استمارات تمرد تتخطى الاثنين وعشرين مليونا.. وعشرة آلاف شاب لحماية المسيرات ومنع التحرش بالسيدات

حجم الخط
1

القاهرة – ‘القدس العربي’امتلأت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، المؤلم فيها هو سقوط قتلى ومعهم جرحى بالمئات، في عدد كبير من المدن بالمحافظات المختلفة وحرق العديد من مقارات حزب الإخوان، الحرية والعدالة، وهو ما استنكره زميلنا وصديقنا ومؤسس التيار الشعبي والمرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي، واعتبر من قتل من الإخوان شهداء وطالب بالقبض على قاتليهم، ورغم ذلك شاءت ضمائر الإخوان اتهامه هو والدكتور محمد البرادعي بأنهما وراء التحريض على هذه الأعمال، ليغطوا على جرائمهم، بأنهم الذين دائماً ما يبدأون بالعدوان وإرهاب المعارضين والناس، وعندما يتصدون لهم ويردون عليهم يسرعون بالاختباء في أقرب مسجد ليعطوا الانطباع بأنهم المؤمنون ومهاجموهم من كفار قريش، أعداء الإسلام، والدليل، انه لم يحدث أي اشتباك بين المعارضين والناس وبين جمعة صديقنا حازم أبو اسماعيل ولا الجماعة الإسلامية، وهما يعملان في خدمة الإخوان وتخرج منها دعوات القتل خاصة من الحجاج أو مينا موحد القطرين عاصم عبدالماجد، فلماذا الإخوان بالذات؟ وهل هذا سؤال؟ لأنهم البادئون بالعدوان، وربك طبعاً على الظالم.
أما المفرح، فهو أن الجماهير العادية اكتشفت خداع الإخوان والمؤلفة من قلوبهم بأسرع مما كنا نتوقعه، ونزعت عنهم القناع الذي يستخدمونه لإخفاء أطماعهم في الدنيا وجهلهم وبشاعة المصير الذي يقودون إليه مصر، وأنهم أبعد الناس عن الإسلام، وتكفي إلصاق تهمة عمالتهم لأمريكا بهم، ودفاع السفيرة الأمريكية جميلة الملامح آن باترسون عنهم لأني اعترض على وصف زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى لها في برنامجه – هنا القاهرة على قناة القاهرة والناس، بأنها الخنفسة البيضاء، كما اختلف مع المحامي الكبير مرتضى منصور الذي ظهر مساء الأربعاء على قناة التحرير في برنامج – الشعب يريد – الذي يقدمه زميلنا وصديقنا بـ’الأهرام’ أحمد موسى، واستغرق حوالي ثلاث ساعات وتمت إذاعته كاملاً يوم الخميس بناء على طلبات ضخمة من المشاهدين، مرتضى صاح: ‘إيه الولية باترسون دي، أقول للشعب إذا قابلها أحد في الشارع يضربها بالجزمة، تقابل خيرت الشاطر بتاع إيه وتدافع عن الإخوان ليه، إيه الولية دي. وسأل أحمد: – هي متجوزة؟ فرد – ما اعرفش.
فقال – أصلي عمري ما شفتها مع جوزها ولا ولادها، اللي يقابلها في الشارع يضربها بالجزمة، واللي يقعد معاها من جبهة الإنقاذ يبقى خاين.
ثم فجر مفاجأة، خاصة بصديقنا المحامي الكبير ونائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان، بأن قال انه كان مجنداً في مباحث أمن الدولة، ويكتب لها تقارير منتظمة لدرجة انه كتب تقريرا عن والد زوجته، ومرشد الجماعة الاسبق محمد المأمون الهضيبي، وعرض على الشاشة التقارير المكتوبة في أمن الدولة وتواريخها وقرأ محتوياتها، وقال لعصام: – لو راجل بقى ارفع قضية عليَ.

نادي القضاة يرفع 13 ألف
دعوى ضد اهانة القضاء

وأدى خطاب الرئيس مساء الأربعاء إلى ردود أفعال مدوية، فأعلن المستشار علي النمر أنه سيرفع دعوى قضائية ضده، وأعلن نادي القضاة انهم يرفعون ثلاث عشرة ألف دعوى لإهانته القضاء، كما نفت شركة مصر للطيران ما ذكره عن شراء أحمد شفيق للطائرات من شركة بوينج، وشركة بوينج كذبت الأرقام التي ذكرها عن سعر الطائرة، أو أنها دفعت عمولات أما الذين ذكر الرئيس أسمائهم بأنهم بلطجية النظام السابق فاتضح أنهم أعضاء مجلس شعب وأعلنوا انهم سيرفعون ضده قضايا، وسارع وزير العدل المستشار أحمد سليمان ووزير الدولة لشؤون المجالس النيابية المستشار حاتم بجاتو للاجتماع بالرئيس، لاحتواء الأزمة مع القضية، مع أن ابسط شيء يفعلانه هو الاستقالة، ولكن تقول إيه ولا إيه.

‘اللي هيرش الرئيس بالمية هنرشه بالدم’!

ونقلت الصحف المؤتمر الثاني للإخوان ولحلفائهم من نوع إياهم أمام مسجد رابعة العدوية، وأخذوا يرددون هتافات الدم والقتل والدعاء على المعارضين وقدموا رجلا عجوزا قالوا عنه، نقدم إليكم الحاج محمد، واعتقدت انه رجل بركة ففوجئت به يستخدم ألفاظاً بذيئة في حق النساء والإعلامية الجميلة لميس الحديدي، وقال عن المعارضين، ولاد كلب، وأسرع أحد الواقفين على المنصة، وقال ان ما يلقى فيها من كلمات لا يعبر عن رأي المنصة، فاحتجت أعداد من الحاضرين من أصحاب اللحى والتقوى، لا، لا، أي أيدوا البذاءات، ثم قام برشاش الدم، الشهير بصفوت حجازي، ليصرخ أنا باقول تاني، اللي هيرش الرئيس بالمية، هرشه بالدم، ثم توقف وقال هنرشه، أي استعان، برشاشات أخرى، وطالب ولي الأمر، اعطاءهم الاذن لتأديب المعارضين، وأدى الحاضرون صلاة المغرب وأخذ الإمام يدعو على المعارضين بالموت والخراب وهم يرددون وراءه، آمين، وفي نفس اللحظة كان الموجودون في ميدان التحرير يؤدون الصلاة والإمام يدعو على الإخوان والسلفيين، الهم عليك بالإخوان وحلفائهم الأمريكان قالوا آمين، وطبعاً دعاؤهم هو المقبول لادعاء المصلين في رابعة العدوية، وقد حزنت انني لم أشارك في صلاة المغرب والدعاء فيها لأن قلبي ابيض ودعاؤه مقبول، ونزلت مع أبنائي وزوجي ابنتي للتحرير، وحفيدتي الكبرى منار، ولكن لم تكن هناك صلاة عشاء لندعو فيها، وقام أحد الشباب الذين يرتزقون من رسم علم مصر هي أمي، على خد الأطفال والخط الثاني كلمة ايجيبشين بالانكليزية، على وجها وهي سعيدة، وطبعاً في رابعة العدوية رسامون يرسمون على خد الطفل كلمة طظ في مصر، وعلى الثاني علم القاعدة، وتم ضبط اربع سيارات ميكروباص عند كفر شكر بالقليوبية وفيها ستة وخمسون من الإخوان وحلفائهم ومعهم شوم وأسلحة بيضاء وحجارة وتم إحالتهم للنيابة، كما اصيب ضابط شرطة في الإسكندرية بطلقات خرطوش واتهم الإخوان، وقال الإخوان باتهام الشرطة بعدم حماية مقراتهم.
والغريب ان جريدتهم ‘الحرية والعدالة’ نشرت يوم السبت في صفحتها الأولى، ان المتظاهرين هاجموا مقر الإخوان في مدينة بلطيم مستغلين سفر الإخوان إلى القاهرة لحضور مؤتمر رابعة، والسؤال الذي نعيده مرة أخرى، هل لا يجد الإخوان في القاهرة والجيزة العدد الكافي ليحشدونه في رابعة، بحيث يستجلبون النساء والأطفال والرجال وأعضائهم من كل المحافظات؟

الاخوان عينوا 13 ألفا من أعضائهم بالدولة

ونشرت الصحف عن سلسلة القرارات التي صدرت للضغط على الإعلام تنفيذا لما طالب به الرئيس فقــــام وزير الاستثمار يحيـــــى حامد بإقالة صديقنا عميد الجيش السابق يحيى حسين عبدالهادي وبطــــل إحباط عملية بيع محلات عمر افـــــندي في عهد مبارك، إقالة من منصبه كمدير لمركز إعداد القادة، وجاء رد العاملين بالرفــــض وبأنهم لن يسمحوا لمن يعينه الوزير بالدخول، كما أصدر النائب العام الإخواني قرارا بمنع محمد الأمين صاحب قنوات’ سي بي سي’ من السفير وتوالت التهديدات للإعلاميين.
وزيادة في التمكين للجماعة بنشر المزيد من أعضائها في الدولة وتعيينهم، على الرغم من أن التعيينات متوقفة الى ان يتم الانتهاء من تعيين العاملين على مكافآت ثابتة، وهم بمئات الألوف وكانت خطة تعيينهم تدريجياً وحسب الميزانية قد بدأت في أواخر عهد مبارك على ان تنتهي في ثلاث سنوات، ولكن بتاع ربنا أرادوا خزينة الدولة منهارة وضع تعيينات جديدة كان منها ما أذاعه رئيس حزب النور السلفي علناً وأمام الرئيس بأنهم عينوا ثلاثة عشر ألفا من أعضائهم في نصف المحافظات، كما ان آلافاً أخرى عينوا مؤخراً في عدد من الوزارات، منهم أربعمائة في وزارة الإسكان وصلت أسماؤهم من مكتب الإرشاد الى الرئاسة في كشف تم اعتماده وأذيع سره علنا، وحتى يستكملوا الحكاية، قد ابتكر الرئيس في خطابه أنصار الدولة العميقة الذين يعطلون الانجازات ومنهم عمال كهرباء في القرى يقومون بقطع الكهرباء عن قرية ساعات أكثر مما هو مقرر في خطة الوزارة، بدلا من توزيع فئران القطيع على القرى بالتناوب مقابل عشرين جنيها، من الفلول لإثارة الناس ضد النظام، ثم صاح، على المحافظين فصل أي موظف يعطل الانتاج أي وعلى العداء اعطى فرمانا بفصل مئات الألوف من الموظفين والعمال بحجة انهم من الفلول، طبعاً الحجة ايجاد أماكن للإخوان على جثث هؤلاء.
‘الأخبار’: سلطة ترهب الناس
وتسوق بالكرباج اتباعها

وقد كان التمهيد لذلك سابقاً للخطاب، ففي الإعلام مثلا، فوجئنا يوم الثلاثاء الماضي بزميلنا محمد حسن البنا رئيس تحرير جريدة ‘الأخبار’ القومية تشن هجوما عنيفا على الجماعة ومجلس الشورى الذي يرأسه عديل الرئيس وهو الدكتور احمد فهمي، يقول بالنص: ‘اتصل بي نفر من جماعة الإخوان ينتقد بشدة ما نشرته ‘الأخبار’ وتميزها به طوال الأشهر الماضية، وتصور البعض منهم أن الأخبار لن تنشر الحقائق مثلما تفعل صحف أخرى، وتصور البعض ان الأخبار باعتبارها تتبع مؤسسة صحفية حكومية أو قومية ستقول آمين لما تقوله الحكومة وتداري المعلومات والحقائق عن النظام وتسير في ركب خداع القراء، هيهات، هيهات، هيهات، ولا يهمنا من قريب أو بعيد ما يتصوره البعض من أنهم الذين يختارون رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء التحرير، استقالتي تسبق جلوسي على مقعد رئيس التحرير، نحن نقدس العمل ولا نقدس الكرسي لا يشرفنا أن نضع ايدينا في يد سلطة ترهب الناس وتسوق بالكرباج اتباعها، لا يشرفنا أن نجلس على مقعد مفروش بالورود لنكون أمعة، هذه مصيبتهم التي لا يريدون أن يعترفوا بها، أين شباب 6 ابريل وكفاية والتيار الشعبي والناصري واليساري والوفدي، هم في الشارع لم نشركهم، في أي موقع كنت اتصور اننا نتعامل مع مسلمين يعرفون حقوق الناس وحق الله، ولكن الدنيا غرتهم وأغرقتهم في شر أعمالهم ولم يعد لهم مؤيد وذنب الرئيس في رقبتهم’. وكان ذلك موقفاً محرجاً لأنه صادر عن زميل تم حسابه على الجماعة.

‘الحرية والعدالة’: يعارضون
محاولات الإصلاح بمفاصل الدولة

وفي اليوم لتالي – الأربعاء – رد عليه رئيس تحرير ‘الحرية والعدالة’ عادل الأنصاري قائلا: ‘كثير من هؤلاء يعارضون محاولات الإصلاح في مفاصل الدولة ويتربصون ضد من يسعى للوقوف أمام مخالفاتهم والتصدي لفسادهم ويحاربون من يواجه جرائمهم ومخازيهم، وبعض من هؤلاء يحاول – رغبة في مواجهة الحقائق – أن تلعب دور البطولة ويطرح نفسه على غير حقيقته ويلبس ثيابا لا تليق بأمثاله، أن البطولات لا تصنع بالأوهام ولا تنتزع في الوقت الضائع، كما انها بعيدة عمن يتسترون بالبطولات المزعومة على جرائم ومخالفات، أنهم يتسابقون الى البطولة ويسارعون إلى الشرف على خلاف الحقيقة ولهؤلاء نقول هيهات هيهات هيهات!’.
أي ثلاث هيهات من الإخوان ضد ثلاث من حسن البنا، واكتفت ‘الأخبار’ في نفس اليوم بنشر خبر يكشف مصداقية الإخوان نصه في صفحتها الثالثة: ‘قال د. محمد علي بشر وزير التنمية المحلية أن د. هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء رفض تشغيل جهاز التكييف الخاص به في مكتبه منذ مطالبته للشعب المصري بالترشيد في استهلاك الكهرباء خلال الفترة الماضية وأضاف بشر في مؤتمر صحفي برئاسة الجمهورية أن د، قنديل يقوم ايضا بفك رابطة عنقه لحرارة الجو’.
والحقيقة انني شاهدت قنديل يحكم ربطة عنقه أثناء حضوره التوقيع على اتفاقية بين الهيئة العامة للبترول والمؤسسة الدولة الإسلامية لتمويل التجارة على قرض بمبلغ ثلاثمائة مليون دولار لشراء مواد بترولية، وبفائدة سنوية ثابتة قدرها ثلاثة واثنان من عشرة في المائة، مثل قروضها السابقة أي ربا – والعياذ بالله – وصورة منشورة في صحف الثلاثاء، لكن بشر الإخواني لم يحدثنا عن مكتبه ومكاتب وكلاء وزارته ومديرها، وعن رئاسة الجمهورية، وكذلك زملائه الوزراء الإخوان.

سيادة الرئيس: الوقاية خير من العلاج

وفي نفس العدد صرخ الدكتور صلاح سلطان الأمين العام المنتدب للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف قائلاً ومناشداً الرئيس بعد أن جفف دمعتين، واحدة من كل عين، بالتساوي: ‘يا فخامة الرئيس، الذي نحسبه من أتقى عباد الله ولا أزكي على الله أحدا – لقد كان مشهوداً عن أبي بكر رضي الله عنه أنه أحلم وأرق الناس فلما مات النبي – صلى الله عليه وسلم – أخذ حزم النبي – صلى الله عليه وسلم – مع المنافقين والمرتدين والمحاربين وهناك ملايين من الشعب المصري تنتظر قرارات حازمة وستكون الأغلبية معك حرساً وجيشاً وشرطة وشعباً وقوة رادعة تنسى هؤلاء وساوس الشيطان.
يا فخامة الرئيس لا يُخفى عليكم أن منهج القرآن يوجب التحرك مثل الحدث لمجرد أخبار ظنية أن هناك خيانات دون انتظار لأمور يعينية ومن ذلك قوله تعالى: ‘وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين’. ‘الأنفال: 58′ وعليه فلا يجوز الانتظار حتى يكون الشك يقينا والظن حقيقة، بل تجب المبادرة القوية فإن الدفع أهون من الرفع كما يقول إمام الحرمين الجويني، والوقاية خير من العلاج كما يقول الحكماء، فنسألك بالله الذي بدأك هذا المقام وولاك قيادة مصر في أحوج فترة أن تتقدم بقراراته رادعة للقلة من دعاة العنف والتضليل والانقلاب على الشريعة والشرعية وليس للمعارضين السلميين، يا فخامة الرئيس معك قوة الله’.
لاحظ هنا، انه يطالب باتخاذ إجراءات ضد المعارضين لمجرد الظن مقلداً سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، أي لا دستور ولا قانون، ولا حتى عرف، فإذا ظن أي إخواني في أي إنسان رفع بظنه تقريرا ويتم فصله أو حبسه، مثلما كان يحدث أيام محاكم التفتيش في اسبانيا في القرون الوسطى، إذ يحضرون المتهم ويقولون له: – يا فلان لقد ضبطناك تفكر في كذا، وكذا. وعلى المسكين أن يثبت أنه لم يكن يفكر في كذا ثم يلقونه في النار أو يقتلونه.

‘الشروق’: عجز الرئاسة
عن تسويق انجازاتها

ويوم السبت تقدم زميلنا ومقد البرامج في قناة الجزيرة أحمد منصور أو شرلوك هولمز الصحافة العربية بمعلومات للرئيس مخالفة لمعلومات صلاح عن ان الشرطة والجيش معه، فأكد له أن الشرطة متآمرة ضده ولا بد من إنشاء شرطة إخوانية جديدة وبديلة، إذ قال في ‘الشروق’ بالنص: ‘وحتى نكون منصفين إننا لا ننفي وجود إنجازات حقيقية جرت على أرض مصر خلال العام المنصرم، لكن هناك مشكلتين كبيرتين في هذه الانجازات الأولى هي عجز الرئاسة عن تسويق انجازات والثانية أن هناك أولويات كان يجب أن تسبق أي انجاز وهي أولوية الأمن، فالأمن كان يجب أن يكون هو الهدف الأول وإذا كان جهاز الشرطة عاجزا عن تحقيقه كان يجب البحث عن أجهزة إضافية أو بديلة تقوم بتحقيق الأمن في المجتمع لأن أي مجتمع بلا أمن هو مجتمع بلا انجازات أياً كانت الانجازات الأخرى التي يمكن للرئاسة أن تتحدث عنها حتى الرئيس بدا عاجزاً في خطابه عن تسويق انجازه وساقها بشكل أفقدها قيمتها، لقد كان العام الأول من حكم الرئيس مرسي عاماً من الأزمات والفوضى بامتياز’.
أي انه عاد الى أغنية صباح، أنا هنا يا ابن الحلال، لا عايزة مال ولا جاه أحلم بمنصب أملاه أنا، أنا، طبعا بعد وضع مرسي مكان ابن الحلال، أي انه القادر على تسويقه، لكن المهم هنا هو مطالبته بحل الشرطة والعودة الى فكرة اللجان الشعبية التي تحافظ على الأمن واقترحها وزير الأوقاف الإخواني طلعت عفيفي والحجاج وموحد القطرين معاًًً، عاصم عبدالماجد، طبعاً كان يود إنشاء جيش بديل، والاستعانة مؤقتا بكتائب عز الدين القسام والجهادية السلفية، الى ان ينتهي الإخوان من تكوين جيش الخلافة، ولكن الرعوة سرت في جسده عندما فكر في الجيش.

آن الأوان فعلاً لتطهير الإعلام الفاسد

إذن كل شيء كان معدا، أو تم تداوله، وتوزيعه على أفراد فرقة حسب الله ليعزف كل منهم على طريقته مثل زميلنا الإخواني عبدالحكيم الشامي الذي امسك بالطبلة وقال: ‘آن الأوان فعلاً لتطهير الإعلام الفاسد، لأنه المسؤول الأول عما نحن فيه الآن من عدم استقرار وهو الصانع الأول لكل التحركات التخريبية على الأرض والممهد لها، الإعلام الفاسد مكن لكل أبواق الفساد ورموز الفتنة أن يتلاعبوا بأمن البلاد واستقرارها وكل ما جرى من أحداث على الأرض من مليونيات واحتجاجات ومؤتمرات ومؤامرات انقلابية على الرئيس حلال السنة المنقضية، جرت الدعوة والتجيسش له عبر وسائل الإعلام الخبيث، ارتكب هذا الإعلام المرتزق جرائم مركبة من حيث التمويل مجهول المصدر الذي لم يجد من يحاسبه عليه حتى الآن والتحالف مع كل شياطين الأنس لإفشال مصر الدولة والثورة وبث الاكاذيب والشائعات على نطاق غير مسبوق’.
وازدادت سخونة الموقف، في المحافظات ضد الإخوان وانتشار المظاهرات ضدهم ولم يعد لهم وجود وحلفاؤهم إلا في رابعة العدوية ووعدتهم بورسعيد بالانتقام بسبب اتهام أهاليها بإلقاء قنبلة أدت الى رأس فصل الزميل الصحافي محمد صلاح، واغتيال عميد الشرطة محمد هاني مفتش مباحث العريش، وإلقاء قنبلة أمام معسكر الأمن المركزي، واعتبرها ضباط الشرطة رسالة تخويف لهم، لأن جنود وضباط معسكر الأمن اعلنوا انهم سيشاركون في المظاهرات، كما قدم كل أعضاء مجلس الشورى من التيار المدني استقالاتهم فيما عضو من حزب الوفد تم فصله من عضوية الحزب، وسارع القيادي الإخواني محمد البلتاجي بالتصريح بأن الذين استقالوا لن يحصلوا على مكافأة شهر يونيو، وطالب الرئيس الأمريكي أوباما الرئيس مرسي والمعارضة بالجلوس والتفاهم، وارتفعت اعداد الذين وقعوا على استمارات حملة تمرد، إلى أكثر من اثنين وعشرين مليون.

الضباط قرروا الدفاع عن
المنشآت العامة وعن الشعب

وفجر أمس – الأحد – استضاف زميلنا وصديقنا وائل الإبراشي مقدم برنامج العاشرة مساء على قناة دريم ثلاثة من ضباط الشرطة من رتبة رائد، بأن الضباط قرروا الدفاع عن المنشآت العامة وعن الشعب ضد أي محاولة للاعتداء عليه، من جانب البلطجية أو الجماعات المتطرفة، وطمأنوا الناس، وطلبوا منهم الابلاغ عن أي محاولة للهجوم على منازلهم وسرقة سياراتهم أو الاعتداء عليهم وسيأتون بسرعة ويفتكوا بالمعتدين، واستخدام أحدهم كلمة سنفتك، واتهموا الإخوان بتدبير قتل زملائهم في سيناء وأن زملائهم الذين لن يكونوا ي ورديات عمل سيشاركون بالملابس المدنية في المظاهرات لحمايتها.
ولكن ما ان قرأ زميلنا الإخواني والرسام بجريدة ‘الحرية والعدالة’ شفيق صالح ما كتبته حتى طلب ان يعلق عليه – فسمحت له، فقال ان كل ما كتبته ونقلته ليس إلا – أكاذيب في صور صواريخ خارجة من الفضائيات عبارة عن تحريض وتلفيق وتضليل وأكاذيب.

‘الاهرام’ تخيف الخليجيين:
الايرانيون قادمون

وإلى فتنة دولة الإمارات التي اتجه بها صديقنا العزيز ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة وزعيم أغلبيته في مجلس الشورى الذي شن هجوما غير مسبوق في نوعه ضد دولة الإمارات، وقد فوجئت بالأوصاف التي استخدمها عصام سواء في وصف الإيرانيين أو أشقائنا في الإمارات، بقوله في مجلس الشورى يوم الاثنين قبل الماضي بالنص – نقلاً عن ‘أهرام’ الثلاثاء في تحقيق زميلنا سامح لاشين، بسبب حبس عدد من المصريين من الإخوان المسلمين في الإمارات بتهمة تكوين تنظيم سوري: ‘لا بد أن ترسلوا رسالة للخارجية الإماراتية مفادها أن الناس صبرها نفد وانكم بذلك تضرون أنفسكم، وإيران النووية قادمة، يا سيادة السفير قولهم أن توسونامي قادمة من إيران مش من مصر وكونوا ملوكاً مع العرب بدلا من أن تصبحوا عبيداً لدى الفرس إذا كان تصورهم انهم يضغطون على مصر من خلال هذه الاعتقالات ويضرونها فهم واهمون حيث المصريين على استعداد للتضحية بكل شيء في سبيل نجاح ثورتهم، أن مسؤولي دولة الإمارات واهمون إذا كانوا يأملون حدوث شيء ما في تاريخ معين في مصر بأنهم لا يعرفون قراءة الأحداث وأن الغرب قد باع الإمارات فور ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران، وأن المسؤولين الإماراتيين يجب أن يعودوا إلى صوابهم’.

حملة يقودها الإخوان
وحلفاؤهم المتطرفون ضد الشيعة

والمؤسف هنا، انه وضع مصلحة عدد من المصريين من الإخوان العاملين في الإمارات في كفة، ومصلحة مئات الآلاف من المصريين العاملين فيها في كفة أخرى، وهذا تلاعب خطير لا بمصالحهم ومستقبل أسرهم وإنما باستثمارات اقتصادية وعلاقات أخوة، بين شعبين، وهو تحدث عن أشقاء لنا في عروبتنا، على انهم من مستوى أدنى وباختصار، بأنهم سيصبحون عبيداً، لدى الفرس، وهذه خطيئة ثالثة في حق الإيرانيين، لأنه ذكرها كتهمة، لأن هذا اللفظ كان البعض من المتطرفين ضد الإيرانيين يتبعونه بكلمة ‘المجوس’ وهو ما أدى الى شيوع وصف الفرس المجوس، ويأتي الوصف أيضاً متزامناَ مع الحملة التي يقودها الإخوان وحلفاؤهم المتطرفون ضد الشيعة ضاربين بذلك وحدة العرب القومية، لحساب إسرائيل وأمريكا وإيران.
حقيقة المشكلة التي يواجهها الإخوان، انهم على استعداد للتضحية بأي أرض ومبادىء في سبيل مصالحهم وعداواتهم وإذا كانت مصر بالنسبة إليهم لا قيمة لها، وقالوا عنها – طظ – فطبعاً ألف طظ في أي أرض عربية.

القنوات الفضائية الخليجية
صنعت مشهداً مزيفاً وهلامياً لمصر

لكن ما لم أتوقعه يا إخواني، ان يفاجئنا قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان ونكتشف انه من الخلايا النائمة للإخوان والدليل انه ارسل الإماراتي جاسم راشد الشامس ليكتب يوم الأربعاء مقالا في ‘الحرية والعدالة’ يقول فيه: ‘الرئيـــــس مرسي يتميز بالحكمة والصبر ودقة الملاحظة فهو يصبر حتى يقال انه ضعيف ثم يقتنص الفرصة حتى يقال انه مستبد، وخلفه جماعة الإخوان المسلمين التي تتميز بتجرد أعضائها وشدة تماسكهم وإذا انضافت لها باقي القوى الإسلامية مثل الجماعة الإسلامية وحازمون وحزب الراية والوسط والتحرير والعمل وغيرهم، أضحى موقف المعارضة مشكوك في أمره لا يحتمل طويلا نتائج التغيير عبر العنف لأن مؤيدي الرئيس تجردوا وبايعوا الرئيس والشرعية، ومظاهرات 30 يونيو هي الفرصة الأخيرة للمعارضة ومن يمولها، والحقيقة ان القنوات الفضائية التي تمولها بعض دول الخليج والفلول صنعت مشهداً مزيفاً وهلامياً لمصر’.
وهكذا انكشف ضاحي خلفان من خلال جاسم راشد، الكاتب والباحث الإماراتي وهذا بلاغ عاجل للسلطات الإماراتية بالقبض على ضاحي الإخواني النائب الذي يتصنع النوم وصحافته بواسطة جاسم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول زافين:

    اقول كلمة لكل فتاة تتقي الله وتحكم العقل والمنطق .
    الزمن الذي نعيش زمن فتنة ولا داعي لخروج الفتاة الى الشارع ويقول الله عز وجل (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الاحزاب 33.
    اللهم احفظ اهل مصر من الفتنة (إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل)

إشترك في قائمتنا البريدية