اخوان الاردن بانتظار مصير اخوان سورية

حجم الخط
1

يشهد الحراك الوطني الأردني في الفترة الأخيرة تراجعا ملحوظا، سواء من ناحية زخم المشاركة أو من ناحية وجود برامج واضحة ترتكز إلى مطالب محددة يجمع الحراك عليها وهو ما يجعلنا نفكر جليا في أسباب هذا التراجع .
لعل غياب قوى اليسار عن الحراك كان نتيجة حتمية لتفضيلها دخول معمعة الانتخابات النيابية ومحاولتها جلب الحراك إلى مجلس النواب بدلا عن الشارع فحصل أن خابت آمال اليساريين المشاركين بأغلب أحزابهم (باستثناء حزب الوحدة الشعبية) في الانتخابات فلم يفلحوا في ما سعوا إليه كما لم يعودوا إلى الحراك أيضا! ربما لاعتبارات الموقف من الثورة السورية وغيره من المواقف الخلافية مع حراك الشارع، هذا من جهة أمّ من جهة ثانية فكان غياب جماعة الإخوان المسلمين هو الأكثر إثارة للدهشة خصوصا وأن الإخوان كانوا دائما يحاولون تصدر المشهد في الحراك الشعبي، فلماذا يغيب الإخوان عن المشهد الحراكي اليوم وهم كانوا قد فضلوا البقاء في الشارع على اللجوء إلى صناديق الاقتراع وفق قانون الانتخاب الذي فرضه النظام على الجميع؟!
غاب الإخوان عن الانتخابات وحاولوا حشد أكبر عدد من المقاطعين للوقوف إلى صفهم أملا في إفشال الانتخابات ووضع النظام في مأزق قد لا يخرج منه، فأعلنوا عن جمعة الشرعية الشعبية ودعوا إليها كل الحركات في الأردن، ولكن النتائج لم تكن على قدر التطلعات، لعل أحد أهم أسباب إصرار الإخوان في الابتعاد عن الانتخابات، إضافة إلى القانون هو الأمل في وصول الربيع العربي الحقيقي إلى الأردن من خلال حسم الأمور في سورية، ووصول الإخوان هناك إلى سدة الحكم وبالتالي دعم الجميع بعد ذلك لثورة في الأردن توصل الإخوان إلى الحكم، ولكن هذا الأمر يبدو صعب المنال خصوصا في ظل صمود النظام السوري والدعم الذي يتلقاه من العديد من الدول، فانتهت الانتخابات ونجح النظام في إقامتها وتدشين مجلس نيابي كلاسيكي لا يرضي لا الحراك ولا الإخوان ولا حتى الشارع الأردني غير المبالي إلا بلقمة العيش والتي أصبح الحصول عليها يحتاج جهدا مضاعفا، ولكن المجلس موجود رغم ذلك ويبدو انه سيكمل أكثر من نصف مدته هذه المرة .
بالعودة إلى غياب الإخوان عن الحراك خصوصا في العاصمة وتركيز جهود كوادر الحزب على اربد فان هذا الأمر يدعونا إلى التساؤل ما الذي يريده الإخوان من وراء هذا الحراك؟ بالتأكيد هم لا يريدون إلا السلطة وسيعملون جاهدين من أجل الوصول إليها حتى لو امتطوا حراك الشباب الحراكي الذي يخرج كل جمعة دونما كلل أو ملل فلهذا الشباب أهداف تختلف عن أهداف السياسيين أهداف سامية لطالما سعى إليها كل وطني شريف ألا وهي استعادة وطن وعودة الانتماء حقيقي الى صدور أبنائه، لا يمكننا أن نقول ان الإخوان غائبون عن الساحة تماما فهم يخرجون أحيانا في استعراض أكثر منه حراكا ليرسلوا رسائل للنظام تخبره بوجودهم وقدرتهم على الحشد، ولكن يتغيب الإخوان إن كان الهدف من الخروج لا يتفق مع أجندتهم المعدة بدقة فحين يتداعى الحراك من أجل الخروج رفضا للوجود العسكري الأمريكي في الأردن من أجل ضرب سورية نجد الإخوان يغيبون رغم أنهم في العلن أعلنوا عن رفضهم لهذا الأمر، ولكن يبدو أنهم يضمرون في السر غير ذلك أملا في حسم المسألة السورية في أسرع وقت ممكن حتى وإن كان إنهاؤها بأيد أمريكية !
في النهاية نقول ان أي حراك أو إجماع على أي أمر دون الارتكاز إلى مصلحة وغاية وطنية عظمى لن ينجح على المدى البعيد وإن ظهر ناجحا في المدى القريب، فان كان الإخوان يريدون أن يكونوا جزءا من الحراك الوطني فعليهم أن يبدو حسن نواياهم تجاه هذا الحراك ولا يحاولون الصعود على ظهور الشباب الوطني أملا في سلطة لن تغني عن وطن فما حصل في مصر قد لا يحصل في سواها .
ياسر معدات
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عربي اردني:

    يا سيدي الفاضل انت عايش في السويد .. الاخوان المسلمين ازلام امريكا والصهيونيه انكشفت الاعيبهم في تونس ومصر وحتى لو سقط الاسد تأكد ان الاخوان لا دور لهم في حكم سوريه

إشترك في قائمتنا البريدية