اتهامات بالترويج للخيانة الزوجية والعلاقات الرضائية تلاحق المسلسل المغربي “دار النسا”- (تدوينات)

عبد العزيز بنعبو
حجم الخط
0

الرباط- “القدس العربي”:

أضيفت تهمة جديدة للمسلسل الرمضاني المغربي “دار النسا” الذي يبث يوميا على القناة التلفزيونية الأولى، وهي الترويج للأفكار “النسوية” مثل تلك التي تدافع عنها الحركات النسائية بصدور عارية في العالم.

سيل التهم لم يتوقف عند “النسوية” بل تعداها إلى الترويج لـ”الفساد الأخلاقي” و”التطبيع” مع العلاقات الرضائية، والحمل خارج مؤسسة الزواج، وحتى استحضار حالة لزنا المحارم أشعلت فتيل الغضب لدى فئة عريضة من الرأي العام المغربي.

المسلسل الذي لم تهدأ وتيرة الهجوم عليه، بدءاً بالتركيز على موضوع اللكنة الشمالية التي تميز أهل طنجة والمناطق المجاورة في حديثهم بالدارجة المغربية، إلى حديث التابوهات والتصالح مع المحرمات والترويج للأفكار “المنحرفة”، كما وصفها مدون غاضب جدا.

صفحة على فيسبوك تدعى “ماروك ماغازين” اعتبرت أن المسلسل كان يجب أن تتم تسميته بـ”دار السايبات” (تعني المتحررات والمنحرفات) وليس “دار النسا”. وأوضحت السبب، وهو في رأيها أن المسلسل محوره كله حول “الفساد الأخلاقي”، وأعطت نماذج من داخل شخصيات العمل الدرامي، حيث هناك حالات حمل غير شرعي كثيرة، وأخرى للخيانة الزوجية لنساء في حق أزواجهن، ولخصت المشهد بقولها إنها “سلاطة من العهر الأخلاقي”، كما تساءلت: “هل يريدوننا عنوة أن نعتبر العلاقات الرضائية أمرا عاديا وحتى إذا وقع الحمل؟”.

مدونة أخرى تدعى زهرة زاكي، تبدو مواكبة للمسلسل بشكل دقيق، كتبت تقول إن “الفكرة العامة هي أن الحرام يأتي معه الحرام “، وأضافت: “الفكرة الثانية أن العلاقات الرضائية ستصبح عادية في المجتمع والكل عليه أن يتقبلها”، وأنه لا يوجد حل سوى ذلك، ومسلسل “دار النسا أعطاها غطاء رومانسيا”.

صفحة أخرى تدعى “تطوان الحمامة”، أكدت أن “مسلسل (دار النسا) يمثل أفكار موجة الفيمينيسم feminism “، وشددت على أنه عبارة عن “الأفكار المسمومة التي عليها أن تدمر قيم المجتمع المغربي المحافظ”، وتأسفت كون “الممثلين والممثلات في الشمال ابتلعوا الطعم وشاركوا في هذا (التلوث البصري)” وفق تعبير التدوينة.

وأقرت التدوينة أن مثل “هذه الحالات موجودة في المجتمع المغربي، لكنها خاصة ومعدودة جدا، بينما من سيشاهد المسلسل سيظن أن المجتمع المغربي كله على هذه الشاكلة، الحمل خارج الزواج والخيانة الزوجية”، ووصفت المسلسل بـ”المسموم” و”الخبيث”، بل اتهمته بخدمة “أجندة المفرنسين” نسبة إلى الفرنسية.

صفحة “طنجة 24″، أكدت في تدوينتها على فيسبوك، أن “مسلسل (دار النسا) قامت الدنيا عليه، وأثيرت حوله ضجة كبيرة لسبب تافه، وهو اللهجة الشمالية”، وبالنسبة لها، فإن الجميع “رأى القشور فقط، ولا أحد ناقش الظواهر الموجودة في المسلسل وأهمها ظاهرة زنا المحارم”.

وتابعت التدوينة موضحة، أن “ظاهرة زنا المحارم ناقشها المسلسل بشكل مفصل”، واعترف أن هذا العمل الدرامي “فعلا يعكس الجزء الشاذ من المجتمع الذي أصبح سطحيا وتافها ويناقش التفاهة فقط، وينسى المضامين والرسائل في الأعمال الدرامية”.

وبلكنة ساخرة، أضافت التدوينة أن “الجمهور ركز في الزازية (شخصية في المسلسل) وابنتها، ونسي القضايا المطروحة، بحيث إننا أصبحنا أمام دراما تناقش الشذوذ والزنا والعبث وتعطيها هالة درامية كبيرة حتى تلاقي التعاطف من الجمهور”، وهذا “الشيء خطير وخطير جدا “.

وانتقد الإعلامي عبد الحق بن حمون، السلسلة الدرامية مبرزا أنها “على ما يبدو دخلت في النمطية والمباشرة في الخطاب”، وأضاف: “كأن الفيلم جاء ليترافع على قضايا اجتماعية، إلا أنه صار يشجع ويفتح العيون على الانحراف وممارسة بعض السلوكيات الشاذة في المجتمع، وكم من ظواهر عالجها أهل الاختصاص من علم النفس بعدم حك ضبرتها (تعني حك الجرح) وعدم تكرار الحديث عنها في الأوساط الأسرية حتى تكون مجرد سحابة عابرة وظاهرة معزولة وليست أحكاما قيمة”.

وحضرت اللهجة الشمالية وغياب فنانين ينتمون للمنطقة، في تدوينة بن رحمون التي عنونها بـ”مسلسل (دار النسا) يزرد الحلوى ويهمّش فنانين مرموقين بالشمال مهنتهم الفن”، وتساءل: “لماذا يمشون ويتناسون عددا من الأسماء الفنية المرموقة بمدن شمال المغرب ولها حضور بارز في عدد من الأعمال الدرامية، هل سيسرقون نار النجومية من البركان؟ فقصعة الكسكس أو العصيدة تسع الجميع ليتناول منها حقه”.

وحسب الإعلامي المغربي، فإن “الفنان ينتظر فرصة للعمل الفني ليعيش في موسم رمضان، وأما الشهور الأخرى فيظل يعاني ويعاني. وما دام الفن هو مهنته الأولى التي ابتلي بها على الرغم من الجحود، فلا بد من فتح المجال له ليبدع ويشارك في أدوار تحقق النجاح”.

وتدور قصة مسلسل “دار النسا” حول الأرملة (أمينة) التي تعيش حياتها اليومية مع أبنائها الثلاثة ووالدتها، ويدفعها الطموح لافتتاح مدرسة الطبخ الخاصة بها من أجل توفير احتياجات أسرتها، بينما تعود صديقتها (بهيجة) إلى الحي بعد قضاء فترة عقوبة بالسجن، ما يؤدي إلى فتح ملفات الماضي الذي ظنت (أمينة) أنها دفنته.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية