ابتسامتا مبارك والظواهري

حجم الخط
21

مشهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وهو يتمتع بالحرية او يتابع وربما يسمع من غرفته في مستشفى المعادي العسكري اصوات العشرات الذين احتشدوا للترحيب به يوم الخميس، وربما شاهد مساء امس الالعاب النارية التي اطلقها ائتلاف ‘ابناء مبارك’، هذا المشهد كان كافيا لطرح تساؤلات حول جدوى ثورة 25 يناير، وانجازاتها بعد التضحيات التي قدمت للاطاحة به.
محاكمة الرئيس مبارك ستستأنف الاحد، حيث لا يزال يحاكم في ثلاث قضايا من بينها التواطؤ في مقتل متظاهرين قبيل سقوطه، وهي قضية سبق وان تقرر اخلاء سبيله فيها بسبب انقضاء المدة القانونية لحبسه احتياطيا (24 شهرا). وادت محاكمة أولى في حزيران/يونيو 2012 الى الحكم بالسجن المؤبد على الرئيس الاسبق على خلفية هذه القضية، لكن محكمة النقض امرت باعادة المحاكمة وقد بدأت المحاكمة الجديدة في 11 ايار/مايو.
وتم الافراج عن مبارك بعد الانتهاء من قضيتي هدايا الاهرام و’القصور الرئاسية’ اللتين كان يقضي فيها فترة حبس احتياطي.
ورغم احترامنا للقرار القضائي، الا ان الجانب الرمزي في المشهد في هذا الوقت يبقى فجا.
فقد ترافق اطلاق سراح مبارك من سجن طرة مع استقبال نفس السجن للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد بيومي واعضاء وقياديين بالجماعة اعتقلوا على ذمة تحقيقات ومحاكمة في قضايا اتهموا فيها بالتحريض على القتل (عدد المقبوض عليهم من جماعة الاخوان يتجاوز الالفي معتقل). وبينما اعتبر البعض المشهد مصادفة غير موفقة، رآه آخرون اجهاضا لثورة 25 يناير.
شهدت مصر بعد ثورة 25 يناير تغييرات وتحولات دراماتيكية للاحداث، ومن المشاهد التاريخية التي مرت خلال الواحد وثلاثين شهرا الماضية كان يوم الثالث من اب (اغسطس) 2011، يوم اعتقال ومحاكمة اول رئيس عربي، بينما اليوم يقبع معظم الذين تم انتخابهم بعد الثورة في السجن، واما الرئيس المعزول محمد مرسي فهو معتقل في مكان مجهول.
لكن التغيير الاكبر الذي شهدته هذه الفترة كان اعادة تقييم الاعداء والاصدقاء، ويبدو في هذه الايام، ان العدو الاول لحكام مصر الجدد اصبح حركة المقاومة الاسلامية حماس، بينما لم تعد اسرائيل عدوا، فعلى العكس من ذلك، ربما يسجل التاريخ، ان هذه المرحلة اهم مرحلة مرت للتنسيق بين الطرفين الاسرائيلي والمصري، خاصة بمواجهة الجهاديين في سيناء.
صورة هذه المرحلة تلخصت بابتسامة مبارك اثناء نقله يوم الخميس من السجن، ومن السخرية ان شخصا آخر نعتقد انه كان يبتسم في ذات الوقت في مخبئه على بعد الاف الكيلومترات في باكستان، انه زعيم ‘القاعدة’ ايمن الظواهري، الذي فاز الان بفرصة ذهبية لحشد الجهاديين في مصر.
وسبق للاخوان المسلمين نفي وجود اي صلة لهم بتنظيم ‘القاعدة’، كما ان التنظيم وزعيمه لم يتوانيا عن انتقاد الحركة وزعيمها والرئيس المعزول مرسي، الا ان عددا أكبر من المصريين سيكون بانتظار رسائل من الجماعات الجهادية ردا على ‘شيطنة’ الاخوان، وزجهم بالسجون.
عبد الفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ورمز المرحلة الجديدة، صرّح مؤخراً ان ‘مصر تتسع للجميع’، لكن المقصود ب’الجميع’ على ما يبدو، عودة مبارك ونظامه السابق، فيما ‘تتسع’ السجون أكثر فأكثر لاستقبال قيادات الاخوان ومؤيديهم، وسيلحق بهم بعد قليل كل من يعارضون الدولة الأمنية التي كانت السبب الرئيس في قيام الثورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول رضوان بن الشيخ عبدالصمد:

    السلام عليكم ورحمة الله
    يوم اسود لكل الأحرار في العالم
    إهانة لثورة25يناير عندما نرى تبرئة وإخلاء سبيل دكتاتورا فاسدا قمع حرية شعبه
    الف مبروك للدكتاتورالمخلوع
    مبروك للقضاءالمصري الشامخ
    مبروك للسفاح زعيم الإنقلابيين الجنرال الدموي
    مبروك لثورة30يونيو وحملة تمرد والليبراليين المزيفين
    مبروك لهؤلاء القتلة الذين سفكوا دماءالأبرياء وارتكبوا مجازر لم تشهد مصر في التاريخ المعاصر
    مبروك للطغاة العرب .وشكرا لقدسنا العزيزة

  2. يقول Anwar:

    كنا سابقآ ضد حسني وضد ما يقوم به تجاه الغزة ولاكن بعد تجربة الاخوان المسلمين في حكم مصر وجدنا ان حسني ارحم وافضل للشعب المصري على الاقل توحيد مصر بدلآ من تقطيع اوصالها على اساس طائفي تحت حكم الاخوان وبعد تجربتنا لحماس وشاهدنا خيانتها لمن قدم لها العون بالمال والسلاح انها تقوم اليوم بمقاتلة الجيش السوري الذي قدم كل الاسلحة لها وحماها الشعب السوري بعد ان طردت من جميع الدول العربية ولم تقبلها الا سوريا وكان الدعم المادي والعسكري يصلها من سوريا وايران وحزب الله شهريآ .

  3. يقول اليمني:الانتصار والهزيمة:

    استطاع مبارك أن يخلق انتصارا على الثائرين على نظامه باستقطاب الجزء الأكبر إلى جانبه وتحويل الجزء الباقي إلى عدو للجميع باعتماده على جنوده الأوفياء في الداخل والخارج.

  4. يقول iltaf mortada:

    بعد ثورة الضباط الأحرار على الملك فاروق، جرى تحطيم كل الرموز التي تعود الى عهد الملكية باستثناء تمثال ابراهيم باشا لانه مؤسس الجيش المصري. كذلك الامر مع حالة إخلاء الرئيس حسني مبارك الذي شغر مناصب عالية في الجيش المصري. لكن لا عودة في مصر الى ما قبل ثورة 25 يناير، ولن يكون هناك أي دور سياسي في المستقبل القريب والبعيد لابناء الرئيس مبارك. ولن تذهب أدراج الرياح نضالات الشعب المصري العظيم.

  5. يقول عاطف - فلسطين 1948:

    اليوم الاخوان في السجن وغدا العلمانيين. هل الدكتاتور سيتوقف عند طرف واحد فقط؟؟
    فعلا مصر ابهرت العالم : اسقطت دكتاتور بسرعة فائقه وانقلبت على الثورة واتت يثورة جديدة واخرجت الدكتاتور الاول من السجن وادخلت مكانه الرئيس المنتخب وتسمي ما فعلته ديمقراطية – !!!!!!!!!!؟؟
    حدا فيكم بعرف يحل هاللغز؟؟

  6. يقول بلحرمة محمد:

    30 سنة قضاها غير الماسوف عليه لا مبارك في حكم مصر كان تاثيرها واضحا على مصر والمصريين على كل الاصعدة حيث انتشر الفساد بشكل رهيب وتكونت عصابات المفسدين لتنخر الجسم المصري من كل جانب دون رحمة ولا شفقة وتراجع الدور المصري في المنطقة وعمل نظام لا مبارك كل ما في وسعه لارضاء الكيان الصهيوني المفتاح السحري لكسب رضا الهة المعبد في واشنطن حتى وصفه الصهاينة بكنزهم الاستراتيجي نظرا لما قدمه من خدمات جليلة وكبيرة لصالح التغول الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية والعرب بصفة عامة وانا هنا اشير الى الشعوب وليس الى الانظمة كل هدا كان كافيا لادانة المخلوع بالمؤبد او حتى الاعدام نظرا لوضوح عناصر الاتهام ابان فترة حكمه كالاهمال وعدم القيام بالواجب وخيانة الامانة والتخابر مع دول اجنبية وغيرها ولكن لا نستغرب قرار المحكمة باخلاء سبيل لا مبارك فنحن بكل بساطة في بلدان عربية لا يتمتع فيها القضاء بالاستقلالية وليس بها قانون بالمعنى الحرفي للكلمة
    وتنعدم فيها الشفافية وتسود فيها الضبابية وتلعب فيها السياسة والمصالح والمجاملات ادورا هامة في تحديد مصير القضايا المهمة المعروضة على المحاكم فمند الوهلة الاولى لاستدعاء لا مبارك للمحكمة وظهوره ممتدا على سرير طبي في القاعة المخصصة للمتهمين انتابني شعور بان المحاكمة ستكون صورية لاجل امتصاص غضب الشارع الملتهب وهكدا تابعنا المسلسل الكوميدي الرديء المتعلق بمحاكمة المخلوع حيث شارفنا على نهايته بالافراج عن المتهم تحت تبريرات واهية وغير مقنعة تماما مما حدا بجمعيات حقوقية مصرية للدعوة بالتظاهر لاعادة المخلوع الى السجن المكان الدي يستحقه عن جدارة واستحقاق الشيء الدي دفع بمصدر قضائي للقول بان خروج لا مبارك لا يعني براءته وهدا كلام مردود على صاحبه ولا يغير من الواقع شيئا فالمخلوع قد غادر سجن طرة معززا مكرما والضحية هي العدالة المغتصبة والضحايا الدين استرخصوا نفوسهم للاطاحة بهدا الديكاتور

  7. يقول سليمان:

    عندما يصورون العداله بحكم القانون بفتاه امام الميزان وعصبه على عينيها انما المقصود ان هذه العداله تحكم بالعدل دون النظر الى شخصيات الخصوم , وعندما تحكم العداله حكما فالمقصود بالحكم احقاق الحق ورساله الى من تسول نفسه بخرق القانون لكي يسود السلام والوئام بين افراد المجتمع……
    مبارك بعد ثورة 25 يناير وبحكم الشعب وضع في الخانه الصحيحه فهو متهم باكثر من قضيه وبعد مرور القرابة 30 شهرا اصبح يكاد(اقول يكاد) في طي النسيان الا من بعض مناصرة المناصرين الذين يصطادون قي الماء العكر..
    مبارك في المحكمه ليس متهما او شخصا عاديا بل ان الحكم باخلاء سبيله انما يصب في قناة الفوضى والاضطراب في معمعة فوضى الوضع مع الاخوان,,
    عدالة القانون تتجلى في فهم وضع المجتمع في وقت تطبيق العداله الامر الذي اشعر بان العداله المصريه كانت تنظر من زاوية ضيقه اشبه بزاوية رؤية السلفيين والاخوان اذ كان الاحرى ان يترك في مكانه او لارضاء غرور العداله حفظه تحت الاقامه الجبريه بدون اعلان تجنبا للفوضى التي نحن في غنى عنها الان

  8. يقول نسركوش:

    يناير لم تكن ثورة بل مخطط عالمي باعادة تدوير الاخوان المسلمين لتفكيك الدول واذكاء الصراع الطائفي سنة× شعية من اجل شرق اوسط كبير و دويلات ومشيخات الرايات السود والثورة الحقيقية هي 30 يونيو 2013 وحتما التريخ سيقول كلمته يوما

  9. يقول عبدربه خطاب:

    نعم ان تصريح السيسي صحيح من حيث تفسيره ان سجون ومعتقلات تتسع لجميع معارضي نظامه الانقلابي!. ما كان لأحد أن يتخيّل حتى في احلامه الليلية المزعجة ان تشهد مصر بعد ثورة 25 من يناير هذه التحولات الرهيبة؟!. ولعل البعض من ضعاف الهمة والعزيمة يتخيّل أيضا ان ما جرى في مصر قد أطاح بثورة العرب الربيعية !، والحقيقة ان ذلك كله قد زاد من ارادة الشباب الثوري الاسلامي والوطني والقومي على مواصلة الثورة وربما سلوك سبلا جديدة اكثر فعالية للأطاحة باركان الثورة المضادة. أخطاء الحكام الطغاة تتراكم وتتفاقم يوما بعد يوم وهذا كله يصب ايجابا في صالح الثوار الأحرار.

  10. يقول أبو غضب - المانيا:

    لا شك ان الانقلاب العسكري الذي وقع بالاحتيال على اليسار المصري، والذي لن يقبل تحمل نتائج الثورة المضادة التي انكشف امرها بعد الانقلاب والذي تم تغليفه وكأنه حركة تصحيحية، كان بدفع من الرجعية العربية والمعروفة للجميع، سوف يفشل ولن يستطيع السيسي ومن ورائه ارجاع او ادارة دولاب التاريخ للوراء، تحيى مصر العربية
    نتمنى ان يقوم اليسار المصري بالاعلان عن موقفه مما يحدث.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية