ارهابي مرة ـ ارهابي دائما

حجم الخط
0

اذا تجاوزنا عدم الاخلاقية الشديد الذي يصيب اجراء الافراج عن ارهابيين قتلة من السجون ـ لا مقابل جندي حي أو ميت، بل في اطار اتفاق سلام، كي يُحادثنا الفلسطينيون فقط في غرفة واحدة؛ واذا تجاوزنا ‘الاستخفاف’ بالقانون وبقرارات المحكمة والشعور بالمرارة، والخجل والاهانة المنقوشة في نفوس العائلات الثكلى التي يوشك قاتلو أعزائها على التحرر بتفضل من حكومة اسرائيل فانه توجد حقيقة واحدة يجب ان ترجح كفة الميزان حتى عند من لا تقنعه كل الاسباب الجيدة الاخرى، وهي ان المخربين المفرج عنهم يعودون الى القتل والى المس بنا. كان هذا ويكون وسيكون كما يبدو.
إن التاريخ البعيد معروف: ان كثيرين من مُحدثي ومن قاتلي الانتفاضتين والعمليات الارهابية الكثيرة التي كانت مبثوثة بينهما وبعدهما كانوا مخربين أُفرج عنهم في اطار صفقات وتفضلات، أما التاريخ القريب فمعروف بقدر أقل وهو ان عشرات من المفرج عنهم في الصفقة الأخيرة، صفقة شليط، عادوا ويعودون الى الاشتغال بالارهاب وقد اعتقل عدد منهم.
إن أحد البارزين منهم هو ناشط حماس أيمن الشراونة الذي حُكم عليه في سنة 2002 بـ38 سنة سجن لمشاركته في عملية جُرح فيها 20 شخصا في بئر السبع. وأُفرج عنه في تشرين الاول/اكتوبر 2011، ووقع على التزام ترك الارهاب لكنه عاد الى ما كان عليه واعتقل مرة اخرى في بداية سنة 2012، وقد بدأ في السجن اضرابا عن الطعام ومكّنته اسرائيل من الخروج الى غزة. وقد تحدث مؤخرا هو نفسه لقناة تلفزيونية لبنانية عن انه عاد الى نشاط عسكري في اطار كتائب عز الدين القسام.
إن أيمن ‘الكبير السن’ ذو صلة بموضوعنا لأن عمره كأعمار كثيرين من القتلة ‘الكبار السن’ الذين سيُطلب الى الحكومة هذا الصباح، بضغط من الولايات المتحدة ان توافق على الافراج عنهم. وإن عددا من رجال خلايا حماس من نابلس والخليل الذين اعتقلهم ‘الشاباك’ في الاشهر الاخيرة هم ممن أُفرج عنهم في صفقة شاليط، وقد خططت هذه الخلايا لسلسلة عمليات شديدة واختطافات.
إن المنطقة الفلسطينية لا تتلقى ‘الافراج عن السجناء’ باعتباره عمل مصالحة وتنازلا وضبطا للنفس واحتواء كما يوهم بعضنا انفسهم. فالحديث من وجهة نظرهم عن انتصارهم وهزيمتنا. والرسالة التي تتغلغل اليهم هي ان الارهاب ذو مردود وانه يمكن استعماله بحسب الحاجة باعتباره عملا داعما ومتمما، قبل أو بعد تفاوض بمنزلة يحصد ويزرع أو يزرع ويحصد.
يعلمنا التاريخ بخلاف الفرض الرائج ان المسيرة السياسية والمحادثات تشجع الارهاب خاصة. وسيكون معارضو السلام كالقتلة الذين تحررهم اسرائيل أول من يعملون لمقاومة المسيرة السياسية ويعودون الى مزاولة الارهاب لأن هذا هو ما كان في الماضي وهو ما سيكون الآن ايضا. ان الافراج عن القتلة سيجري وقودا آخر في عروقهم ودما في شوارعنا.

اسرائيل اليوم 28/7/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية