عمان ـ ‘القدس العربي’: يبدو رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور مرتاحا إلى حد بعيد وهو يتحدث عن عدم وجود خطط لدى حكومته تحت عنوان ‘البطش’ بالأخوان المسلمين واعدا بأن لا تعمل دوائر القرار الرسمي على إستغلال ضعف الأخوان المسلمين.
الرهان على ضعف الأخوان المسلمين لا ينطوي على حكمة برأي الرجل الثاني في التنظيم الأخواني الشيخ زكي بني إرشيد الذي قدر في جلسة حوارية ردا على إستفتار لـ’القدس العربي’ بأن الفرصة متاحة دوما للحوار ولتأسيس حوار وطني منتج مع الحكومة دون اللغة التي تحاول الإستقواء على الحركة الإسلامية أو على قوى الشارع والحراك والمعارضة.
إرشيد أوضح بأن الحركة الإسلامية تنشد الإصلاح فقط في الأردن وليس لديها أي مشاريع أخرى وعلى هذا الأساس يقول إرشيد: يمكننا التفاعل مع أي محاولة لإطلاق حوار منتج مقترحا على صحافيين ومثقفين تأسيس مبادرات منهذا النوع.
‘القدس العربي’ بدورها نقلت هذه المقترحات في وقت مبكر للنسور الذي رفع راية الترحيب بالحوار مع جبهة العمل الإسلامي كحزب سياسي مثل بقية الأحزاب دون ‘دلال’ ودون قنوات حوار خاصة.
وجهة نظر النسور كالتالي: صحيح لانريد إخضاعهم ولا التحرشبهم ولا الصدام معهم لكننا لا نريد في الوقت نفسه إغداق الدلال عليهم وتخصيص قنوات للأسلاميين دون غيرهم.
لاحقا توسع النسور في توضيح وجهة نظره على هامش مقابلة سجلتها صحيفة الوطن القطرية فرفع شعار: لن نحاول إستغلال الأخوان المسلمين وضعفهم مرحليا ولانريد البطش بهم.
مثل هذه المواقف المبطنة لا تعرض شيئا ملموسا على قيادة التنظيم الأخواني المعتدل يمكن البناء عليه لإستئناف جولة حوار تعزل الحالة الأخوانية الأردنية عن الإيقاع المصري.
والمعروض فقط على الأخوان المسلمين محليا هو جولات حوارية مع حزبهم السياسي عبر يافطة وزير التنمية السياسية الطبيب خالد كلالده وهوخصم سياسي وفكري للأخوان المسلمين في الخارطة الأردنية إضافة لإنه يساري بارز يشارك اليوم في حلقات الحكم.
كلالده وزير مسيس يستطيع بطبيعة الحال الفصلبين إتجاهاته الشخصية وبين حوارات الحكومة الموضوعية مع القوى والأحزاب والتيارات ولذلك كان الأمين العام لجبهة الأخوان المسلمين الشيخ حمزة منصور من أوائل المدعوين على إجتماعات التنمية السياسية بمبادرة من كلالده.
الشيخ منصور تغيب عن الإجتماع الأول بحجة الأسباب الصحية لكن الدعوة ستتجدد كما فهمت ‘القدس العربي’.
عمليا يرتاب الإسلاميون بنهايات سعيدة لحوارات منتجة في الوجود خصم من رموز اليسار تحديدا في الجهة التي ينبغي لها أن تحاورهم.
يمكن تلمس ذلك من الإشارات التي صدرت عن الشيخ إرشيد عندما تحدث عن ليبراليين ويساريين كانوا مهووسين دوما بفكرة إتهام الأخوان المسلمين بالجلوس في أحضان النظام طوال عقود.
يقول إرشيد: بعد ترديد هذه المشروخة في وجهنا إكتشفنا بأن بعض التعبيرات اليسارية تريد الأحضان المفترضة لنفسها في الواقع.
الإشارة هنا واضحة للعلاقة التي تشكلت مؤخرا بين نشطاء يساريين والدولة بعد تعيين العديد منهم في مواقع وزارية.
مثل هذه المفاهيم غير الموحدة بين الحكومة والإسلاميين قد لا تقود لعلاقة منتجة لكن الإعتقاد سائد بأن المطلوب مرحليا قد يكون عدم حصول ‘تقدم واضح’ على صعيد التحاور مع الإسلاميين وإستثمار الإيقاع المصري بذكاء لإضعاف الحالة الأخوانية داخليا دون الوصول إلى محطات صدام وإستفزاز.