لندن- “القدس العربي”: نشر موقع “أكسيوس” تقريراً أعدّه أندرو سوليندر قال فيه إن الجماعات المؤيدة لإسرائيل تشن حملة في الكونغرس لتلطيف الأجواء بسبب موقف الديمقراطيين من غزة.
وتقوم جماعة بارزة مؤيدة لإسرائيل بمحاولات لتهدئة أعصاب الديمقراطيين المنتخبين وحثّهم على مواصلة السياسات المؤيدة لإسرائيل، وأن مواقفهم هذه لن تضرّ بحظوظهم في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.
جاء تحرك الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل رداً على جهود الناشطين المؤيدين لفلسطين أثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، والحث على التصويت بـ“غير ملتزم”
وتأتي الحملة من مجموعة الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل في وقت زاد فيه الرئيس جو بايدن، وغيره من المسؤولين المؤيدين لإسرائيل في حزبه، من نقدهم لطريقة إدارة حليفتهم بالشرق الأوسط الحرب في غزة. وقال مشرّعون مؤيدون لإسرائيل إن النقد قصد منه إصلاح التحالف الانتخابي الديمقراطي المتصدع.
وقامت مجموعة الغالبية الديمقراطية من أجل فلسطين بإرسال مذكرة للحملات الانتخابية وأعضاء الكونغرس قالت فيها إن “دعم السياسات المؤيدة لإسرائيل ليس مضراً”. واعتمدت المذكرة على استطلاعات الرأي العام التي تقترح أن الناخبين لا يعتبرون الحرب في غزة أولوية، ولن تترك بالضرورة أثرها على الانتخابات الرئاسية، وأن الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل أقوى من زملائهم الديمقراطيين المؤيدين لفلسطين.
وقال مارك ميلمان، رئيس المجموعة المؤيدة لإسرائيل في الحزب الديمقراطي: “عادة ما يخلط الناس بين الحجم والنسبة. وحقيقة أن رفع بعض الناس أصواتهم لا تجعلهم غالبية، ولا تجعلهم في الحقيقة غالبية كبيرة”.
وجاء تحرك الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل رداً على الجهود التي قام بها الناشطون المؤيدون لفلسطين أثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هذا العام، وحثهم التقدميين في الحزب على التصويت بـ “غير ملتزم”، احتجاجاً على دعم الرئيس بايدن إسرائيل.
وأدت الحملة بنسبة 19% من ناخبي مينسوتا الديمقراطيين، و13% من ناخبي ميتشغان للتصويت بغير ملتزم بدلاً من دعم بايدن. وعبّر الكثير من الديمقراطيين عن قلقهم من المشاركة الانتخابية، وخاصة بين العرب الأمريكيين، والذين يعتبرون كتلة انتخابية قوية للديمقراطيين. إلا أن الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل تقلّل من أثر حركة غير الملتزمين، وأن تأثيرها مبالغ فيه. وأشارت إلى استطلاع “نيويورك تايمز”، الذي كشف أن ميتشغان هي أقوى ولاية متأرجحة بالنسبة للناخبين المحتملين لبايدن. وهناك بعض المؤيدين لإسرائيل في الكابيتال هيل يتعاملون مع رسالة مجموعة الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل بحب. وقال نائب ديمقراطي في مجلس النواب إن التقدميين المتمرّدين بسبب غزة “حصلوا على الكثير من الانتباه، ولكنهم مجموعة صغيرة”.
إلا أن ليلى العابد، رئيسة حركة غير ملتزم، قالت: “لو اعتقد الناس أن هذا لن يكون له تأثير انتخابي سلبي على بايدن في انتخابات قريبة، فهم إما يدفنون رؤوسهم بالرمال، أو أنهم يضلّلون الناس عن قصد”.
وقال المتحدث باسم “العدالة الديمقراطية” أسامة أندرابي إن بايدن “ينفّر الناخبين الديمقراطيين الموثوق بهم”، وإن الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل “تقوده على طريق الخسارة لدونالد ترامب”.
جماعة يهودية: من مصلحة الجميع وقف هذه الحرب، وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء الكارثة الإنسانية، ورسم مسار لمستقبل سلميّ خالٍ من الإرهاب والظلم
وأشار إستراتيجيٌّ تقدميٌّ إلى الاستطلاعات التي كشفت أن نصف ناخبي بايدن يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، وأن غالبية ناخبي بايدن في 2020 يعتقدون أن الولايات المتحدة تدعم بقوة إسرائيل.
وبنفس السياق، حاولت جماعات ليبرالية، مثل الجماعة اليهودية جي ستريت، اتّخاذ موقف وسط، فرغم نقدها لبايدن، وعدم عمله المزيد للأخذ على يد إسرائيل، إلا أنها تعتبر إعادة انتخابه “أولوية”، و”مخاطر ولاية ثانية لترامب على بلدنا وديمقراطيتنا خطيرة جداً لتجاهل مظاهر القلق الحقيقية التي يبديها الكثير من الناخبين عن الوضع في غزة”.
وقالت: “من مصلحة كلّ واحد، بما فيها مصالح إسرائيل، وقف هذه الحرب، وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء الكارثة الإنسانية، ورسم مسار لمستقبل سلميّ خالٍ من الإرهاب والظلم”.