اسراب لا تنتهي

حجم الخط
0

تكسرت احلامي كأنها اعواد حطب جاف باغتتها الريح
اصداء لا تنتهي
من حكايات
مدهشه تثير في الاعماق شجونا مترعة برجفة الانبهار
يتحدثون عن متعة الإبحار على شواطئ عينيها وعن شيء مترف بالفتنة يشتعل على شفتيها كلما ابتسمت…
يهيمون في تضاريس جسدها الشهي…
كل من التقى بها وتحدث إليها لا يعود كما كان ابدا.. يتغير مجرى حياته للابد ويستعصي عليه نسيانها.
لا احد يعلم من اين تأتي، فجأة تطلع أمامك من دون موعد يجتاحك إحساس مربك لا تستطيع مقاومته تظل مذهولا طالما ظلت أمامك، وعندما تذهب تظل أصداء حضورها تزلزل كيانك وتجرفك الى أبعاد سحيقة لم تطأها طوال عمرك.
كنت لا اصدق ما اسمع لقد تحولت الى اسطورة تأسر العقول وتستوطن القلوب
وكنت مثل الآخرين احلم برؤيتها واتوق للقائها.. علها تكون محطة افتراق بيني وبين ازمنه الهزائم ووحشة الليالي في هذا الوطن المدجج بالفجائع والضياع.
لازالت اصداء كلمات ابي تتردد في ضواحي الذاكرة
)اقنع بما أنت فيه لا تحلم بما هو ابعد من قدرتك على الوصول إليه، لا تنتظر القادم الذي لم يأت وتراهن عليه، فالانتظار يتحول الى شيء مدمر إذا غابت أفاقه وابتعدت مرافئ نهايت).
وقال لي احدهم إذا التقيت بها وأردت لحياتك أن تتغير للأفضل، لا تدع طوفان فتنتها يجرفك لأنك لن تستطيع بعد ذلك مغادرة جحيم العشق ومحطة الانتظار
كان الوقت يطوي رايات الضحى ويرسم الاماكن بألوان الظهيرة
لقد جاءت على غير انتظار
وانطلق السؤال من شفتيها….
هل هي حقا هنا؟
سؤال انار شوارع منسية في ضواحي القلب لم تصلها يوما اضواء الفرح..
كان صوتها حارا شهيا كالتوابل الهندية
من صدى الأحلام وهمس الصبايا اطل السؤال رائعا.. ساحرا.. تنبعث منه صور مذهلة ونداءات مشتعلة برغبة الاجتياح.. ولوعة الحرمان..
وعندما اقتربت اكثر بدا هطل نظراتها سخيا يروي سنوات القحط ومواسم الضمأ …
ولمحت في عينيها الق ربيع بكر تكلله روعة الألوان وضجة الوعود..
كنت ارتجف كطفل تخلت عنه الأقدار في منتصف الحنين.
لم ادر ماذا اقول .
كانت الكلمات تفر مني كالطرائد وتخذلني التعابير..
بعد ذلك اليوم تغير مجرى النهر في اعماقي صار اكثر عنفا وجموحا، وعلى ضفتيه تكسرت احلامي، كأنها اعواد حطب جاف باغتتها الريح على منحدر، ولم أعد قادرا على استدعاء أزمنه الفرح لقد طوقتني مقابر الاحلام باتساعها… وحاصرتني من الاسئلة وفي الافق طير وحيد ظل الطريق.
سفير سعيد الشعبي
اليمن ـ عدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية