اسرائيل لن تخرج من جمودها الا ببراءة رئيس الوزراء وخلع عمير بيرتس
دولة تعيش حالة من الشلل وهي تنتظر نتائج تحقيقات كثيرةاسرائيل لن تخرج من جمودها الا ببراءة رئيس الوزراء وخلع عمير بيرتساسرائيل اليوم دولة في انتظار، وهذا سيء جدا. ينتظرون تقرير لجنة فينوغراد، وينتظرون محاضر جلساتها، وينتظرون نتائج التحقيقات التي تجري مع رئيس الحكومة، وينتظرون نتائج الانتخابات التمهيدية في العمل، وينتظرون قرار المستشار القضائي في شأن وزير المالية، وينتظرون أن يُنهي حاييم رامون (أهو وزير المالية القادم؟) اعمال خدمته، وينتظرون، وإن يكن ذلك أقل أهمية ايضا، أن يروا ماذا ستكون نهاية الرئيس المستقيل مؤقتا كتساف، بل ينتظرون نتائج التحقيق مع الوزير الاستراتيجي ليبرمان التي تستطيع التأثير في تركيبة الائتلاف. وعندما ينتظرون كثيرا الي هذا الحد وبتوتر يحصلون علي الشلل. دولة في حالة انتظار هي دولة في جمود. لا يمكن القيام بأي اجراء جدي.ما الذي يستطيع أن يفعله رئيس الحكومة سوي الانتظار، وأن يقضم أظفاره وأن ينشئ حيلاً اعلامية وهو لا يعلم ماذا سيحدث معه في غضون زمن قصير، وكيف سيخرج من تقرير فينوغراد والي ماذا ستنتهي التحقيقات معه؟ وأية قوة ستكون للرد العام الذي سيضغط لاستقالته (علي أية حال) وهو ضغط أسقط في الماضي رئيس حكومة ووزير دفاع (غولدا وديان)؟.كيف يستطيع وزير الدفاع أن يؤدي عمله – وهو الذي لا يلائم العمل منذ البدء – وهو يحارب عن حياته السياسية وينتظر حكم ناخبي العمل ليعلم هل سيتولي عمله بعد شهر وزمن ما أو سيكون وزير المالية أو سيُطيّر من الحكومة أصلا؟. وما الذي نستطيع انتظاره من وزير مالية تُجري معه تحقيقات شديدة كان من الحسن أن أقال نفسه آخر الامر؟ وماذا يمكن أن نتوقع الآن من رئيس حكومة في انتظار، تقلقه ازماته هو؟ أن يكون هناك حتي وزير مالية في انتظار لمصيره ولوزير مالية دائم ايضا ـ وهو تعيين سيتأثر بنتائج جميع الانتظارات المذكورة آنفا. وأي مكانة يمكن أن تكون لحكومة لا تعلم إثر جميع علامات السؤال هل ستوجد بعد وقت قصير كما هي، أو ستُغير وجهها أو ستضطر الي المضي الي الانتخابات؟ هل تبلبلتم؟ هذه هي المشكلة بالضبط. إن دولة مُبلبلة تنتظر مصيرها.ولم نتحدث بعد في تأثير هذا الوضع في مكانة الحكومة والدولة في الخارج. إن حكومة في حالة انتظار، رئيسها متعلق بقرارات لجنة تحقيق، ومن غير الواضح من سيكون وزير دفاعها بعد شهرين، ويوجد لها أو لا يوجد وزير مالية، ولا تعلم كم من الوقت ستبقي بعد اذا بقيت أصلا، لا تستطيع ألا تُصور في العالم إلا كحكومة مقوضة. لا يستطيع رئيسها ألا يكون مصنفا كرئيس حكومة ضعيف، وعاجز وهذا في الحقيقة ما نسمعه من الدول العربية المعتدلة ايضا. من سيقوم بأعمال مع حكومة كهذه، ومع رئيس حكومة كهذا؟ ينتظرون.المشكلة هي أنه عندما تنتهي ايضا جميع الانتظارات فانه ليس من اليقين أن يرجع كل شيء الي مكانه بسلام وأن تستطيع الادارة في اسرائيل أن تعمل علي نحو هاديء ومفيد. لنفترض للحظة أن رئيس الحكومة سيبقي علي نحو ما بعد استنتاجات لجنة فينوغراد، فهل سيستطيع آنذاك أن يؤدي عمله كما ينبغي، وبكامل القوة؟ من الواضح أنه لن يخرج من أمام اللجنة نقيا كالثلج فوق قمم الألب، وأن طلب استقالته لن يختفي ولن يصمت. ألا توجد الآن جهات يقول سلوكها كله انه اذا لم تلائم نتائج اللجنة نتائجها التي حُددت سلفا، فانها لن تدع رئيس الحكومة وطلب استقالته هو واللجنة معه. وحتي لو تركوه – وهو شيء سيبرهن علي أن المعجزات لم تزُل عن اسرائيل – فان التحقيقات في التهم الجنائية ستواصل إقلاق اولمرت، ومن ذا يعلم متي ستنتهي وكيف.حتي لو انتهت التحقيقات سريعا وبلا شيء، فماذا سيحدث اذا انتصر عمير بيرتس مع كل ذلك في الانتخابات التمهيدية في العمل (قد تحدثنا عن المعجزات)؟ وأي رقص أشباح سيحدث اذا أراد اولمرت أن يُعين حاييم رامون وزيرا للمالية؟ ولم نقل بعد كلمة عن المصالح الشخصية لمسؤولين كبار في كديما وفي العمل، سيقومون بكل شيء لتعزيز الوضع المقوض لحكومة اولمرت ليستطيعوا اسقاطها ووراثتها. الذي يجب أن يحدث لتصبح الحكومة في الانتظار حكومة ذات شغل بنّاء هو أن يخرج رئيس الحكومة بريئا تماما من لجنة فينوغراد ومن تحقيقات الشرطة؛ وأن يُستبدل بعمير بيرتس في وزارة الدفاع الجنرال / الأدميرال الذي سيهزمه في الانتخابات الداخلية، أو أن يتم نقل المالية الي العمل ـ لا لبيرتس بل للبروفيسور أفيشاي بارفرمان مثلا؛ أو أن يُعين وزير مالية قوياً ومناسباً من كديما، لا هيرشيزون بنسخة ثانية، كذاك الذي لا يثير تعيينه شغباً (رغم أنني اعتقد أن رامون مرشح مناسب)؛ وأن يجلس جميع أصحاب المطامح السياسية غير المنضبطة في كديما وفي العمل بهدوء ويسمحوا بالعمل.من فضلكم، أيمكن أن يوجد شيء كهذا؟ابراهام تيروش(معاريف) ـ 25/4/2007