غزة- “القدس العربي”: دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إلى زيادة ميزان التبادل التجاري ما بين فلسطين ومصر، والعمل ضمن شراكات للوصول إلى السوق العالمي، والاستفادة من الخبرات المصرية في تحديث الصناعات.
وجاء ذلك خلال لقاء جمع اشتية بنظيره المصري مصطفى مدبولي، على هامش مشاركته في “قمة المناخ” المنعقدة في مدينة شرم الشيخ بمصر، في هذا الوقت، والذي يشارك فيها اشتية ممثلا عن دولة فلسطين.
وخلال اللقاء أطلع اشتية مدبولي على آخر التطورات والمستجدات السياسية، ووضعه في صورة التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية وتأثرها بالمتغيرات الدولية، مع استمرار إسرائيل بتدميرها الممنهج لإمكانية إقامة دولة فلسطينية، عبر تصعيد انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني والاستيطان والاستيلاء على الأراضي وهدم البيوت وتهويد القدس.
وتخلل اللقاء بحث آخر مستجدات ملف المصالحة الذي تقوده الجزائر، آملا أن تقود هذه الجهود إلى إنهاء الانقسام.
كما هنأ اشتية نظيره المصري على حسن ونجاح تنظيم القمة التي شارك فيها نحو 40 ألف ضيف، بحضور 120 من قادة العالم. ومن جهته رحب مدبولي بالحضور الفلسطيني في قمة المناخ، وأكد دعم مصر المتواصل لفلسطين وقضيتها العادلة.
كذلك التقى اشتية برئيس اتحاد الصناعات في مصر محمد السويدي، على هامش القمة، وبحث معه تعزيز التعاون بين الصناعات الفلسطينية والمصرية، من خلال شراكات في الوصول إلى السوق العالمي، والاستفادة من الخبرات المصرية في تحديث الصناعات والتدريب وتطوير أفكار صناعية جديدة، وكذلك زيادة التبادل التجاري بين البلدين.
ورحب السويدي بترتيب زيارة لوفد فلسطيني من الاتحادات الصناعية ورجال الأعمال المهتمين بالموضوع إلى مصر، لبحث أفكار اشتية وتطويرها وإيجاد آليات لتنفيذها.
ترتيبات لزيارة وفد فلسطيني من رجال الأعمال إلى القاهرة
وكان اشتية التقى أيضا برئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن، على هامش القمة، وبحث معها تعزيز التعاون الثنائي في مختلف القضايا البيئية والاقتصادية، كما أكدا تعزيز التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات، كما وضعها في صورة التحديات التي تعيشها القضية الفلسطينية وتأثرها بالمتغيرات الدولية.
وتخلل لقاءات اشتية اجتماعا مع المدير التنفيذي لصندوق المناخ الأخضر يانيك جليماريك، على هامش قمة المناخ، حيث أكد رئيس الوزراء حاجة فلسطين الماسة لمساعدة الصندوق في تنفيذ مشاريع لصالح البيئة، كونها تعاني من آثار التغير المناخي والاحتلال، الذي يدمر البيئة، في آن واحد.
ووضع اشتية جليمارك في صورة الجهود الفلسطينية في هذا السياق، لا سيما المشاريع التي تعمل عليها الحكومة في مجالات الطاقة النظيفة ومعالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها في الري، وتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة.
وقال اشتية إن تمويل مشاريع بيئية في الدول النامية يجب أن يكون قضية أخلاقية ومسؤولية جماعية وليس فقط مبنيا على الربح، داعيا إلى عدم حجب استفادة فلسطين من مختلف الآليات الدولية الفنية والمالية للمشاريع البيئية لأسباب سياسية.
وقد أكد جليمارك التزامه بحق فلسطين من التمويل المخصص لمواجهة تغير المناخ، وفق معايير الصندوق، وعمله من أجل تقديم المساعدة اللازمة لسلطة البيئة لتمكينها من تقديم مشاريعها وفق المعايير.
جدير ذكره أن اشتية قال في كلمته أمام “قمة المناخ” نيابة عن الرئيس محمود عباس: “إن العالم ما زال بعيدا عن الهدف الذي وضعه مؤتمر باريس حول المناخ، لأن التغيير لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها، ولأن الدول الموقعة على ميثاق باريس لم تقم بتقليل الانبعاثات الصادرة من أراضيها”، وأضاف “بدل أن تقل هذه الانبعاثات ما زالت في ازدياد حيث ما زال تأثير الغازات الدفيئة ملحوظا”.
وتطرق إلى الحالة في فلسطين، مؤكدا أنها استثناء، كون أن معاناة الفلسطينيين مضاعفة، وقال “فمن جهة هناك احتلال عسكري إسرائيلي مدمر للإنسان والبيئة، ومن جهة أخرى تتأثر فلسطين بتغير المناخ مثل بقية العالم”، مؤكدا أن الاحتلال من خلال المستوطنات يدمر الطبيعة ويسرق المقدرات ويدفن مخلفاته الصلبة والخطرة في الأراضي الفلسطينية، ويسرق المياه ويقتلع الأشجار.
وقال اشتية “إن فلسطين بحاجة للاستفادة من الآليات الدولية الفنية والمالية، بما فيها مَرفق البيئة العالمي، الذي ما زال يحدّ من استفادتنا من مخصصات نظام التخصيص الشفاف للموارد، وذلك لأسباب سياسية بحتة”.