القاهرة ـ «القدس العربي»: قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» الثلاثاء، إن إسرائيل ضاعفت منذ مطلع عام 2024 القيود على وصول بعثات الإغاثة إلى قطاع غزة، وحذّر من زيادة المخاطر الصحية والبيئية نتيجة لذلك.
وقال المكتب الأممي في بيان إنه خلال الأسبوعين الأولين من يناير/كانون الثاني الجاري لم ينجح سوى 7 من أصل 29 من البعثات المقررة لتوصيل الغذاء والدواء والمياه وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة في الوصول إلى وجهاتها شمال وادي غزة.
وأضاف أن معظم الحالات شملت رفض تسليم الوقود والأدوية إلى مناطق شمال وادي غزة، في محافظتي غزة وشمال غزة.
ويأتي الاتهام الأممي لإسرائيل، وسط تحذير برنامج الأغذية العالمي من «تفشي الجوع في غزة» حيث يتضور الأفراد جوعا في الأماكن التي لم تصل إليها المساعدات الغذائية.
وقال مدير البرنامج في فلسطين سامر عبد الجابر إن «الجميع في غزة يعانون من الجوع، وإن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والتغذية أظهر أن هناك مستويات مدمرة من انعدام الأمن الغذائي في غزة».
في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، وسيغريد كاخ كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، على حتمية زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة على نحو كاف يُلبي الاحتياجات الملحة لسكان القطاع، فضلاً عن دعم استمرار عمل المنشآت الخدمية والمستشفيات ووكالات الإغاثة لتقديم خدماتها لأبناء الشعب الفلسطيني.
واستقبل شكري المسؤولة الأممية في أول زيارة لها إلى المنطقة عقب توليها المنصب بموجب قرار مجلس الأمن 2720 لتسهيل وتنسيق ومراقبة عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
مصر تدعو مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤوليته
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، إن مناقشات شكري والمسؤولة الأممية، تناولت بشكل مستفيض الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، والتقييمات ذات الصِلة بتردي عمل المنظومات الخدمية والإنسانية في القطاع. وقد استمع وزير الخارجية إلى عرض تفصيلي لرؤية المنسقة الأممية لكيفية تنفيذ المهام الموكلة إليها وأولويات تحركها خلال المرحلة المقبلة.
وحسب بيان للخارجية المصرية، فإن شكري أكد خلال اللقاء، على دعم مصر للدور المنوط بالمسؤولة الأممية وحرص مصر على تقديم كافة التسهيلات لتمكينها من أداء مهامها، ولضمان التنفيذ الكامل لبنود قرار مجلس الأمن، بما في ذلك سرعة تدشين آلية تابعة للأمم المتحدة لتسريع إرسال شحنات المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مشدداً على ضرورة التزام إسرائيل بتسهيل وعدم إعاقة عمل المسؤولة الأممية.
ولفت إلى أن اعتماد مجلس الأمن للقرار 2720 يعني إدراك أعضائه وإدراك المجتمع الدولي بوجود تحديات ومعوقات مرتبطة بدخول المساعدات إلى القطاع، ومِن ثم مسؤولية إسرائيل بإزالة تلك المعوقات والتعاون من أجل تسريع دخولها إلى القطاع لوضع حد للوضع الإنساني المتردي.
كما أعاد وزير الخارجية التأكيد على التزام مصر الراسخ منذ بدء الأزمة، بالعمل على استدامة إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، على الرغم من العراقيل المتعمدة التي يضعها الجانب الإسرائيلي.
ودعا شكري مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤوليته تجاه تنفيذ ما تضمنه القرار من تسهيل استخدام جميع المسارات المتاحة، مشدداً على أن الوضع المأساوي الراهن يحتم إنفاذ المساعدات العاجلة عبر المسارات المباشرة دون أي تأخير، وأن تحقيق وقف إطلاق النار يظل هو السبيل الأمثل لإنهاء المأساة الإنسانية في قطاع غزة. في حين، أعربت المسؤولة الأممية عن تقديرها للجهود التي تبذلها مصر لتقديم وإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ودبلوماسياً من خلال الدفع بطرح قرار مجلس الأمن في هذا الشأن، فضلاً عن تسهيل استخدام معبر رفح من قبل وكالات الإغاثة الأممية لإدخال المساعدات والإمدادات الحيوية لسكان القطاع، مؤكدة الحرص على مواصلة التنسيق والتشاور مع الجانب المصري لضمان تنفيذ مهامها.
إلى ذلك واصل مطار العريش الدولي في شمال سيناء استقبال طائرات المساعدات.
واستقبل خلال الساعات الماضية طائرة آتية من فرنسا نقلت مستلزمات طبية تقدر بـ 1500 طن، وطائرة من الكويت، نقلت مواد غذائية وخياما و 3 سيارات إسعاف تقدر بحوالى 36 ألف طن. وبلغ إجمالي عدد الطائرات التي وصلت إلى مطار العريش منذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 488 طائرة، من بينها 397 طائرة حملت نحو 13 ألف طن من المساعدات المتنوعة ومواد الإغاثة إلى قطاع غزة، مقدمة من دول عربية وأجنبية ومنظمة إقليمية ودولية، الى جانب 91 طائرة حملت وفودا رسمية وتضامنية عربية ودولية.