اغتيال هنية يشعل شبكات التواصل والنشطاء: المقاومة لا تموت بغياب قادتها

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: هيمن اغتيال زعيم حركة حماس اسماعيل هنية على اهتمام مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي من محيطه إلى خليجه، حيث طغى الحدث على غيره من الأحداث، وأعرب العرب في كل مكان عن استنكارهم للجريمة الإسرائيلية، كما انشغل كثيرون آخرون في تحليل مستقبل الصراع في المنطقة بعد عملية الاغتيال التي تمت في قلب العاصمة الإيرانية طهران.

وكان زعيم حركة حماس قد اغتيل بصاروخ استهدف مقر إقامته في طهران خلال زيارة رسمية كان يجريها لإيران التقى خلالها بالرئيس مسعود بزشكيان وشارك في حفل تنصيبه الرسمي الذي أقيم يوم الثلاثاء الماضي، أي قبل يوم واحد من الاغتيال الذي حدث فجر الأربعاء. وسرعان ما تصدر اسم اسماعيل هنية قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً على شبكات التواصل الاجتماعي طوال الأيام الماضية، إضافة إلى وسوم أخرى عديدة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومنددة بجريمة الاغتيال، ومنها «#شهيد_الأمة» و«#إسماعيل_هنية_شهيداً» وغيرها من الوسوم.
ونشرت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في قطر لولوة الخاطر تدوينة على شبكة «إكس» علقت فيها على دفن هنية في الدوحة، حيث قالت: «يوارى ثرى قطر اليوم جثمان العبد الصالح اسماعيل هنية، عاش مخلصاً لقضية، زاهداً في دنيا الناس، غير هيّاب للردى. عاش لشعبه منافحاً عن أقدس مقدسات الأمّة، لم يطلب أجراً من أحد. ما خاض يوما في أي شأن سوى شأن شعبه وبلاده وما فيه خدمة فلسطين والأقصى. عاش بين الناس وللناس وقدّم أول ما قدّم أحبابَه أهلَ بيته للشهادة ثمّ هو لم يضنّ بنفسه.. طبتَ حيّاً وميّتاً».
وكتبت الشيخة القطرية لولوة بنت جاسم آل ثاني: «يا مرحباً بالجثمان الطاهر وبالتاريخ النضالي المشرف وأهلاً بقطعة من فلسطين حلّت لتوارى الثرى في قطر، وتفخر بلادي ويفخر شعبها بالشهيد إسماعيل هنية حياً وميتاً وأرفع رأسي فخراً لا حدود له لشجاع الكلمة وسيد المواقف الأبية في ظل طأطأة الرؤوس والخنوع والانبطاح لمن غرّد منفرداً في عالم السمو والأخلاق والكرامة حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني».
أما الإعلامي المصري أيمن عزام، فعلق على ظهور أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال الجنازة قائلاً: «الأمير الذي اشتهر بابتسامته في كل المحافل، الملقب بالأمير الباسم، هذا الحزن الذي يعلو وجهه اليوم يعكس قيماً أخلاقية لهذا البلد. يرسخ كل معاني الأخوة ويؤكد سياسة هذا البلد في نصرة المظلوم وصاحب الحق، يثبت أن قطر ليست فقط كعبة المظلوم بل رمز عربي أصيل وإسلامي قويم.. ولا يظنن أحد أن السباحة ضد تيار الغالبية بالأمر اليسير، بل إن فيه خسائر جمة ما كانت قطر لتتحملها لولا إيمانها بكل تلك القيم فاعدلوا وأنصفوا».
ونشر الكاتب والشاعر والناشط الفلسطيني ياسر علي تدوينة نعى فيها هنية، وقال: «انا لله وانا إليه راجعون، رحم الله الأخ القائد المجاهد الشهيد أبا العبد، ألا فلنقم ولنمضِ على ما مضى عليه فهذا طريقنا محفوف بالصعاب والشهداء ولكن لا بديل عنه. رحم الله القائد الشهيد وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجمعه بالنبيين والصديقين والشهداء وأحبابه الذين سبقوه».
وعلق الكاتب الصحافي ياسر الزعاترة: «من قال إن الشهداء يغيبون؟.. إنهم يمتطون الريح ويلمعون في سمائنا كالبرق.. يذكّروننا بالرسالة والحلم، وينثرون في دروبنا أزهار الأمل. هُمْ هناك.. أحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون.. ويسْتَبْشِرُون بالذِين لمْ يلحَقُوا بهم منْ خَلْفِهِمْ ألَّا خوْفٌ عليْهمْ ولا هُمْ يَحْزَنُون».

يوجعنا الفراق

أما الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية فنشر صورة تعود للعام 2007 ويظهر فيها اسماعيل هنية عندما كان رئيساً للوزراء مع اثنين من مرافقيه وهم يجلسون على الرصيف على معبر رفح بانتظار الدخول إلى غزة، وعلق على هذه الصورة قائلاً: «ستبقى هذه الصورة وصمة عار على جبين النظام الرسمي العربي كله، وستبقى شاهدةً لاسماعيل هنية القائد الشهيد أنه فضل الجلوس على الرصيف في مصر ولم يقبل الدنية في دينه ودنياه، فلم يفرط في البندقية ولم يسقط راية الجهاد ولم يقبل عروض المليارات المذلة.. على مثل أبو العبد يوجعنا الفراق».
وكتب إياد جبر: «البعض يقول أن نتنياهو يسعى لجر الولايات المتحدة إلى حرب شاملة، لأن إدارة بايدن ضعيفة وفقدت القدرة على التأثير بسبب الانتخابات، لكن الحقيقة أن الدعم الأمريكي اللامحدود هو من أوصل نتنياهو إلى هذا الاجرام والغطرسة، كما ان الاستعداد الامريكي للحرب ليس أقل من الاستعدادات الصهيونية».
أما الناشط الفلسطيني بلال نزار الريان فكتب يقول: «عواصم الدعارة والترفيه ترقص فرحاً وطرباً على دماء غزة ودماء قائد مقاومتها إسماعيل هنية، بينما تعلن في الوقت نفسه عواصم العالم الإسلامي الحداد وتخرج بمسيرات مليونية لتشييع شهيد الأمة إسماعيل هنية.. هذا يوم فارق في تاريخ أمتنا، يوم تتضح فيه الصفوف بوضوح: فسطاط الأمة بقواها الحية وفسطاط الاستعمار والتصهين».
وكتب الناشط المصري عبد الله الشريف: «رحمة الله عليك ياطيب، تقبلك الله وأخلف على الأمة بغيرك، ولعل الأغبياء يفهمون لو أن المقاومة تنتهي باغتيال القادة لانتهت باغتيال الشيخ ياسين، رحمة الله عليكم جميعاً وبارك الله في رجالكم، حاملين الراية من بعدكم».
وغرد رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي الدكتور محمد الصغير: «الخطب جلل، والمصاب كبير، وليس فينا من هو أولى بالتعزية من غيره، ولكني أصبت بفقد الشهيد اسماعيل هنية مصيبة خاصة، ربما ترشدك إليها قسمات وجهه المتلألأ، ونظرات عينه الحانية، أسأل الله أن يأجرني في مصيبتي ويخلفني خيراً».
وكتبت معلقة سعودية: «أنا كمسلمة وسعودية لا أهتم كثيراً للمناوشات السياسية، وما أعرفه عن هذا الإنسان انه كان يحاول من أجل شعبه ويقاتل أعداء الله وأعداءنا، وشعبه إخوة لنا في الدين والدم، ولا أرى أنها حرب سياسية إنما حرب على الإسلام، لذلك عظم الله أجر أهله وذويه ورحمة الله عليه».
وعلق علي السند، وهو أكاديمي وإعلامي كويتي، يقول: «لم يكن الأول في هذا الدرب، ولن يكون الأخير، فقد سبقه أحمد ياسين والرنتيسي، ومن قبلهم عمر المختار وعزالدين القسام.. وقبلهم من هو خير منهم: حمزة بن عبدالمطلب وأنس بن النضر.. هذه النهاية التي يتمناها القادة المخلصون ولمثل هذا اليوم يعملون».
وكتب أحد المعلقين: «لو كانت حماس ستنكسر باغتيال قادتها لحدث ذلك في العام 2004 عندما اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي ومعهما أغلب قادة الصف الأول.. حماس حركة مؤسسية لا تتأثر بغياب الأفراد» وأضاف: «اغتيال اسماعيل هنية لا يُمكن أن يكون انجازاً أمنياً واستخبارياً لإسرائيل. فالرجل في زيارة رسمية وعلنية لإيران، وشارك في حفل التنصيب، وعقد لقاءً ثنائياً مع الرئيس الإيراني قبل ساعات من اغتياله.. ومن السهل جداً الوصول له ورصده وتحديد مكانه بواسطة الأقمار الصناعية.. الحكاية هي أنَّ إسرائيل فشلت طوال عشرة شهور في الوصول إليه، وليس في أنها نجحت اليوم باغتياله».
وعلق الدكتور حمود النوفلي، الأستاذ بجامعة السلطان قابوس في عُمان، قائلاً: «تنبيه مهم لأهل غزة: يحاول العدو كسر معنوياتكم ببث أخبار اغتيال الضيف، بعد اغتيال اسماعيل هنيه ليصور لأبطال المقاومة في الميدان أن عليهم أن يستسلموا ويلقوا سلاحهم، وكذلك يقول لأهل غزة أن المقاومة أنهارت وهزمت وثورا ضدها وتخلصوا منها.. كل ذلك حرب نفسية لا صحة لها، والضيف لم يستشهد».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية