استغراب وسخرية من رئيس جامعة مغربية قرر إغلاق أبوابها بسبب تظاهرة داعمة لطوفان الأقصى والبرلمان يدخل على الخط- (تدوينات)

حجم الخط
0

الرباط – “القدس العربي”:

عكس تيار التضامن الجارف مع أهالي فلسطين في مختلف مدن المغرب من العاصمة الرباط إلى أبعد مدينة في الوسط أو الشمال أو الجنوب أو الشرق، قررت إدارة جامعة عبد المالك السعدي في تطوان (شمال)، تعليق الدراسة لمدة أربعة أيام ومنع الأساتذة والطلبة من الولوج إلى أي من مرافقها أو مؤسساتها، وذلك في سبيل منع نشاط طلابي يتمثل في “ملتقى القدس”.

العديد من المغاربة في تدويناتهم اندهشوا واستغربوا إقدام إدارة الجامعة المذكورة على إغلاق أبوابها وتعليق الدراسة فقط من أجل عدم تمكين “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” من تنظيم “ملتقى القدس” تحت شعار “طوفان الأقصى.. شرف الأمة وعزتها”، في حين شوارع العاصمة والساحة المقابلة للبرلمان تحتضن بشكل شبه يومي وقفات تضامنية واحتجاجية لأجل القضية الفلسطينية.

منصة “إكس” كانت مرتعا لتدوينات ومقاطع فيديو توثق للواقعة، ومنها ما نشرته “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، التي أرفقت مقطع فيديو لمجموعة من الطلبة في وقفة احتجاجية أمام بوابة كلية العلوم المغلقة، بتعليق قالت فيه “وسط تطويق أمني.. احتجاج طلابي في تطوان تنديداً بمنع ملتقى القدس السادس الذي ينظمه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب تحت شعار: (طوفان الأقصى.. شرف الأمة وعزتها)”، وأشارت إلى أنه “يجري تعليق الدراسة في جامعة عبد المالك السعدي مدة 4 أيام لمنع انطلاق فعاليات الملتقى”.

وقبل أن تتحول واقعة جامعة عبد المالك السعدي إلى نكتة في منصات التواصل الاجتماعي، صارت سؤالا سياسيا دخل إلى مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان المغربي) من باب “الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب” الذراع النقابي لحزب “العدالة والتنمية” المعارض، وطرحه المستشار البرلماني خالد السطي الذي قال إن القرار سيؤثر على السير العادي للدراسة، كما أنه خلف استياء كبيرا في صفوف الأساتذة والطلبة على حد سواء.

ووفق سؤال خالد السطي الكتابي، الموجه إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فإن استياء الأساتذة والطلبة من قرار تعطيل الدراسة سببه الأول “أنه اتخذ دون الرجوع إلى مجلس الجامعة وكذا مجالس المؤسسات المعنية”، ليُفاجأ “أساتذة وطلبة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان بقرار لرئيس الجامعة يقضي بتوقيف الدراسة لأربعة أيام متواصلة وإغلاق جميع مرافق المؤسسات ومنع الأساتذة والطلبة من ولوجها بدعوى استحضار مصلحة طلبة الجامعة في ضمان ظروف سليمة للتحصيل العلمي والأكاديمي بعد مطالبة فصيل طلابي بتنظيم نشاط تضامني مع الشعب الفلسطيني، وهو القرار الذي سيؤثر لا محالة على السير العادي لبرنامج التدريس”.

وبعد أن طالب الوزير بالكشف عن الإجراءات والتدابير التي يعتزم اتخاذها من أجل ضمان عدم تكرار مثل هذا الأمر وحماية كرامة الأطر (الكوادر) التربوية والإدارية العاملة في المؤسسات الجامعية، سأل البرلماني السطي عن الإجراءات والتدابير التي يعتزم الوزير اتخاذها من أجل ضمان احترام رؤساء المؤسسات الجامعية للقانون وضوابط تدبير المؤسسات الجامعية.

بالنسبة لعموم الرأي العام الطلابي وغيره من المثقفين والإعلاميين، فإن الأمر يدعو إلى السخرية، وهو ما ترجمه الإعلامي المغربي عمر لبشيريت، إذ وصف الأمر بأن “البصري يحلق فوق سماء جامعة تطوان”، والمعروف أن الوزير الراحل إدريس البصري الرجل القوي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، كان عنوانا عريضا في المغرب لـ”سنوات الجمر والرصاص” كما تسمى في أدبيات المغاربة، كناية عن القبضة الحديدية والاعتقالات السياسية.

ووفق تدوينة لبشيريت، فإنه “في أسبوع واحد، أغلَق كليات الجامعة ومنع الدراسة، فقط لأن طالبات وطلاب الجامعة أرادوا أن يتضامنوا مع غزة.. ثم قام بحل مكتب طلبة كلية الطب والصيدلة وحظر أنشطته، فقط لأن الطلبة لديهم مطالب بيداغوجية… نموذج الطالب والتعليم الذي يراد تعميمه بالمغرب..”.

وتابع معلقا على صورة رئيس جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، بالقول “نموذج لعمداء حقبة إدريس البصري”، وأضاف ساخرا “أنا في رأيي لديه كافة المؤهلات لرئاسة إحدى جامعات كوريا الشمالية”.

وفضلت صفحة على الفيسبوك التركيز على صورة معبرة، ظهر فيها طالب وهو يرتدي الكوفية الحمراء، ويقف مواجها لقوات الأمن التي أغلقت بوابة الجامعة، وكتبت تعليقا قالت فيه “صورة لمشهد بعد إغلاق جامعة عبد المالك السعدي بتطوان في وجه الطلبة – ملتقى القدس”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية