المؤتمر الصحافي الذي بشرنا به أمس بشأن إعادة تشكيل القائمة المشتركة بعيد عن أن يحظى بصفة احتفالية. رؤساء الأحزاب الثلاثة، أيمن عودة من حداش، وأحمد الطيبي من تاعل، ومنصور عباس من راعم، ولدوا القائمة بعملية قيصرية معقدة وليس بولادة طبيعية كنا نأمل بها بعد حل الكنيست في شهر أيار الماضي.
مستقبل المولود يرتبط الآن بدرجة كبيرة بالضلع الرابع للقائمة المشتركة الأصلية، حزب “بلد”، الذي لم يقرر بعد هل سينضم إلى الاتحاد. الحزب الذي مر في السنوات الأخيرة بأزمات شديدة أضعفت تأييد الجمهور له، يمكنها أن تحسم في الأيام القريبة إلى أين وجهته. ورؤساؤه لا يخفون أن الانقسامات الشديدة في الآراء فيما بينهم تصعب على رؤسائها اتخاذ قرار.
في الحزب هناك من يتوقون مؤخراً إلى أيام مؤسسها عزمي بشارة الذي خرج إلى المنفى بعد اتهامه بالتجسس لصالح حزب الله. مؤسسات الحزب مازالت على قيد الحياة حتى بدونه، لكن ينقص “بلد” الآن شخصية مسيطرة ترجح الكفة. رئيس الحزب، عضو الكنيست السابق جمال زحالقة، ورئيس القائمة للكنيست، عضو الكنيست مطانس شحاده، سيكون عليهما أن يختارا حتى الخميس القادم أحد الخيارات الرئيسية: الانضمام للقائمة المشتركة من خلال تحسين مكانة ممثلها الأول من المكان الثالث إلى الثاني في القائمة، والتنازل عن طلب الحصول على المكان الـ12 والتنافس بصورة منفردة أو الانسحاب من المنافسة على الترشح في الكنيست والتركيز على العمل من خارجها.
إذا انضم بلد لحداش وتاعل وراعم، فإن القائمة المشتركة ستركز على إعادة ثقة الجمهور العربي بها وبأعضائها، وسيكون الهدف زيادة نسبة التصويت إلى 70 في المئة. هذا الهدف الذي أعلن عنه عودة في المؤتمر الصحافي أمس مرتفع جداً بالنسبة لنسبة التصويت في المجتمع العربي في الانتخابات الأخيرة، 50 في المئة من أصحاب حق الاقتراع قاموا بالتصويت، و28 في المئة منهم صوتوا للأحزاب الصهيونية. التحدي الصعب دائماً لا خراج المصوتين العرب من بيوتهم سيكون هذه المرة معقداً أكثر، على خلفية خيبة أملهم من ممثليهم في الكنيست – الذين أدت الصراعات بينهم إلى حل القائمة المشتركة في الانتخابات الأخيرة.
في حالة أن “بلد” قرر التنافس للكنيست وحده أو قرر عدم المشاركة في الانتخابات القادمة، فإن محاولة زيادة نسبة التصويت إلى أكثر من 50 في المئة ستصبح ضئيلة. “بلد” ليس المحرك الرئيسي لإخراج المصوتين من البيوت في 17 أيلول، لكن الحملة الانتخابية الثانية على التوالي والتي لم تكن فيها القائمة مشتركة بهذا القدر، من شأنها أن تضعف أيدي المصوتين العرب.
في محادثات مع عدد كبير من التصويت المحتملين، وصفوا الشعور باليأس والإحباط من الأحزاب العربية التي تتفاخر بتمثيلهم. كل مرشح من قبلها يعدد عدداً كبيراً من المواضيع المهمة الموجودة على الأجندة، بدءاً من الأمن الشخصي والعنف المتزايد في المجتمع العربي، ومروراً بمشكلة التخطيط والبناء والأراضي التي تقع تحت الولاية القانونية للسلطات المحلية العربية، وانتهاء بقانون القومية وصفقة القرن لإدارة ترامب. هم يتحدثون أيضاً عن الحاجة إلى زيادة تمثيل المجتمع العربي في المجلس التشريعي وقيادة تغيير الخارطة السياسية في إسرائيل. ولكن ليس واضحاً كيف سيشتري الجمهور العربي هذه البضاعة إذا كان ما يملي وجود قائمة مشتركة هو الأنا والبحث عن الكراسي. إعادة الثقة تحتاج الكثير من العمل.
بقلم: جاكي خوري
هآرتس 28/7/2019
لم يجعلوا من النتن يا هو رابيناََ. ههههه.
حتى صحفهم عجزت عن ذلك مدجّنة من قبل النتن ياهو.