لا أعرف تحديدا هل مِنْ حق الولايات المتحدة الأمريكيــــة وحدها محاربة الإرهاب وتحديد معناه وتعيين مَنْ هم الإرهابيون؟ أم أن حق محاربة الإرهاب ومواجهة العنف والنظرف باسم الدين حق لجميع الدول الحرة المستقلة ذات السيادة ومنها مصر؟ لقد أعطتْ أمريكا لنفسها الحق في شن حرب ضد الإرهاب ونحن معها في ذلك – عقب تعرضها لحادث إرهابي واحد في سبتمبر 2001م حيث تم تدمير برجي التجارة العالميين بينويورك، وبسبب ذلك دمّرتْ أمريكا أفغانستان والعراق وزرعتْ بذور الفتنة والانقسام في عدد كبير من الدول، وفي طريق محاربة أمريكا للإرهاب دعمتْ أمريكا منظمات إرهابية وموّلتْ جماعات دينية متطرفة وفق حسابات خاطئة ظنا منها أن ما تفعله كفيل بابعاد شبح الإرهاب عنها وتحويل مساره باتجاه دول أخرى لا ترى أمريكا أي مانع في أن يتم تدميرها على يد الإرهابيين والمنظمات الإرهابية، إننا نفتقد المصداقية والشفافية حول حقيقة دعم وتمويل أمريكا للجماعات المتطرفة والمنظمات الدينية الخارجة عن القيم الإنسانية وروح المحبة والتسامح، إن الأمر المؤكد لدى الشعوب العربية أن أمريكا وأجهزة مخابراتها تلعب على الوجهين كليهما، والحبلين معا فهي تقف في صف الحكام المستبدين العرب والأنظمة الفاقدة لقيم الحرية في العالم العربي وفي نفس الوقت تغدق الأموال على المنظمات الإرهابية وتتبرع بالخطط والتدريبات للجماعات الفاشية الدينية التي ترغب في الاستيلاء على كراسي الحكم في العالم العربي، لقد أوقف أوباما تسليم عددا زهيدا من طائرات اف 16 لمصر بسبب أحداث العنف الأخيرة. ولنا أن نسأل كم من أحداث عنف مرتْ على مصر في عهد مبارك ومرسي ومع ذلك فقد ظلت الإدارة الأمريكية صامتة وتسلَّحَ رؤساؤها باتسامة غامضة في وجه كل من مبارك ومرسي ولم يتم وقف حتي رصاصة واحدة وعدتْ بها أمريكا مصر! وأعلن أوباما وقف المناورات العسكرية المشتركة بين مصر وأمريكا – النجم الساطع – بسبب إعلان حالة الطوارىء في مصر لمدة ثلاثين يوما، ولكن الإدارة الأمريكية لم توقف هذه المناوارات المشتركة في عهد مبارك رغم أنه فرض حالة الطوارىء لمدة ثلاثين عاما! إذن فأمريكا تكذب في ادعائها حماية الحريات والقيم الإنسانية العليا، وتخادع في زعمها أنها حامية الديمقراطية وشرطي السلام إن الحقيقية الواضحة لنا جميعا أن امريكا تناور، وتعقد الصفقات السرية لتحقيق مصالحها وحماية أمن إسرائيل والعمل بكل جد واجتهاد لقتل العرب بيد العرب وبأموال العرب ولكن بسلاح أمريكي وتخطيط أمريكي أوروبي مشترك. لقد تكشّفَ كل شيء للشعب المصري، والمصريون عازمون على السير في طريق الحرية والمضي بثبات على درب الاستقلال والتحقيق الكامل لأهداف الثورة ومنها التخلص من التبعية للمستعمر الأمريكي وريث المستعمر الأوروبي. محمود الأزهري