إيماءة روسية

حجم الخط
0

”هبط الزوجان نتنياهو أمس وهما يلبسان معطفين دافئين ويُمسك بعضهما بيد بعض في درج طائرة ‘إل عال’ التي نقلتهما الى لقاء مع فلادمير بوتين في موسكو، وتجسد هذه الصورة أكثر من ألف كلمة تباعد نتنياهو عن رئيس الولايات المتحدة براك اوباما وتحديه ايضا اذا شئتم.
ما زال نتنياهو يلتزم بالتوجه الذي ميز سلوكه في اثناء المعركة الانتخابية على الرئاسة في امريكا حينما أيد تأييدا سافرا المرشح الجمهوري ميت رومني. يعلم كل قاريء صحفي أن بوتين يؤيد وسيؤيد ايضا في المستقبل نظام آيات الله في ايران. فروسيا تزود ايران بالمفاعلات الذرية وبالمعدات التي تحتاج اليها لتطوير وسائل اطلاق صواريخ وحماية من هجمات جوية. فماذا سيجد نتنياهو في موسكو؟.
إن المفارقة الساخرة هي في أن زيارة موسكو تتم قبل توقيع القوى العظمى بلحظة على اتفاق مرحلي لوقف المشروع الذري الايراني. ويجب على الجانب الاسرائيلي اذا كان يوجد أصلا احتمال لاقناع القوى العظمى بالتشدد بعد ذلك مع ايران، أن يُجري حوارا سريا وصادقا ومصمما دون شجار معلن مع متخذي القرارات في واشنطن.’
صحيح أن اوباما مضروب وسيعتبر بعد قليل ‘بطة عرجاء’ بحسب مفاهيم سياسية امريكية داخلية، لكن يمكن فقط بتفاهم مع ادارته اقناع الشريكات الاخرى في المحادثات مع ايران بطلب وقف المشروع النووي مقابل تخفيف العقوبات. تل أبيب بازاء واشنطن هي العنوان الوحيد؛ لا تل أبيب بازاء باريس أو موسكو.’
والى ذلك يقول الفرض المعتاد إن المجتمع الدولي أسقط من برنامج عمله خيار هجوم عسكري على المنشآت النووية الظاهرة والخفية لايران. وستكون تسويات المستقبل مع ايران قائمة على اتفاقات ستبعدها في الأكثر عن إتمام المشروع.’
إن نتنياهو الذي ينسب إليه مستشاروه مزايا شبه نبوية وقدرة على توقع مسارات وأحوال مسبقا، سيحتاج بعد أن يتم التوقيع على الاتفاق مع ايران أن يفسر كيف تحولت ايران في نوبة حراسته الى قوة على شفا القدرة النووية بدعم من القوى الخمس العظمى والمانيا وموافقتها. وماذا حدث لأكثر من عشرة مليارات شيكل أنفقتها اسرائيل على الاعداد للهجوم؟ إن تهديدات رئيس مجلس الامن القومي السابق يعقوب عميدرور بأن طائرات سلاح الجو الاسرائيلي مستعدة للهجوم تُبين مرة اخرى مبلغ فراغ المسدس الاسرائيلي من الرصاص.’
سيزعم منتقدو نتنياهو أنه كسب وبحق النتيجة السيئة بالنسبة إليه. فالذي اختار أن يناكف رئيس الولايات المتحدة ويتحداه علنا، سهّل على الادارة أن تخلص الى استنتاج سمعته من جهة رفيعة المستوى كانت مشاركة بالاتصالات بالبيت الابيض وهو: ‘نحن غير مدينين له (لنتنياهو) بأي شيء. بالعكس، يقولون، إن ضميرنا نقي. إن هذا الاتفاق والاتفاقات التالية مع ايران يضمن مصالحنا، وهذا يكفينا’.

يديعوت 21/11/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية