لندن ـ “القدس العربي”:
نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا عن التوتر بين المغرب والجزائر، قالت فيه “إن النخبة الحاكمة المسنة في الجزائر تأمل أن الأزمة مع الجيران يمكنها حرف الشعب عن المشاكل الداخلية”.
وتكتب المجلة البريطانية أنه ربما كانت هذه أوقات عصيبة لعاشر منتج للغاز الطبيعي في العالم إلا ان غزو روسيا لأوكرانيا جعلت دول أوروبا تبحث عن أماكن إمدادات جديدة. وترسل الجزائر نسبة 80% من إمداداتها إلى أوروبا، ومعظمه ينقل عبر الأنابيب إلى إسبانيا وإيطاليا. ولكونها ثالث مزود للغاز إلى أوروبا فقد كان يجب عليها أن تزيد من قدراتها على الإنتاج ونقل المزيد منه. لكنها تهدد بتخفيض كمياته. ففي العام الماضي قررت الجزائر إغلاق خط الأنابيب إلى إسبانيا عبر المغرب. وكان القرار هو فعلا عبر عن ضيق صدر الجزائر من المغرب، التي تحصل على نسبة 7% من الغاز كرسوم وتحصل على كل غازها الطبيعي من الجزائر. ولا تزال إسبانيا تحصل على الغاز الجزائري من خط أنابيب صغير من البحر ويتجاوز المغرب. لكن الجزائر هددت في الشهر الماضي بإغلاق هذا الخط أيضا، بعدما طلبت الرباط من إسبانيا نقل بعض الغاز عبر الخط الساكن الذي يمر عبر أراضيها. وهددت الجزائر بأنها ستوقف كل إمدادات الغاز لو فعلت إسبانيا هذا. وترى الـ”إيكونوميست” أنه ربما كان هذا مجرد صراخ، لأن الجزائر لا تريد خسارة المال الإسباني. وتقول المجلة إنه على أية حالة فالخطاب الناري من الجزائر نابع من السياسة الداخلية. لكن التهديدات تقوم بمفاقمة النزاع الطويل مع المغرب.
النخبة الحاكمة المسنة في الجزائر تأمل أن الأزمة مع الجيران يمكنها حرف الشعب عن المشاكل الداخلية
وبحسب المجلة يقول الجزائريون المطلعون على خبايا الأمور إن المواجهة بين الجارين ربما انحرفت نحو الحرب. ويعود التوتر بين البلدين إلى عام 1963 عندما تقاتل البلدان في “حرب رمال” قصيرة في نزاع على منطقة من الأرض الحدودية وبعد عام من استقلال الجزائر عن فرنسا.
ومنذ ذلك الوقت تعمق النزاع الايديولوجي مع المغرب. فالمغرب هو ملكية محافظة موالية للغرب، أما الجزائر فهي عضو مهم في حركة دول عدم الانحياز، وكانت على علاقة صداقة مع الإتحاد السوفييتي السابق. وأغلقت الحدود البرية بين البلدين عام 1994 بشكل أفرح المهربين وأزعج البقية. وبدأت الجزائر في السبعينات من القرن الماضي بتقديم الدعم لجبهة بوليساريو، التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية والتي ضمها المغرب عام 1975 بعد رحيل الدولة المستعمرة لها، إسبانيا.
وتقول المجلة إن قرار إغلاق خط الغاز مرتبط بالأحداث في الصحراء الغربية التي حصل فيها المغرب على مكاسب عسكرية ودبلوماسية. ولن يترك القرار آثارا مؤلمة على المغرب واقتصاده لأن نسبة 60% من الطاقة تولد من النفط. وتم تحويل محطتين تعملان على الغاز لمواجهة الطلب في وقت الذروة. وناقش المسؤولون المغاربة شراء شحنات غاز من قطر التي تعتبر أكبر مصدر للغاز المسال في العالم. وأصدر المغرب عطاءات لإنشاء محطة لإعادة تدوير الغاز. وهي تدفع باتجاه استخدام الطاقة المتجددة.
وزادت التظلمات الجزائرية في الفترة الأخيرة. فقد كشفت التقارير الصحافية الدولية عن عمليات استخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” الذي أنتجته الشركة الإسرائيلية “أن أس أو” من المغرب ضد هواتف 6.000 جزائري، بمن فيهم ساسة وهو أمر ينفيه المغرب. وكان سفير المغرب بالأمم المتحدة قد دعا إلى حق المناطق القبائلية في شمال الجزائر لتقرير مصيرها. ورأت الجزائر في كلامه تهديدا، بل وحملت المغرب مسؤولية الحرائق المدمرة بهذه المناطق الصيف الماضي. وحاول الملك محمد السادس تخفيف حدة التوتر في العام الماضي ودعا للحوار في خطاب العرش السنوي. ولكن الجزائرين ليسوا راغبين بالمصالحة على ما يبدو، حسب المجلة. وقالت إن النظام في الجزائر في وضع سيء، فالحركة الإحتجاجية التي عرفت باسم “الحراك” أدت قبل ثلاثة أعوام للإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد 20 عاما في السلطة. وعبر المحتجون عن أملهم في ظهور قادة يمثلون الجيل الجديد. لكن سقوط بوتفليقة أدى، كما ترى المجلة، إلى إضفاء الرسمية على “النظام” وهم زمرة من الرجال الذي غطى الشيب رؤوسهم وأداروا العرض طوال حكم بوتفليقة. وبحسبها لم يفعلوا أي شيء لإصلاح الإقتصاد الذي يعاني من وضع مخيف ومحاربة الفساد ومعالجة البطالة التي وصلت إلى 12% وهي أعلى بين الشباب وزادت نسبة التضخم إلى 8.5% في العام الماضي. وعليه، ترى المجلة، فافتعال أزمة مع المغرب هي طريقة لتعبئة الشعب المحبط.
لدى الجزائر والمغرب ثاني وثالث أكبر جيوش أفريقيا. الجزائر بميزانية دفاع بـ9.1 مليار دولار، وهي سادس أكبر مستورد للسلاح في العالم. والمغرب 5.4 مليار دولار. وهو الرقم العاشر في العالم من ناحية الإنفاق الدفاعي بالنسبة للناتج المحلي العام. فنسبة الإنفاق الجزائري هي 5.6% مقابل 4.2% للمغرب
وبحسب “الإيكونوميست” يبدو أن الطرفين يتجهان نحو النزاع. ولدى الجزائر والمغرب ثاني وثالث أكبر جيوش القارة الأفريقية. وبميزانية دفاعية تصل إلى 9.1 مليار دولار، فالجزائر هي سادس أكبر مستورد للسلاح في العالم. وينفق المغرب 5.4 مليار دولار على الأسلحة، بزيادة الثلث عام 2019. وهو الرقم العاشر في العالم من ناحية الإنفاق الدفاعي بالنسبة للناتج المحلي العام. فنسبة الإنفاق الجزائري هي 5.6% مقابل 4.2% بالنسبة للمغرب. لكن الجزائريين، حسب المجلة ليسوا راغبين بالحرب أكثر من قادتهم. فالشباب يرغبون من حكومتهم التركيز على الوظائف والإقتصاد بدلا من التهديد بالحرب. كما أن الأوروبيين يخشون من تطور الأحداث على الجانب من البحر المتوسط. ففي العام الماضي حصلت إسبانيا على نسبة 40% من غازها الطبيعي من الجزائر. فأزمة في العلاقات قد يترك أثارا صعبة في وقت ترتفع فيه أسعار الطاقة. وأجبرت الحرب في أوكرانيا إسبانيا التخلي عن الغاز الروسي. ولا يمكنها خسارة مزود آخر.
وتخلص المجلة للقول إنه “فوق كل هذا فنزاع بين دولتين جارتين عربيتين لا تبعدان كثيرا عنها يعني موجة جديدة من المهاجرين. وفي النهاية فالحرب لن تكون في صالح أي طرف”.
مجلة حقودة نحن الجزاءريين بخير والحمد لله نحب تبون وشنقريحة واي مغامرة من المغرب سيدفع ثمنها غاليا
من غير المستبعد أن نجد من يقول بأن الايكونوميست أصبحت في خدمة المخزن. وهكذا تنضاف وسائل الإعلام البريطاني إلى أخواتها في فرنسا كلما قرأنا مقالا موضوعيا عن الاوضاع في البلدين.
مقال من مجلة بريطانية منحاز بامتياز وبالتالي فهو بعيد كل البعد عن الموضوعية، يقول المقال ان النخبة الحاكمة في الجزائر بلغت من الكبر عتية…ونسي الكاتب سن الملكة اليزابيث ٢ وحتي ابنها شارل الذي هرم دون ان يتمكن من تعلي العرش، ربما سر هاد الانحياز هو ان الجار الغربي تابع للغرب وأن الجزائر تنتمي لمحور الممانعة…
الملكة في بريطانيا لا تحكم و لاتضع السياسات الجوهرية في أي مجال و هو منصب شرفي و رمزي
الفرق هو أن ابريطانيا بلد الديمقراطية الأصيل ، والحكومة هي التي تسير الأمور وليست الملكة ، لأن هذه الأخيرة لها مكانة في نفوس الإنجليز (تقدير واحترام)
محور الممانعة الذي شتت فلسطين، اذاقت شعوبها أنواع العذاب الممنهج (العشرية السوداء في الجزائر)، ماذا فعلت الممانعة غير دبح شعوبها، سرقة أموال الدول، شراء عقارات، فنادق أوروبا و نهب الخزينة العامة ووضع اموال الدولة في الخارج ؟؟؟؟؟
ماذا قدمت الممانعة لشعوبها غير الفقر العوز الذل و العار ؟؟؟؟
قراءة في الصميم كما هو حال كل مقالات الجريدة العريقة The Economist. السؤال هل ستقولون لنا أن انتقاد الجريدة البريطانيه لتهور و انعدام كفائة عصابة العسكر المسنين الحاكمة في الجزائر هو من جهة تحامل على بلاد التورة و من جهة أخرى انه دليل على ان الجزائر في الطريق الصريح. هذه المرة يتعلق الأمر بجريدة دات مصداقية عابرة للقارات، فهل من متعض؟
الحمد لله الجزائر مستقرة وفي تقدم ويبدو ان الكاتب لايفقه شيئا عن سياسة المنطقة اما عن السن فكم هو عمر بايدن والملك سلمان والقائمة طويلة اما عن الحرب فالاستفزاز من طرف المغرب تجاوز الحدود والجزائر تكظم الغيظ لكن الى متى
مقال رائع يوضح بشكل لا يدع للشك أن العالم فطن له>ا الصراع و عرف من المعتدي و من يريد للمنطقة أن تتأزم
من فبل كنا كشعون من العالم الثالث نثق باخباركم وناخدها كالخبر اليقن اما لان فلم يعد يثق فيكم احد واعني الاوربيين تريدون فقد الفتنة كلما استقللناعنكم واعتمدناعن انفسنا
الحرب ليست في مصلحة الجزائر و ان اصرت على افتعالها فالمغرب ستكون لديه الفرصة السانحة لاخذ ما سرقت منه فرنسا من اراضي ابان الاستعمار الطويل و العريض للجزائر. المغرب اليوم منظم لتحالف دولي قوي و موثوق به و على دراية و قدرة كبيرتين في تسيير الحروب و الازمات و خير دليل على ذلك ما تشهده روسيا الان من اذلال و رفس من طرف دولة صغيرة و مغمورة بين الامم.
@- باب المغاربة ، تقول في تعليقك ” المغرب ستكون له الفرصة السانحة لأخذ ما سرقت منه فرنسا من أراضِ ” إن كنت تعتقد و على يقين بأن فرنسا سرقت من المغرب أراض فإن العقوبة تقع على الجاني ، و على المغرب أن يسعى لأخذ ما سُرق منه من فرنسا .
مهزلة حتى من الصحافة الواقع مغاير تماما الجزائر امبراطورية في شمال افريقيا انتهى اللعب
حفظ الله الجزائر والمغرب من كل سوء.
أجمل ما قيل في الموضوع…شكرا أخي..
و من يدافع عن عملائهم و بلدانهم الوظيفية؟ من يدافع عن اوكرانيا؟ من يدافع عن اسرائيل؟ يا جزائري مادام ينتقدوك و يتحاملون عليك فاعلم بانك في الطريق الصحيح. الموعد بعد بضعة سنين سيعود بعبع البحر المتوسط فلا تستعجلوا