مدريد- “القدس العربي”:
كشف استطلاع للرأي نشرته جريدة “إسبانيول” أن 74% من الإسبان يعتبرون المغرب المصدر الرئيسي للخطر بسبب نزاع سبتة ومليلية المحتلتين، بينما يقبل فقط 18% بسيادة المغرب على الصحراء. وتعود هذه الرؤية غير الودية إلى هيمنة الأحكام المسبقة وتتزامن مع أزمة شائكة في العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط خلال الشهور الأخيرة.
وكالعادة وعلاقة بسبتة ومليلية، ترتفع نسبة الذين يعتبرون المغرب مصدر الخطر بشكل لافت في صفوف ناخبي اليمين حيث تتجاوز 95% لدى كل من ناخبي الحزب الشعبي المحافظ وناخبي حزب فوكس اليميني القومي المتطرف، بينما بالكاد تصل إلى 50% في صفوف اليسار، فهي حوالي 50% لدى ناخبي الحزب الاشتراكي وتنخفض إلى 44% لدى ناخبي حزب بوديموس اليساري الراديكالي. وعموما، مقابل 74% يعتبرون المغرب خطرا على الأمن القومي الإسباني، 22% ينظرون بود وهدوء إلى المغرب ويعتبرونه جارا.
وكانت المفاجأة هي قبول فقط 18% من الإسبان بسيادة المغرب على الصحراء، وهو رقم منخفض للغاية مقارنة مع استطلاعات رأي سابقة، والمفاجأة الثانية هي أن 30% من ناخبي حزب بوديموس يقبلون بسيادة المغرب رغم أن هذا الحزب يقف وراء أغلب المبادرات لصالح جبهة البوليساريو وتقرير المصير في البرلمان الإسباني وفي البلديات.
ورغم أن هذا الاستطلاع يدخل ضمن استطلاعات الرأي الساخنة، أي التي يتم إجراؤها في وقت تكون فيه الأزمات، إلا أنه لا يختلف كثيرا عن استطلاعات الرأي خلال الأوقات الهادئة. ويبرز استطلاع الرأي الفرضية الأبدية في المخيال الشعبي الإسباني وهو استمرار اعتبار الإسبان المغرب مصدر الخطر الدائم بسبب سبتة ومليلية. وتعمل أزمات متتالية على تغذية هذه الفرضية ومنها الأزمة الحالية بين الرباط ومدريد ومن عناوينها اقتحام أكثر من عشرة آلاف مغربي مدينة سبتة خلال منتصف مايو الماضي بعدما ألغى المغرب الحراسة في الحدود المشتركة.
ويبقى الملفت في هذا الملف هو قبول 18% من الإسبان بالسيادة المغربية على الصحراء، وهي نسبة ضعيفة للغاية مقارنة مع استطلاعات سابقة كانت تمنح نسبة أكبر للسيادة المغربية. ولعل هذا يعود إلى كيفية إعداد الورقة التقنية ونوعية الأسئلة، حيث كانت في السابق تتضمن أسئلة حول القبول بين استفتاء تقرير المصير أو الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء.
وكان نزاع الصحراء قد تراجع وسط الرأي العام الإسباني خلال السنوات الأخيرة، لكن قرار حكومة مدريد بالاعتراض على اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية أعاده للظهور مجددا.
وإذا كانت استطلاعات الرأي في إسبانيا دورية وكثيرة حول العلاقات مع المغرب سواء من هيئات رسمية مثل “مركز الأبحاث الاجتماعية” أو المستقلة التي تطلبها جرائد من معاهد تابعة للقطاع الخاص، تغيب مثل هذه الاستطلاعات في المغرب بشكل كلي. وتسعف تعاليق المغاربة في شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك للحصول على صورة تقريبية، وهي في العموم صورة سلبية لإسبانيا عند المغاربة، وإن كانت بدرجة أقل من رؤية الإسبان للمغرب.
الاسبان الشعب. نظموا استفتاء في بداية الألفية وتحديدا في منطقة الأندلس انطلاقا من سؤال واحد هل تؤيد الأستقلال للشعب الصحراوي. فكانت النتيجه ١٠٠/١٠٠ لصالح دعم كفاح الشعب الصحراوي من الأستقلال والحرية. وقتها جن النظام الملكي التوسعي في المغرب الأقصى وقام بأفتعال أزمة جزيرة برخيل او كما اسمها هو اولا جزيرة ليلى ثم غيره الي اسم تورا. واليوم شعب اسبانيا في كل الأقاليم يؤيد كفاح الشعب الصحراوي ضد الغزاة المغاربة التوسعيين ويدعم مطلبه الذي رفعه منذ كفاحه الطويل ضد الاستعمار الاسباني ثم ضد الغزاة المغاربة. وهو بإستقلال التام في إطار دولة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية