إيكونوميست: الجزائر والمغرب يسيران باتجاه خطر الحرب وأوروبا قلقة

إبراهيم درويش
حجم الخط
44

لندن ـ “القدس العربي”:

نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا عن التوتر بين المغرب والجزائر، قالت فيه “إن النخبة الحاكمة المسنة في الجزائر تأمل أن الأزمة مع الجيران يمكنها حرف الشعب عن المشاكل الداخلية”.

وتكتب المجلة البريطانية أنه ربما كانت هذه أوقات عصيبة لعاشر منتج للغاز الطبيعي في العالم إلا ان غزو روسيا لأوكرانيا جعلت دول أوروبا تبحث عن أماكن إمدادات جديدة. وترسل الجزائر نسبة 80% من إمداداتها إلى أوروبا، ومعظمه ينقل عبر الأنابيب إلى إسبانيا وإيطاليا. ولكونها ثالث مزود للغاز إلى أوروبا فقد كان يجب عليها أن تزيد من قدراتها على الإنتاج ونقل المزيد منه. لكنها تهدد بتخفيض كمياته. ففي العام الماضي قررت الجزائر إغلاق خط الأنابيب إلى إسبانيا عبر المغرب. وكان القرار هو فعلا عبر عن ضيق صدر الجزائر من المغرب، التي تحصل على نسبة 7% من الغاز كرسوم وتحصل على كل غازها الطبيعي من الجزائر. ولا تزال إسبانيا تحصل على الغاز الجزائري من خط أنابيب صغير من البحر ويتجاوز المغرب. لكن الجزائر هددت في الشهر الماضي بإغلاق هذا الخط أيضا، بعدما طلبت  الرباط من إسبانيا نقل بعض الغاز عبر الخط الساكن الذي يمر عبر أراضيها. وهددت الجزائر بأنها ستوقف كل إمدادات الغاز لو فعلت إسبانيا هذا. وترى الـ”إيكونوميست” أنه ربما كان هذا مجرد صراخ، لأن الجزائر لا تريد خسارة المال الإسباني. وتقول المجلة إنه على أية حالة فالخطاب الناري من الجزائر نابع من السياسة الداخلية. لكن التهديدات تقوم بمفاقمة النزاع الطويل مع المغرب.

النخبة الحاكمة المسنة في الجزائر تأمل أن الأزمة مع الجيران يمكنها حرف الشعب عن المشاكل الداخلية

وبحسب المجلة يقول الجزائريون المطلعون على خبايا الأمور إن المواجهة بين الجارين ربما انحرفت نحو الحرب. ويعود التوتر بين البلدين إلى عام 1963 عندما تقاتل البلدان في “حرب رمال” قصيرة في نزاع على منطقة من الأرض الحدودية وبعد عام من استقلال الجزائر عن فرنسا.

ومنذ ذلك الوقت تعمق النزاع الايديولوجي مع المغرب. فالمغرب هو ملكية محافظة موالية للغرب، أما الجزائر فهي عضو مهم في حركة دول عدم الانحياز، وكانت على علاقة صداقة مع الإتحاد السوفييتي السابق. وأغلقت الحدود البرية بين البلدين عام 1994 بشكل أفرح المهربين وأزعج البقية. وبدأت الجزائر في السبعينات من القرن الماضي بتقديم الدعم لجبهة بوليساريو، التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية والتي ضمها المغرب عام 1975 بعد رحيل الدولة المستعمرة لها، إسبانيا.

 وتقول المجلة إن قرار إغلاق خط الغاز مرتبط بالأحداث في الصحراء الغربية التي حصل فيها المغرب على مكاسب عسكرية ودبلوماسية. ولن يترك القرار آثارا مؤلمة على المغرب واقتصاده لأن نسبة 60% من الطاقة تولد من النفط. وتم تحويل محطتين تعملان على الغاز لمواجهة الطلب في وقت الذروة. وناقش  المسؤولون المغاربة شراء شحنات غاز من قطر التي تعتبر أكبر مصدر للغاز المسال في العالم. وأصدر المغرب عطاءات لإنشاء محطة لإعادة تدوير الغاز. وهي تدفع باتجاه استخدام الطاقة المتجددة.

 وزادت التظلمات الجزائرية في الفترة الأخيرة. فقد كشفت التقارير الصحافية الدولية عن عمليات استخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” الذي أنتجته الشركة الإسرائيلية “أن أس أو” من المغرب ضد هواتف 6.000 جزائري، بمن فيهم ساسة وهو أمر ينفيه المغرب. وكان سفير المغرب بالأمم المتحدة قد دعا إلى حق المناطق القبائلية في شمال الجزائر لتقرير مصيرها. ورأت الجزائر في كلامه تهديدا، بل وحملت المغرب مسؤولية الحرائق المدمرة بهذه المناطق الصيف الماضي.  وحاول الملك محمد السادس تخفيف حدة التوتر في العام الماضي ودعا للحوار في خطاب العرش السنوي. ولكن الجزائرين ليسوا راغبين بالمصالحة على ما يبدو، حسب المجلة. وقالت إن النظام في الجزائر في وضع سيء، فالحركة الإحتجاجية التي عرفت باسم “الحراك” أدت قبل ثلاثة أعوام للإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد 20 عاما في السلطة. وعبر المحتجون عن أملهم في ظهور قادة يمثلون الجيل الجديد.  لكن سقوط بوتفليقة أدى، كما ترى المجلة، إلى إضفاء الرسمية على “النظام” وهم زمرة من الرجال الذي غطى الشيب رؤوسهم وأداروا العرض طوال حكم بوتفليقة. وبحسبها لم يفعلوا أي شيء لإصلاح الإقتصاد الذي يعاني من وضع مخيف ومحاربة الفساد ومعالجة البطالة التي وصلت إلى 12% وهي أعلى بين الشباب وزادت نسبة التضخم إلى 8.5% في العام الماضي. وعليه، ترى المجلة، فافتعال أزمة مع المغرب هي طريقة لتعبئة الشعب المحبط.

لدى الجزائر والمغرب ثاني وثالث أكبر جيوش أفريقيا. الجزائر بميزانية دفاع بـ9.1 مليار دولار، وهي سادس أكبر مستورد للسلاح في العالم. والمغرب 5.4 مليار دولار. وهو الرقم العاشر في العالم من ناحية الإنفاق الدفاعي بالنسبة للناتج المحلي العام. فنسبة الإنفاق الجزائري هي 5.6% مقابل 4.2% للمغرب

 وبحسب “الإيكونوميست” يبدو أن الطرفين يتجهان نحو النزاع. ولدى الجزائر والمغرب ثاني وثالث أكبر جيوش القارة الأفريقية. وبميزانية دفاعية تصل إلى 9.1 مليار  دولار، فالجزائر هي سادس أكبر مستورد للسلاح في العالم. وينفق المغرب  5.4 مليار دولار على الأسلحة، بزيادة الثلث عام 2019. وهو الرقم العاشر في العالم من ناحية الإنفاق الدفاعي بالنسبة للناتج المحلي العام. فنسبة الإنفاق الجزائري هي 5.6% مقابل 4.2% بالنسبة للمغرب. لكن الجزائريين، حسب المجلة ليسوا راغبين بالحرب أكثر من قادتهم. فالشباب يرغبون من حكومتهم التركيز على الوظائف والإقتصاد بدلا من التهديد بالحرب. كما أن الأوروبيين يخشون من تطور الأحداث على الجانب من البحر المتوسط. ففي العام الماضي حصلت إسبانيا على نسبة 40% من غازها الطبيعي من الجزائر. فأزمة في العلاقات قد يترك أثارا صعبة في وقت ترتفع فيه أسعار الطاقة. وأجبرت الحرب في أوكرانيا إسبانيا التخلي عن الغاز الروسي. ولا يمكنها خسارة مزود آخر.

وتخلص المجلة للقول إنه “فوق كل هذا فنزاع بين دولتين جارتين عربيتين لا تبعدان كثيرا عنها يعني موجة جديدة من المهاجرين. وفي النهاية فالحرب لن تكون في صالح أي طرف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول غزاوي:

    مجرد تساؤل.
    هل هي ضغينة !!!؟؟؟
    ولن يأتيك غير ذلك من أعدائك، ليس لشيء سوى لأن الجزائر وقفت على رجليها وأصبح الغرب ليس المغرب فقط يخطب ودها. مجلة “إيكونوميست”
    مجلة “إيكونوميست” تكلمت عن حرب 1963 وتجاهلت من بدأها، وتكلمت عن غلق الحدود وأغفلت من سببها.
    وتكلمت عن الصحراء ونسيت من ضمها في خارق صارخ للشرعية والقانون الدوليين. ووصفت عدم تجديد الأنبوب بالغلق وقفز على سيادتها ووصف فضيحة بيغاسوس التي فجرت وسائل إعلام غربية بـ “تظلمات” الجزائر. وتكلمت عن البطالة والتضخم كأنهما أصابا الجزائر وحدها.
    وأثار دعوة الملك للحوار ونسي التطبيع وتهديد لبيد للجزائر من داخل المغرب. وتكلم عن النظام ووصفته “بالزمرة من الرجال الذي غطى الشيب رؤوسهم” وتجاهل جنازة قايد صلاح التي شيعها الملايين في ربوع الجزائر.

  2. يقول شعيب ياسين:

    سلاح الخردة الروسي الموجود في الجزائر غير قادر على مواجهة السلاح الأمريكي الغربي الموجود في المغرب وعليه فإن الحرب مستبعدة في الوقت الراهن لكون ميزان القوى الآن لصالح الرباط بفضل الدعم الدولي المتزايد لسيادة المغرب على صحراءه وأعتقد أن حكام قصر المرادية محبطون الآن بفعل المكاسب والإنتصارات التي حققتها الدبلوماسية المغربية في قضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية و التدخل العسكري المغربي المباشر في الكركرات والإعترافات الدولية بالسيادة لصالح المغرب وفتح القنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية كلها عوامل جعلت حكام قصر المرادية عاجزون عن فعل أي شيئ كالحرب لأنهم يعلمون أن حبل المشنقة سيلف حول عنقهم و سيعجل بنهاية النظام العسكري في الجزائر لأن الحرب ليست مع المغرب وحده وإنما ستكون أيضا مع حلفاءه وستكون الجزائر الخاسر الأكبر في هذه المعركة.

  3. يقول ميساء:

    والسبب دويلة إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين التي تقتل الفلسطينيين وتهدم منازلهم بغير وجه حق،. دخلت إلى شمال أفريقيا كالسوسة المدسوسة

    1. يقول خلاصة:

      الإختباء وراء قضية فلسطين العادلة التي لم تقدموا لها شيئا يذكر لم يعد ينطلي على أحد ، الموضوع يتعلق بالمغرب والجزائر وسبب الخلاف هو رغبة حكام المرادية في أن يكونوا القوة الوحيدة في دول المغرب الكبير وهذا لن يتحقق إلا بتقسيم المغرب وإضعافه ولكن هذا الأخير لا يمكن تقسيمه ولا إضعافه ومن يحاول ذالك فهو يورط نفسه بما لا قبل لها به …

  4. يقول محمد:

    قالت المجلة البريطانية إن النخبة الحاكمة المسنة في الجزائر تأمل أن الأزمة مع الجيران يمكنها حرف الشعب عن المشاكل الداخلية”.هذه هي الخلاصة التي أصبحت واضحة و اصبح الجميع يقر بها وهي ان النظام العسكري الحاكم في الجزائر يستغل شماعة الحرب و التهديدات ليلهي شعبه عن الامور المهمة كاليجولا و الشغل و غيرها

  5. يقول الملالي المراكشي:

    ان طمع حكام العسكر في أرض يشهد التاريخ انها ارض مغربية، وعجز هؤلاء الحكام عن تنمية اقتصاد الجزاير رغم خيرات البترول والغاز بفعل عمليات النهب وتكاليف مساندة البوليخاريو، وقهرهم للشعب الجزاءري، والتفاف الشعب المغربي ملكا وشعبا وحكومة حول قضية وحدته الترابية، واستعداد ه للدفاع عنها مهما كلفه ذلك من ثمن. وادراك الشعب الجزاءري الشقيق ان الصحراء مغربية وان النزاع مفتعلا من قبل شرذمة العسكر التي تاوي البوليخاريو وتزودهم بالسلاح والمال، وأن الأمر بات مفضوحا والصفقة التي طبخها بومدين باتت خاسرة وان الصراع الايديولوجي لم يعد مجديا أمام المصالح الاقتصادية والتكتلات التي تخدم مصلحة الشعوب، كلها عوامل تندر باقتراب انهيار حكم العسكر وانعتاق الشعب الجزاءري الأبي.فلتحيا الجزاءر والشعب الجزاءري الشقيق، وليبيا المغرب والشعب المغربي الكريم ونحن أخوة ولن تكون هناك حرب بين الأشقاء ابدا بإذن الله كما يحلو للغرب ان يردد.

  6. يقول عبد السلام:

    الشمس لم تعد تشرق من الشرق.المغرب هو السبب.الامطار لا تسقط على شمال افريقيا.المغرب هو السبب.الجراد يهجم علينا من جنوب افريقيا القارة.المغرب هو السبب.ضرب زلزال شمال افريقيا بقوة 7 درجات على سلم ريختر.المغرب هو السبب.انشقت السماء وخرجت منها نيران زرقاء.المغرب هو السبب.
    باختصار،كل مايحل بجيراننا الشرقيين وما حولهم، فالسبب هو المغرب

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية