الخرطوم ـ «القدس العربي»: ارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين في الهلالية شرق ولاية الجزيرة إلى 600 قتيل من بينهم عشرات الأطفال جراء الاعتداء والحصار الذي تفرضه قوات «الدعم السريع» على المدينة منذ أكثر من شهر، فيما قالت شبكة أطباء السودان إن القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» نهبت مستودعات إمدادات طبية وأصول تقدر بـ 2.5 مليون دولار في مدينة سنجة جنوب شرق البلاد.
وأكدت منصة «نداء الوسط» ارتفاع ضحايا الهلالية إلى 600 قتيل. وأرجعت الأسباب في بيان لها الثلاثاء، إلى «الرصاص والجوع والعطش والتسمم الغذائي» مشيرة إلى «استمرار الدعم السريع في ارتكاب الانتهاكات بحق الأهالي ما يعد استكمالا لعمليات الإبادة الشاملة للسكان».
في سياق متصل، قتل 7 أشخاص وأصيب آخرون إثر هجوم جديد لقوات «الدعم» على قريتي ارتميلي وسعادة ريفي أبوقوتة في ولاية الجزيرة، حسبما أفادت لجان المقاومة المحلية التي قالت كذلك إن «قوات حميدتي هاجمت تلك القرى ونهبت الماشية ما أدى إلى نزوح كامل لقرية سعادة».
ومنذ أسابيع، تشهد أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة فظائع مروعة على يد «الدعم» التي شنت هجمات انتقامية على عدد من القرى شمال وشرق الولاية رداً على انضمام قائدها «أبوعاقلة كيكل» إلى الجيش. في المقابل، أفادت مصادر ميدانية في مدينة الحصاحيصا شمالي الجزيرة لـ«القدس العربي» بأن الطيران الحربي التابع للجيش نفّذ خلال اليومين الماضيين غارات جوية على مواقع لـ«الدعم» مما أدى إلى سقوط قتلى وسط المواطنين.
وفي سنجة عاصمة ولاية سنار جنوب شرق البلاد، اتهمت شبكة «أطباء السودان» قوات «الدعم السريع» بنهب مستودعات أدوية وأصول صحية تقدر قيمتها بـ 2.5 مليون دولار تابعة لصندوق الإمدادات الطبية في الولاية.
ضحايا الهلالية بلغوا 600 قتيل… والجيش يسترد مناطق في سنار
وأدانت الشبكة في بيان، ما أسمتها «التجريف الممنهج للمخزون الاستراتيجي من الأدوية والإمداد الطبية عبر النهب والتهريب إلى خارج البلاد».
أما في تطورات العمليات العسكرية، فقد واصل الجيش تقدمه وتحرير عدة بلدات في ولاية سنار بعد أن استعاد السبت مدينة سنجة التي كانت تقع تحت سيطرة الدعم السريع منذ يونيو/حزيران الماضي. وقال مصدر عسكري لـ«القدس العربي» إن الجيش بسط سيطرته خلال اليومين الماضيين على بلدات طيبة اللحويين، ودالنيل، كرجوج، أبوحجار، أم بنين وغيرها في ولاية سنار، واستولى على ذخائر وأسلحة كانت في حوزة الدعم السريع التي هربت أعداد منها إلى آخر معاقل كبيرة نسيباً لها في سنار في منطقة الدالي والمزموم في الاتجاه الجنوبي الغربي للولاية المتاخمة لدولة جنوب السودان.
وأشار المصدر إلى حركة الطيران بين مدينتي سنار وسنجة مع تنفيذ عدة طلعات للطيران الحربي استهدفت تجمعات «الدعم» في مصنع سكر سنار شمال الولاية.
أما في العاصمة الخرطوم، فقد قال سكان محليون إن الطيران الحربي قصف مواقع في منطقة المقرن وسط الخرطوم وشوهد تصاعد لأعمدة الدخان بعد سماع دوي انفجارات قوية، مشيرين كذلك إلى استمرار الاشتباكات في نواحي أمبدة وفي مناطق أخرى في مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة.
وفي مدينة الفاشر غربي السودان، أفادت المعلومات عن تراجع الاشتباكات المباشرة بين الجيش وقوات الحركات المساندة له من جانبن و«الدعم السريع» ومليشيات القبائل العربية المتحالفة معها من الجانب الآخر، في حين نفذ الطيران الحربي سلسلة هجمات على ارتكازات للدعم السريع شرق المدينة بينما واصلت قوات الدعم السريع قصفها على مواقع الجيش والأحياء السكنية.
وقالت شبكة أطباء السودان إن 3 أشخاص قتلوا وجرح آخرون جراء قصف «الدعم السريع» على معسكري زمزم وأبو شوك في الفاشر.
وأشارت إلى أن المعسكرات تحتضن الآلاف من المدنيين الذين نزحوا من ولايات دارفور الأخرى والتي أصبحت الملاذ الآمن الأخير لهم. وطالبت الشبكة المنظمات الدولية بالضغط على الدعم السريع لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الداعية لوقف الحصار على الفاشر وفتح المسارات الإنسانية ووقف استهداف المدنيين العزل.