ديالى ـ «القدس العربي»: تشهد محافظة ديالى شرق العراق، معارك ومواجهات بين القوات العراقية وتنظيم «الدولة الإسلامية» في ناحية المقدادية شرق ديالى مع استمرار الهجوم الذي شنته القوات العراقية منذ الجمعة الماضية، مع مؤشرات على سقوط إصابات كثيرة من الطرفين، في الوقت الذي تعرض فيه قائدان عسكريان عراقيان لمحاولة اغتيال أثناء المعارك.
وأعلنت مصادر أمنية في ديالى أمس أن قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي ورئيس منظمة بدر الشيعية هادي العامري نجيا من انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا موكبهما في منطقة منصورية الجبل شمال قضاء المقدادية الواقعة على بعد 45 كلم شمال شرق بعقوبة.
وقال في تصريحات صحافية إن «عبوتين انفجرتا بشكل مزدوج على موكب قائد عمليات دجلة ورئيس منظمة بدر في إحدى القرى شمال المقدادية خلال تفقدهما القطعات الأمنية التي تخوض مواجهات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» لاستعادة القرى الخاضعة لسيطرة «التنظيم» منذ الصيف الماضي».
وأكد الزيدي أن ثلاثة من أفراد حمايته أصيبوا بجروح متفاوتة فيما لم يصب الزيدي أو العامري بأي أذى. وصرح الزيدي «إننا في الساعات القليلة المقبلة سننجز مهمتنا وبنجاح كبير بفضل بسالة قواتنا الأمنية ودعم الحشد الشعبي وأبناء العشائر وتضحيات الشهداء الأبطال».
ويذكر ان العامري، الذي يقود المليشيات الشيعية في ديالى، أعلن بعد السيطرة على منطقة الصدور أنه لن يسمح بعودة أهالي المنطقة الذين نزحوا أثناء المعارك إليها.
وذكر العامري أن جميع سكان المنطقة هم من أنصار تنظيم «الدولة الإسلامية» وأنهم تعاونوا مع التنظيم بعد سيطرته على المنطقة، لذا لن يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم ومزارعهم.
وكان المجلس البلدي في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، أعلن عن تحرير سدة الصدور الإروائية الاستراتيجية شمال القضاء من سيطرة جماعة «الدولة الإسلامية»، مؤكدا أن اشتباكات عنيفة ما تزال مستمرة في محيط السدة. كما أكد المجلس ان أمام القوات الأمنية 15 قرية لاكمال تحرير القضاء من سيطرة «الدولة الإسلامية».
وذكر رئيس مجلس المقدادية عدنان التميمي «ان القوات الأمنية المشتركة المدعومة بالحشد الشعبي حررت سدة الصدور الإروائية شمال القضاء من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد هجوم مباغت من عدة محاور».
وأضاف: «أن اشتباكات عنيفة تجري حاليا بين القوات الأمنية ومسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» في بعض المناطق القريبة من السدة». وأشار إلى ان «العبوات الناسفة تمثل أبرز المعيقات لزيادة وتيرة التقدم».
وقد خلفت المعارك الدائرة في المقدادية العديد من الإصابات بين الطرفين، حيث أشارت المصادر الرسمية العثور على 30 جثة لعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في أرض المعركة.
بينما أفادت مصادر طبية عراقية في مستشفى المقدادية وغيرها، بمقتل وإصابة 40 عنصراً من الميليشيات في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى.
وقال المصدر أن مستشفى المقدادية استقبل حتى الآن 30 عنصراً من الميليشيات بين قتيل وجريح بعضهم إصاباتهم خطيرة بينهم عناصر إيرانية نتيجة المعارك الدائرة شمالي القضاء بين القوات الحكومية المدعومة بالميليشيات وتنظيم «الدولة الإسلامية» مشيراً إلى ان العدد مرشح للارتفاع بسبب استمرار المعارك.
وفي السياق، شيعت ميليشيا بدر، تسعة من أفرادها في البصرة كانوا قد قتلوا في مواجهات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في المعارك الجارية شمال قضاء المقدادية.
ونظرا لاستمرار المعارك شمال ديالى، فقد أعلن مجلس محافظة ديالى، عن تعطيل الدوام الرسمي في قضاء المقدادية أمس بسبب العمليات العسكرية الدائرة بين القوات الأمنية وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة صادق الحسيني ان «مجلس ديالى قرر تعطيل الدوام الرسمي للدوائر الحكومية لقضاء المقدادية بسبب العمليات العسكرية الجارية لتطهير قرى شمال المقدادية شمال شرقي بعقوبة».
وكانت قيادة عمليات دجلة، أعلنت الجمعة الماضية، عن انطلاق عملية أمنية كبرى لتحرير مناطق شمال المقدادية، فيما بيّنت أن العملية تنطلق من أربعة محاور، وأنها أنهت المرحلة الأولى من الخطة.
وتسعى القوات الحكومية العراقية وبإسناد من الميليشيات الشيعية والعشائر، لإنهاء سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على بعض مناطق المحافظة المحاذية لإيران، وتمكنت مؤخرا من طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من بعض المدن منها جلولاء والسعدية بعد معارك عنيفة، وسط شكاوى من نواب ورجال دين وسكان بعض المدن بممارسة سياسة تطهير طائفي ضدهم من قبل الميليشيات.
مصطفى العبيدي