غزة- “القدس العربي”: رفضا للإجراءات العقابية ضد الأسرى الفلسطينيين، وتحديدا أسرى حركة الجهاد الإسلامي، انضم أسرى جدد لمعركة الإضراب عن الطعام، المستمرة منذ تسعة أيام، من بينهم الأسير محمود العارضة، أحد الأسرى الذين نفذوا عملية الفرار من سجن “جلبوع” في السادس من الشهر الماضي، في الوقت الذي واصل فيه الأسرى الإداريين الستة، “معركة الأمعاء الخاوية”، طلبا للحرية، رغم تدهور وضعهم الصحي بشكل خطير.
وأعلنت شقيقة الأسير محمود العارضة، أن شقيقها قرر أن يبدأ الخميس بالإضراب عن الطعام، رفضا للعقوبات المفروضة ضد الأسرى، لافتة إلى أن والدتها هي الأخرى قررت الدخول في الإضراب تضامنا معه.
كما تواصل ثلاثة أسيرات 2021 لليوم الخامس على التوالي إضرابهن المفتوح عن الطعام اسناداً للأسرى المضربين عن الطعام وهن منى قعدان وأمل طقاطقة وشاتيلا أبو عيادة.
إلى ذلك فقد قالت مؤسسة مهجة القدس، التي تعنى بأوضاع الأسرى، أن إدارة سجن “ريمونيم” فرضت عقوبات جديدة بحق الأسير يعقوب قادري، أحد الأسرى الستة الذين نفذوا عملية الفرار، ولا تزال تواصل عزله في الزنازين.
وجاء ذلك في الوقت الذي واصل فيه أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال، ولليوم التاسع على التوالي، معركتهم بالإضراب المفتوح عن الطعام لمواجهة إجراءات إدارة سجون الاحتلال التنكيلية المضاعفة بحقّهم، بعد أن رفضوا حلول مجتزئة قدمتها إدارة السجون لزقف التصعيد الحاصل.
ومن المقرر أن تتصاعد فعاليات الأسرى الاحتجاجية ضد إدارة السجون، في قادم الأيام، في ظل تعنت الأخيرة ورفضها الاستجابة لمطالب الأسرى، المتمثلة في رفع العقوبات التي فرضت ضدهم منذ عملية فرار الأسرى من سجن “جلبوع”، وبدعم الأسرى من كافة التنظيمات خطوات أسرى حركة الجهاد، والتي يستمر فيها 250 أسيرا حاليا بالإضراب، ولوحوا بدخول أسرى جديد من كافة التنظيمات في هذه المعركة.
وأكد المتحدث باسم مؤسسة مهجة تامر الزعانين، أن الأيام القادمة ستشهد دخول أسرى الجهاد كافة في معركة الإضراب عن الطعام حتى المرضى منهم، وبين الناطق باسم المؤسسة التي ترعاها حركة الجهاد الإسلام، أن أسرى الجهاد أجهضوا كل محاولات الالتفاف على إضرابهم ويؤكدون أن هناك عناوين واضحة وعلى رأسها الأمين العام للهيئة القيادية لأسرى الجهاد زيد بسيسي.
وأكد أن مطالب أسرى الجهاد مشروعة، وأضاف “الاحتلال ينفذ خطة ممنهجة بهدف كسر عزيمة أسرى الجهاد لأنهم كانوا شوكة في حلق العدو”، لافتا إلى وجود ضغوطات كبيرة على أسرى حركة الجهاد من أجل فك الإضراب ورغم أوضاعهم الصعبة.
تحذيرات من خطورة الأوضاع الصحية للأسرى والاحتلال يفرض مزيدا من العقوبات
يُشار إلى أن إدارة سجون الاحتلال ومنذ السادس من الشهر الماضي، وهو تاريخ عملية الفرار، شرعت بفرض جملة من الإجراءات التنكيلية، وسياسات التضييق المضاعفة على الأسرى، واستهدفت بشكل خاص أسرى الجهاد الإسلامي من خلال عمليات نقلهم وعزلهم واحتجازهم في زنازين لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، عدا عن نقل مجموعة من القيادات إلى التحقيق.
ومن جانبها، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية تتعمد وضع العديد من العراقيل والتعقيدات أمام الطواقم القانونية للهيئة لزيارة أسرى حركة الجهاد الإسلامي والإطلاع على ظروفهم الاعتقالية في مختلف السجون.
وبينت الهيئة، أن الاحتلال يتعمد المماطلة والتسويف بإجراءات التنسيق التي يطلبها محامو الهيئة لزيارة أسرى الجهاد منذ عملية الهروب من سجن “جلبوع”، فضلا عن رفضها العديد من الطلبات بهذا الخصوص.
وأوضحت، أن إدارة السجون تتعمد وبعد طلبات التنسيق اللازمة، قيامها بعمليات نقل متلاحقة للأسرى المطلوبين للزيارة، لخلق حالة من عدم الاستقرار بحق الأسرى، وبالتالي عدم تمكن المحامين من تنفيذ الزيارات.
وقالت الهيئة إن هذه السياسة تعد إجراء إسرائيلي ممنهج ومتعمد لمنع لقاء الأسرى بمحاميهم والاستماع لشهاداتهم حول سلسلة العقوبات والإجراءات التنكيلية والقمعية التي مورست بحقهم على مدار الأسابيع الماضية، ونوع من العقاب بحرمانهم من هذا الحق القانوني المكفول”.
إلى ذلك فقد أفادت هيئة شؤون الأسرى بأن أطباء الاحتلال في مستشفى “كابلان” حاولوا تغذية الأسير المضرب عن الطعام مقداد القواسمة (24 عاما) قسريا، بالمحاليل والمدعمات، في محاولة لكسر إضرابه المفتوح عن الطعام ضد اعتقاله الإداري، وأضافت الهيئة، في بيان صحافي، أن محاولة التغذية جرت للأسير القواسمة وهو مقيد بالسرير في قسم العناية المكثفة بمستشفى “كابلان”.
وأشار إلى أن الأسير القواسمة، وهو من مدينة الخليل، يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 92 يوما، فيما وضعه الصحيّ يتدهور بشكل خطير ومقلق، إذ يعاني من نقصان حاد في الوزن وانخفاض معدّل نبضات القلب، وضيق في التنفس وآلام حادة في كل أنحاء جسده، ولا يكاد يقوى على الوقوف، ويعاني من عدم وضوح في الرؤية وآلام في الأمعاء والرأس والبطن وقد يتعرض للموت المفاجئ في أية لحظة.
وأشارت الهيئة إلى أن ثلاثة سجانين يحاصرون الأسير القواسمة في غرفته بالمستشفى، ويتعمّدون تناول الطعام أمامه، كما أنّه مقيّد في السرير من يده اليمنى وقدمه اليسرى على مدار الساعة.
وفي السياق، قال محامي نادي الأسير جواد بولس، إنّ إدارة سجون الاحتلال أعادت الأسيرين علاء الأعرج وهشام أبو هواش إلى سجن “عيادة الرملة” بعد نقلهما إلى مستشفيي “كابلان”، الذي نقل إليه الأسير الأعرج، و”أساف هروفيه” الذي نقل إليه الأسير هواش.
جاء ذلك في بيان صادر عن نادي الأسير، بعد زيارة أجراها بولس الأربعاء لثلاثة أسرى من المضربين في سجن “عيادة الرملة”، هم: الأعرج وهواش، إضافة إلى الأسير شادي أبو عكر، مؤكدا أن الأسرى يعانون أعراضا صحية صعبة وخطيرة، منها: مشاكل في النظر، وتقيؤ، وضعف جسدي وبطء بالكلام وبالحركة، وأوجاع شديدة في كافة أنحاء الجسد، لافتا إلى أن إدارة السجون تقوم بنقلهم إلى المستشفيات المدنية وتعيدهم مجددا إلى السجن، في محاولة لرفع العتب عنها وترحيل مسؤوليتها إلى جهات أخرى”، مؤكدا أنّه وحتّى اليوم، لا توجد طروحات قانونية جدّية وواضحة لقضاياهم، وأن بعض الطروحات التي تقدمت بها نيابة الاحتلال، لم تكن مقنعة للأسرى المضربين.
وفي سياق متصل، رفضت إدارة مستشفى “كابلان” السماح للمحامي بولس بزيارة الأسير القواسمة الذي نقل إلى العناية المكثفة بعد تدهور شديد الخطورة على وضعه الصحيّ، حيث فرضت الإدارة شروطا جديدة لزيارته مثل ضرورة التنسيق المسبق مع أمن المستشفى والأطباء في قسم العناية المكثفة.
يشار إلى أن الأسرى الستة الذين يواصلون معركة الإضراب عن الطعام، رفضا لاعتقالهم الاداري هم، كايد الفسفوس مضرب منذ 99 يوما، ومقداد القواسمة مضرب منذ 92 يوما، وعلاء الأعرج منذ 75 يوما، وهشام أبو هواش منذ 66 يوما، وشادي أبو عكر مضرب منذ 86 يوما، وعياد الهريمي منذ 29 يومًا.