وإيران وروسيا بإدارة البلد كوكيل لها.
وترى المجلة أن كلا النقاشين خاطئ، وهذا لا يهم في النهاية. فأفغانستان بلد يقع في الحديقة الخلفية للغرب ولا يحمل أهمية جيوسياسية أو اقتصادية. وأمريكا مدينة للأفغان العاديين لكي تجعل الوضع الذي تركتهم فيه أقل فظاعة. وبخلاف هذا، فاهتمامها الأكبر هو منع تحول أفغانستان إلى أرضية تفرّخ الإرهاب. ومن المستحيل تحقيق أي من الهدفين بدون نوع من التعاون مع طالبان، ولن يكون هذا تراجعا كبير كما يبدو. فبعد كل هذا يتفاوض الدبلوماسيون الأمريكيون مع حركة طالبان منذ عدة سنوات. وكانت تلك المحادثات للأسف “مهزلة”. فقد كانت الولايات المتحدة تريد الخروج ولم تتعامل طالبان معها بجدية.
ولدى الغرب ورقة نفوذ حقيقية وإن كانت محدودة، فنظام طالبان محطم وتم تعليق كل الدعم الخارجي الذي يشكل ثلاثة أرباع الميزانية ونصف الناتج القومي العام. والاحتياطي من العملة الأجنبية مجمد في حسابات البنوك الغربية والأمريكية وتحتاج الحركة لموافقة أمريكا للحصول على قروض صندوق النقد الدولي. ومن المستبعد أن تقوم الصين بتمويل النظام الجديد على نفس القاعدة التي مولت فيها أمريكا وحلفاؤها في الغرب الحكومة السابقة في أفغانستان. وبالتأكيد لا يمكن لروسيا وإيران القيام بهذا.
وستفضل طالبان بالطبع الفقر المدقع على النمو والتنمية، ولكن إلى المدى الذي تحتاج فيه الدعم الغربي الذي يجب تقديمه على جرعات صغيرة مرتبطة بتنازلات محدودة. ويجب أن يكون الهدف الرئيسي في التعامل هو السماح لمنظمات الإغاثة الدولية بالعمل وفتح المدارس والعيادات والحدود (للنساء والرجال). وكلما أبدى قادة طالبان تعقلا، كلما زاد المال الذي يقدمه الغرب. ويجب أن يكون كل هذا قابلا للتوقف، خاصة لو بدرت أي إشارة عن أن النظام الجديد يتغاضى عن الإرهاب.
وتختم المجلة بالقول: “تبدو حركة طالبان غير عارفة إن كانت قمعية أم معزولة، ومن الملاحظ أن لديها قدرة على التظاهر بالاعتدال، ولكن بعض القادة يريدون علاقات أقل عدائية مع أمريكا”.
على العالم التعامل مع طالبان.. بحكم انها أصبحت تُمثل سلطة الأمر الواقع.. ربما تكون الحرةكة قد راجعت حساباتها و و صلت الي قناعة، مَفَادها ان التطرف و الغلو و العَدَاء للآخرين .. لا يمكن أن يكون في صالحها! ما حصل في أفغانستان.. مشابه لما وقع في إيران عام 1979..اذن على الغرب التعامل مع طالبان.. و على طالبان تحمل مسؤوليتهم ان كانوا فعلا صادقين.. و شكرا