اسرائيل مقتنعة بانها الى الابد ستعيش على الحراب

حجم الخط
1

بعد ظهر غد، قبل 40 سنة، وقعت مفاجأة. كل العناوين كانت على الحائط واسرائيل فوجئت. وقد اصيبت ليس فقط بالصدمة، بل وعرفت أيضا سفك دماء رهيب أكثر من 2500 شاب قتلوا في المعارك، واصيب الالاف، واسر المئات وعشرات الالاف تعرضوا لصدمة القتال. كل هؤلاء دفعوا ثمن قيادة سياسية فاقدة الحس، قيادة عسكرية مغرورة، وفوق كل شيء، الروح الشوهاء التي سيطرت على اسرائيل. روح الزمن الذي بين حرب الايام الستة وحرب يوم الغفران كانت روح وقاحة وعمى.
‘في ختام 40 سنة على الحرب اياها تكثر اسرائيل مرة اخرى من الانشغال بها، ولكن اساس اهتمامها ينصب على تقصير الاستخبارات، سياقات المعارك، مخازن العتاد، وبالطبع – ذكرى الموتى. ومع كل الاهمية التي في كل هذه الامور، تواصل اسرائيل اشاحة وجهها عن الامر الاساس، وهو تجاهلها الفظ والمتعالي لمحاولات الوصول الى تسوية سياسة في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب، الاصل الاول لكل الخطايا.
عشية يوم الغفران اياه قالت اسرائيل، بشكل جوقة تقريبا: ‘خير شرم الشيخ بدون سلام من سلام بدون شرم الشيخ’، على حد تعبير موشيه دايان. عشية يوم الغفران اياه قالت اسرائيل لن نستجيب لمساعي السلام المصرية، محاولات الوساطة من جهات دولية واشارات وصلت الى القيادة. كان هذا هو القصور الحقيقي في 1973 وفيه يقل الاهتمام.
‘يقللون من الاهتمام به لدرجة أنه واضح أنه لم يستخلص منه اي درس. مثلما في حينه، الان أيضا: بعد 40 سنة، اسرائيل تواصل عادتها. لا تعتمد الا على قوتها العسكرية وعلى دعم الولايات المتحدة وهي تواصل تجاهل عزلتها وقيود قوتها.
روح الزمن لم تتغير، اسرائيل مقتنعة بانه الى الابد ستعيش على الحراب، إذ ليس في يدها تغيير وضعها، إذ ان عزلتها هي ذنب العالم، ليس ذنبها، وان طريقها الوحيد هو طريق السلاح. مخازن عتادها امتلأت من جديد، تسليحها تحسن، ولهذا فانها تعتقد بانه لا يوجد اي معنى للاجتهاد وللوصول الى اتفاق سلام. غدا، عندما يعود شعب اسرائيل ويغرق في ذكرياته المريرة، يجدر به أن يتذكر الدروس الحقيقية ايضا.

هآرتس 13/9/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الجندى المجهول:

    صحيح ان اسرائيل اقيمت بناء على الحروب وتوسعت بسبب عدم قدرة العرب على الرد وضعفهم وتامر البعض الاخر . كان هنالك عنصر الخوف والرهبة عند العرب وذلك بناء على الاله الاعلامية الهائلة وضعف التسليح العربي ومنع الفلسطينيين من اقتناء السلاح ايا كان نوعه ولو مجرد مسدس صغير او بارودة عثمانية تعبا باليد وعند اسرائيل مختلف الاسلحة الاوتوماتيكية وقوة النيران لذا دب الهلع عند الفلسطينيين وادخل عامل الرعب لديهم غلى الرغم من وجود الابطال الذين قاوموا. اما الان وبعد 40 سنة تغير الوضع وانقلبت المعادلة يبهرني منظر اي طفل فلسطيني يقف متحديا الدبابات الاسرائيلية ويقظفها حجرا حتى وان لم يصبها فهذه لها عمق الدلالات بان عنصر الخوف والهلع والرعب من اسرائيل ولى والى الابد. هذ ا العامل الاول الثاني لايوجد عند الفلسطينيين ادنى شك بعودتهم لديارهم مهما حاول الاخرون من تقديم اغراءات وهم مبدعون بابتكارها وعناصر ترهيب ودكار يتفنون بها ويساعدهم بها كثير من الدول التي تسعى جاهدة لبقاء اليهود بعيدين عنها وبكل الوسائل يمدونها وينعشوها بالاوكسجين ولكن اسرائيل هذه تحتضر وان طال الزمان خذوا عبره ايها الاسرائيليون من ملكم شاروون اين هو الان انه على فراش الموت ساكنا بائسا ينتظر وانتم تنتظرون دفنه ولذلك نصيحة لكم ان تبحثوا عن مكان اخر غير فلسطين في هذا الكون ليتقبلكم ولماذا لا تعطيكم امريكا مساحة من الارض ضعف فلسطين ويبني لكم محبوكم من دول النفط العربي مدنا جديده وتدفع لكم بريطانيا تكلفة رحيلكم وتعوضكم الدول الاوربيه عن مستعمراتكم ويمدكم العالم الحر بكل انواع الرفاهية اذهبوا الى الجنه واتركوا لنا فلسطين نحن والقوم السمريين في جبل نابلس الجنوبي لانهم هم اليهود الذين سكنوا معنا في فلطين ونحن عشنا معهم وشاركناهم احتفالاتهم واعيادهم حقيقة وبدون اعلام مزيف اذهبوا عن فلسطين ايها الاسرائيليون وعيشوا وابحثوا عنكل ثروات الارض وكنوزها واتركونا بلا قتل مستمر بيننا وبينكم لنا الارض ولكم كل انواع الرفاهية والذهب الاسود والماس وكل انواع البورصه اتركونا نتعبد في اقصانا وتحت صخرتنا وكنيسة مهدنا عيسى عليه السلام نبيا لنا وهو فلسطيني منا ومع السلامة وشلوم

إشترك في قائمتنا البريدية